الادعاء |
ميلشيا جديدة تظهر في إسرائيل اليوم باسم “القوة 100”. |
نشرت حسابات وصفحات اجتماعية في منصات التواصل الاجتماعي صورة عقبوا عليها بالقول “ميليشيا جديدة تظهر في إسرائيل اليوم باسم “القوة 100” الموالية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن الداخلي بن غفير.
تحرى المرصد الفلسطيني “تحقق” حقيقة الصورة والادعاء المتداولين، من خلال البحث عنها في المصادر العلنية والعبرية بواسطة أداة البحث الرقمية “Tineye” وتبين أن الصورة صحيحة لكن تم استخدامها في سياق خاطئ حيث تعود إلى مظاهرة في قاعدة بيت ليد واعتصام المئات أمام مدخل معسكر رقم (21) للمطالبة بالإفراج الفوري عن المعتقلين حيث عززت الشرطة من قواتها خوفاً من اقتحام المتظاهرين للقاعدة.
وفرض العشرات من رجال الشرطة من المنطقة، بينهم مقاتلون من وحدات (YSM) و(MGB)، طوقاً بشرياً عند بوابة الدخول ومنعوا أي محاولة للاقتحام.
القوة (100) ليست مليشيا جديدة وإنما قوة سابقة كانت مخصصة لتأمين السجون الإسرائيلية
بحث فريق القسم العبري في “تحقق” عن “القوة 100” وتبين أنها وحدة كانت تعمل سابقاً على تأمين السجون العسكرية من السجناء الأمنيين (السجناء الفلسطينيين المعتقلين على خلفية العمل الوطني)، ولكن تم حلها عام 2006م بعد نقل المسؤولية منها إلى مصلحة السجون “الشاباص“.
وبعد السابع من أكتوبر/تشرين أول 2023 تم استدعاء عدد من جنود الاحتياط الذي كانوا سابقاً ضمن الوحدة (100) لحراسة معتقل “سديه تيمان”، لحراسة المعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة.
ما هي القوة 100؟
تم إنشاء القوة (100) في أواخر التسعينيات في سجن مجدو العسكري بمبادرة محلية من قائد السجن، وقوامها مجموعة من جنود الشرطة العسكرية لقمع السجناء الفلسطينيين في السجن في حالات الاضطراب والشغب وفق توصيف السجون، وبعد نقل مسؤولية السجون الأمنية من الجيش الإسرائيلي إلى مصلحة السجون، تم حل القوة أسوة بالتشكيلات العسكرية الأخرى التي كانت في سجن مجدو.
وبسبب فشل مصلحة السجون ووزارة الأمن الداخلي في الاستعداد لاستقبال آلاف السجناء الفلسطينيين اضطر الجيش الإسرائيلي إلى إنشاء معتقل “سدي تيمان”، وتم إعادة تجنيد جنود احتياط لحراسة اسرى “النخبة” في المعتقل، حيث قرر بعضهم أن يطلقوا على أنفسهم اسم “القوة 100″، وشاركوا في المظاهرات ضد الأوامر العسكرية واعتقال رفاقهم.
توقيف جنود في منشأة “سديه تيمان” مشتبهين بتعذيب جنسي بحق معتقل فلسطيني
داهمت الشرطة العسكرية الإسرائيلية الإثنين الماضي 29 يوليو/تموز معتقل “سديه تيمان” الذي يحتجز فيه معتقلون من قطاع غزة، منذ بداية الحرب، وأوقفت 9 جنود إسرائيليين مشتبهين بتعذيب جنسي شديد بحق معتقل فلسطيني، وهناك جندي آخر مشتبه لم يتم إيقافه بعد.
ورفضا للتحقيق مع الجنود المشتبهين بتعذيب المعتقل الفلسطيني جنسيا بشكل جماعي، حاول عناصر اليمين المتطرف يقودهم أعضاء الكنيست من الائتلاف عن أحزاب الليكود و”الصهيونية الدينية” و”عوتسما يهوديت”، اقتحام المنشأة في عدة محاولات اخترقوا خلالها الحواجز العسكرية واعتدوا على عناصر الشرطة العسكرية.
ومكث المقتحمون داخل القاعدة لبعض الوقت، حيث ساندهم في الاقتحام والاحتجاج عشرات من جنود الاحتياط، ملثمين ومسلحين، وحمل بعضهم شعار “القوة 100” على زيهم العسكري.
ووقعت صدامات بين ضباط الشرطة العسكرية من جهة وجنود الاحتياط وناشطي أقصى اليمين من جهة أخرى، حيث حاولوا منع احتجاز الجنود الذين يشتبه بأنهم اعتدوا جنسيا على أحد أسرى غزة، وقد نقل إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع وهو يعاني جروحا خطيرة.
وتمكنت الشرطة العسكرية في نهاية المطاف من نقل الجنود الموقوفين إلى قاعدة بيت ليد العسكرية شمال تل أبيب لاستكمال التحقيقات، لكن أنصار اليمين ما لبثوا أن توجهوا إلى تلك القاعدة أيضا وتمكنوا من اقتحامها.
الجيش الإسرائيلي يعزز قواته في محيط قاعدة بيت ليد
قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي عزز قواته في محيط قاعدة بيت ليد وسط إسرائيل، “خشية اقتحامها مجدداً” قبيل جلسة استماع لجنود الاحتياط الذين تم اعتقالهم من معسكر “سديه تيمان” للاشتباه في تورطهم في “عملية تعذيب وتنكيل جنسي لسجين فلسطيني من قطاع غزة”.
واستدعى الجيش كتيبتين من لواء الناحال لحماية قاعدة بيت ليد العسكرية، حسبما ما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية.
وكان متظاهرون إسرائيليون حاولوا الاثنين الماضي اقتحام سجن قاعدة بيت ليد العسكرية، احتجاجاً على اعتقال عدد من جنود الاحتياط للاشتباه في إساءة معاملتهم لعنصر النخبة المحتجز في معتقل “سديه تيمان”.
ما هو معتقل “سديه تسيمان”؟
يقع المعتقل داخل القاعدة العسكرية “سديه تيمان” التابعة للقيادة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي، وقد أعيد افتتاحه مع اندلاع الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بغية احتجاز الفلسطينيين الذين اعتقلوا من القطاع، وكذلك عناصر “وحدة النخبة” من كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس”، الذين تم أسرهم خلال معركة “طوفان الأقصى”.
وتضم القاعدة العسكرية -التي أقيمت في أوائل أربعينيات القرن الماضي خلال فترة الانتداب البريطاني، وتقع على بعد نحو 10 كيلومترات شمال غرب مدينة بئر السبع- أيضا مقرا بديلا لمديرية التنسيق والارتباط في غزة، التي يفترض أن تعمل في حالات الطوارئ على حدود غزة، وكذلك منشآت الاعتقال التي استخدمت أيضا خلال العمليات العسكرية السابقة في غزة.
خلاصة التحقق |
أظهر تدقيق فريق الرصد العبري في “تحقق” أن القوة (100) ليست ميليشيا جديدة، بل وحدة عسكرية كانت تعمل سابقاً على تأمين السجون الإسرائيلية، أما الصورة المستخدمة في الادعاء تعود لمظاهرة في قاعدة بيت ليد العسكرية وسط إسرائيل، احتجاجاً على توقيف عدد من الجنود المتهمين بتعذيب معتقل فلسطيني. |
مصادر التحقق | مصادر الادعاء |
|