تحققربط خاطئ

صورة لأسير إيراني في معتقل أبو غريب عام 2003 متداولة بأنها لأسير فلسطيني في معتقل “سيديه تيمان”

فاطمة الخطيبتدقيق المعلومات - تحقق
الادعاء
صورة أسير فلسطيني تعرض لاعتداء جنسي في أحد السجون الإسرائيلية.

نشرت حسابات عبر موقع “إكس” مقطع فيديو كانت قد نشرته القناة (12) الإسرائيلية يوثق اعتداء جنود إسرائيليين جنسياً على أسير فلسطيني، وأرفقوا معه صورة أخرى مدعين أنها للأسير الذي تم اغتصابه.

تحرى المرصد الفلسطيني “تحقق” حقيقة الفيديو والصورة المتداولين، من خلال البحث العكسي بواسطة أدوات البحث الرقمية، وتبين أن الفيديو صحيح، لكن الصورة قديمة لأسير إيراني في معتقل أبو غريب عام 2003.

الصورة لمعتقل إيراني في سجن أبو غريب الأمريكي  في العراق 

نشرت وكالة “almay” البريطانية الخاصة بتوثيق وأرشفة الصور، تفاصيل حول الصورة التي حصلت عليها وكالة “أسوشيتد برس”، وهي تظهر أسيراً إيرانياً يتعرض للتعذيب من قبل جنود أمريكيي ويدعى محمد بلنديان، ويظهر في الصورة وفق الوكالة كلاً من الرقيب مايكل سميث مع كلبه الأسود ماركو، والرقيب سانتوس كاردونا مع كلبه البلجيكي الراعي دوكو، والجندي إيفان  فريدريك الثاني، والتقطت الصورة في سجن أبو غريب في بغداد بتاريخ 12 ديسمبر/كانون أول 2003.

وحول تفاصيل الاعتقال، نَشرت قناة الميادين  في  20 أغسطس/آب 2022، مقابلة تلفزيونية مع الأسير محمد بلنديان بعد أن أفرج عنه  سابقاً،  ليروي ما جرى معه  بالقول: “في عام 2003، ذهبت إلى العراق لزيارة العتبات المقدسة في كربلاء والنجف، والزيارة الأخيرة لي كانت لمدينة الكاظمية، في إحدى الليالي خرجت لتناول العشاء، وخلال هذه اللحظة سمعت أصوات رصاص، فقال لي صاحب المطعم لا تخرج، وأنا لا أعرف اللغة العربية، فظننت أنه يقول لي أخرج بسرعة. كان هناك شرطة تجول في الشارع، سألني الشرطي من أين أنت؟ فقلت له: أنا إيراني”.

ليتم اعتقاله ونقله إلى سجن أبو غريب، بتهمة تفجير فندق بغداد، ليسرد بعد 19 عاماً تفاصيل ما تعرض له ومعتقلون عراقيون داخل السجن من أصناف التعذيب الجسدي والجنسي، ضمن ما عرف حينها “فضيحة سجن أبو غريب“.

اغتصاب أسير فلسطيني في معتقل “سيديه تيمان”

جاء تداول الصورة عقب ما نشرته القناة 12 الإسرائيلية يوم الثلاثاء 6 أغسطس/ آب 2024  من مشاهد مسربة، تظهر قيام جنود إسرائيليين بالاعتداء الجنسي على أحد المعتقلين الفلسطينيين بسجن “سيديهه تيمان” بصحراء النقب الذي يعرف باسم” غوانتانامو إسرائيل”.

وذكر التقرير أنه شوهد مجموعة من جنود الاحتياط من وحدة رقم “100” وهم يأخذون أحد المعتقلين جانباً، ويبدو أنهم على علم بالكاميرات الأمنية، فحاولوا إخفاء أفعالهم بالدروع، وقاموا بالاعتداء جنسياً على معتقل من قطاع غزة.

وأوضحت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية أنه لدى محققي الشرطة العسكرية بعض الأدلة التي تعزز الشكوك بأن مدربي السجون في خدمة الاحتياط ارتكبوا عملًا من “أعمال اللواط” ضد الأسير الذي كان محتجزًا، وأضاف الموقع أن تقريرًا طبيًا يشير إلى أن الأسير دخل المستشفى نتيجة إصابته بجروح خطيرة في الأرداف، وعانى من نزيف حاد بسبب الإصابة الخطيرة في فتحة شرجه التي يزعم أنها حدثت باستخدام أداة ما.

وكانت الشرطة العسكرية الإسرائيلية قد اقتحمت معسكر “سيديه تيمان” بعد أن أعلن المتحدث العسكري عن فتح تحقيق للاشتباه في تنكيل خطير بأحد الأسرى، وأوقفت الشرطة العسكرية 9 جنود من أصل عشرة مشتبه بهم في انتهاك جنسي لأحد المعتقلين الفلسطينيين.

في سياقٍ متصل، طالب نادي الأسير الفلسطيني هيئة الأمم المتحدة ومن خلال منظماتها المتخصصة بالقيام بتحقيقٍ دوليٍ محايد حول ما يجري من عمليات تعذيب ممنهجة بحقّ الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، كشفت جزءاً مصوراً منه عبر ما سُرب إلى وسائل الإعلام، إلى جانب عشرات الشّهادات التي وثقتها المؤسسات المختصة، والكفيلة بإدانة ومحاسبة الاحتلال.

وأضاف النادي، تعقيباً على شريط الفيديو الذي يظهر اغتصاب أسير فلسطيني، في معسكر (سديه تيمان) أن الأسير لم تعرف هويته ولا وضعه الصحيّ حتّى اللحظة، وأنّ هذه الجريمة واحدة من بين العديد من جرائم الاغتصاب التي نفّذها جنود الاحتلال بحقّ معتقلي غزة، تحديداً في معسكر (سديه تيمان) الذي شكّل الشّاهد الأبرز على جرائم التّعذيب بحقّ المعتقلين الفلسطينيين في سجون ومعسكرات الاحتلال، استنادا لإفادات وشهادات أسرى جرى الإفراج عنهم من معسكرات الاحتلال وكذلك استنادا لزيارات محدودة تمت مؤخراً من قبل عدة مؤسسات.

وبيّن نادي الأسير، أنّ جريمة الاغتصاب الموثقة بالكاميرات، تؤكّد أنّ هناك المزيد من الأدلة المصورة والتي يملكها الاحتلال حول كل الجرائم التي نفّذت بحقّ المعتقلين في المعسكر وفي سجون أخرى.

في السياق، نشر مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في المناطق المحتلة (بتسيلم) يوم الثلاثاء 6 أغسطس/ آب الجاري تقريرا بعنوان “أهلا بكم في جهنم”، يتضمن توثيقا لعشرات حالات التعذيب والتنكيل بالأسرى الفلسطينيين.

وقال مركز “بتسيلم” إن إسرائيل تنفذ “سياسة هيكلية وممنهجة قوامها التنكيل والتعذيب المستمران” للأسرى الفلسطينيين منذ بدء الحرب في غزة، بما يشمل العنف التعسفي والاعتداء الجنسي.

معتقل ” أبو غريب”  الأمريكي في العراق

بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003 أصبح سجن أبو غريب، الواقع قرب بغداد، المكان الرئيسي لاحتجاز العراقيين المتهمين بجرائم ضد قوات التحالف الغربي، ومورست فيه أعمال التعذيب والقتل.

وسجن “أبو غريب” حالياً اسمه سجن “بغداد المركزي” يقع قرب مدينة أبو غريب والتي تبعد 32 كلم غربي العاصمة العراقية بغداد واشتهر لاستخدامه من قبل قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وعرف بالسجن “سيئ السمعة”، وقتل فيه الكثير من الأسرى العراقيين وغيرهم من جنسيات أخرى،فيما تعرض عددا آخر للاغتصاب والتعذيب.

خلاصة التحقق
أظهر تدقيق “تحقق” أن الصورة المتداولة على أنها لأسير فلسطيني في معتقل “سيديه تيمان” تعود في الواقع لأسير إيراني تعرض للتعذيب في سجن أبو غريب بالعراق عام 2003، بينما الفيديو المرافق صحيح.
مصادر التحقق مصادر الادعاء 
  1.  وكالة “almay” البريطانية للتوثيق والأرشفة.
  2. موقع “ميدل إيست نيوز”.
  3. موقع قناة الميادين.
  4. موقع “researchgate”.
  5. حساب السياسي الأمريكي جاكسون هينكل في موقع “إكس”.
  6. صحيفة “يديعوت أحرنوت”.
  7. موقع “الجزيرة نت”.
  8. نادي الأسير الفلسطيني.
  9. موقع “شفق نيوز”.
  10. وكالة الأناضول.
  1. صور من التاريخ.
  2. سادم ربيع.
  3. روزان قباص.

مصادر مؤرشفة:

  1. المصدر الأول
  2. المصدر الثاني
  3. المصدر الثالث

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button