
الادعاء |
الصحفي “إيدي كوهين” عن الفيديو الذي يوثق اللحظات الأولى لقصف مدرسة أبو عاصي التي تضم آلاف النازحين “عزيزي الغزواي هذه قنبلة دخان لو فسفور ما كنت بتحكي الآن”. |
شكك الصحفي الإسرائيلي “إيدي كوهين” عبر حسابه الرسمي في موقع “X” (توتير سابقًا) بمقطع فيديو يوثق اللحظات الأولى لقصف مدرسة تابعة لـ”الأونروا”، إذ علق كوهين على الفيديو الذي يقول مصوره إن الاحتلال قصف المدرسة بقنابل الفسفور، ويُظهر الفيديو لقطات لسقوط قذائف في ساحة المدرسة، وينبعث منها دخان كثيف، فيما يُهرع النازحون الموجودون داخلها لمحاولة إطفائها، وعلق كوهين علي الفيديو مشكِّكًا: “عزيزي الغزاوي هذه قنبلة دخان لو فوسفور ما كنت بتحكي الآن”.
الفيديو من توثيق صانع المحتوى من قطاع غزة أحمد حجازي، ويوثق لحظة استهداف جيش الاحتلال مدرسة أبو عاصي بقنابل الفسفور الأبيض المحرم دوليًا، أمس الخميس، وتتبع المدرسة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ” الأونروا”، وتضم آلاف النازحين الفلسطينيين من مخيم الشاطئ .
وقف فريق المرصد الفلسطيني ” تحقق” على رواية الصحفي الإسرائيلي “إيدي كوهين” المشككة في استهداف الاحتلال المدرسة بمادة الفسفور الأبيض المحرمة دوليًا، وذلك بالعودة إلى المقطع الأصلي الذي نشره الناشط حجازي عبر حسابه الرسمي في منصة “انستغرام”، إذ تبين أن مدة المقطع الأصلي دقيقة و28 ثانية، إلا أن كوهين اجتزأ اللحظات الأولى من المقطع، وتعمد عدم نشر اللقطات الأخرى التي تُظهر القنابل الفسفورية بوضوح.
واستند فريق المرصد الفلسطيني “تحقق” في تفنيده لادعاء كوهين على ما يأتي:
أولًا: بالعودة إلى توثيقات سابقة لقصف إسرائيلي بقنابل الفسفور الأبيض على مناطق مختلفة من قطاع غزة، ومقارنتها مع آثار القصف الظاهرة في الفيديو تبين تطابقها بشكل كامل، إذ تترك قنابل الفسفور خطوطاً دخانية بيضاء في اللحظات الأولى لإطلاقها في سماء المنطقة المستهدفة، وهو ما تُظهره الصورتان (1،2) من وجود خطوط دخانية في سماء المدرسة المستهدفة مماثلة للخطوط الظاهرة في الصورتين (3،4) لقصف سابق في القطاع.




خلاصة المقارنة:
بمقارنة الصور التي وثقها صانع المحتوى أحمد حجازي لاستهداف المدرسة بصور ولقطات سابقة توثق استهداف مناطق مختلفة في غزة بقنابل الفسفور الأبيض، تبين أن القذائف التي استُهدفت بها مدرسة الشاطئ التابعة لـ “الأونروا” هي قنابل فسفورية، وهو ما ينفي ادعاء الصحفي الإسرائيلي “إيدي كوهين”.
ثانيًا: تواصل فريق المرصد مع كل من الخبير العسكرى اللواء واصف عريقات والكاتب، والباحث في المجال العسكري سعد الوحيدي، وموثق الفيديو صانع المحتوى أحمد حجازي، الذين أكدوا لمرصد “تحقق” أن القنابل الظاهرة في الفيديو هي قنابل فسفورية.
إذ قال اللواء عريقات إنه ومن خلال الفيديو يتضح أن القنبلة أطلقت من الجو وهو ما يؤكد أن مصدر الإطلاق طائرة إسرائيلية، ثم حين سقطت القنبلة أو المقذوف كان لون دخانه أبيض، وبعد تفاعله بملامسته الأكسجين تحول إلى اللون الأسود، كما أن الإصابات من حروق في الوجه والعينين والشفتين دليل آخر على أنها قنابل فسفورية.
وهو ما أكده أيضًا الوحيدي بالقول: “إن مادة الفسفور تتساقط على شكل خطوط بيضاء مشتعلة بدخان أبيض، ولا تسقط قطعة واحدة، وهو ما يظهر بوضوح في اللقطة الأخيرة من الفيديو، إذن هذه قنابل فسفورية”.
وأشار إلى أن القنبلة الظاهرة في بداية الفيديو هي قنبلة دخانية، لكن القنابل الأخرى فسفورية بشكل قاطع، مبينًا أن طبيعة الإصابات التي أُعلن عنها تؤكد أنها قنابل فسفورية.
أما موثق الفيديو أحمد حجازي فقد أكد لـ”تحقق” وجوده لحظة استهداف المدرسة، مشيرًا إلى أن المدرسة تعرضت لثلاثة أنواع من الاستهدافات في وقت واحد، وهي: “قنابل الفسفور، وقذائف المدفعية، وقنابل دخانية”.
وأضاف حجازي أنه لم يتمكن من توثيق الإصابات نظرًا للرائحة الشديدة الخانقة إثر ضرب قنابل الفسفور، مشيرًا إلى أن إخماد الفسفور كان من طريق وضع كمية كبيرة من الرمال المبللة فوقه، لأنه لا يُطفئ بالماء، وهو ما حدث في مدرسة أبو عاصي في مخيم الشاطئ.

خلاصة التحقق |
المقطع مجتزأ من فيديو صوره صانع المحتوى أحمد حجازي والذي أكد لـ”تحقق” وجوده لحظة إطلاق القنابل الفسفورية، وهو ما أكده أيضاً الخبير العسكري اللواء واصف عريقات والباحث سعد الوحيدي، أن القنابل التي تظهر في نهاية الفيديو هي قنابل الفسفور الأبيض، بالتالي فإن الاجتزاء كان بهدف التشكيك، وتوظيفه في سياق مضلل. |
مصادر التحقق | مصادر الادعاء |
المقطع الأصلي على حساب المصور أحمد حجازي
الخبير العسكري اللواء واصف عريقات الباحث والكاتب في المجال العسكري سعد الوحيدي |
الصحفي الاسرائيلي ” إيدي كوهين” |