الجيش الإسرائيلي والعملية العسكرية في الضفة الغربية: بين الحقيقة والتهويل
الادعاء |
جيش الاحتلال الإسرائيلي يستعد لبدء عملية عسكرية واسعة في الضفة الغربية. |
تنويه |
لاحقاً لإعداد التقرير شن جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية كبرى طالت محافظات جنين، طولكرم، وطوباس، أسفرت حتى وقت هذا التنويه عن ارتقاء 11 شهيداً. |
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي منذ مساء أمس بخبر مفادة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستعد لبدء عملية عسكرية واسعة في الضفة الغربية.
وفي ادعاءٍ آخر، أن العملية بدأت من مخيم نور شمس أمس الإثنين عقب استهداف مجموعة من المقاومين داخل منزل بقصف من الجو.
وفي صيغة أخرى نشرت صفحات اجتماعية أن الجيش الإسرائيلي يعلن بدء عملية في الضفة الغربية تستمر لعدة أسابيع، فيما ادعى آخرون بأن اسم العملية “السهم الناري“.
وقف المرصد الفلسطيني “تحقق” على حقيقة وسياق الأخبار المتداولة بشأن استعداد الجيش الإسرائيلي لبدء عملية عسكرية واسعة النطاق في الضفة الغربية، من خلال البحث في المصادر العبرية الرسمية والعلنية، والتواصل مع المختصين في الشأن الإسرائيلي، حيث خلص المرصد إلى عدم وجود إعلان رسمي من قبل الاحتلال بشأن العملية العسكرية، وإنما مصادر إعلامية أشارت إلى ذلك استناداً إلى مصادر مجهلة.
الجيش الإسرائيلي لم يعلن رسمياً عن بدء عملية واسعة في الضفة
بحث فريق الرصد العبري في “تحقق” في الموقع الرسمي لجيش الاحتلال ومنصاته الرقمية، ولم يجد أي خبرٍ رسميٍ، يفيد ببدء أو الاستعداد لتنفيذ عملية عسكرية واسعة في الضفة الغربية. وهو ما أكده المتخصصان في الشأن الإسرائيلي محمد أبو علان وعماد أبو عواد لـ”تحقق”.
القناة 14 الإسرائيلية تنشر خبراً حول استعداد الجيش لعملية واسعة في الضفة نقلاً عن مصادر عسكرية رفيعة لم تسمها
يعود أصل الخبر المتداول بصيغ وسياقات مختلفة إلى القناة 14 الإسرائيلية، حيث نشرت القناة أمس الاثنين 26 آب /أغسطس الجاري، نقلاً عن تصريحات خاصة لمصادر عسكرية مجهولة الهوية، مفادها: “أن هناك احتمالية تنفيذ جيش الاحتلال عملية عسكرية واسعة في الضفة، لوقف عمليات المقاومة في الضفة ، وأن الجيش سوف يكون جاهزا لتعزيز قواته في الضفة”.
في السياق، قال المختص بالشأن الإسرائيلي محمد أبو علان لـ”تحقق” إن الإعلان عن عملية عسكرية واسعة يصدر عادة في بيان رسمي عن الجيش الإسرائيلي، وأكد أن مصدر الخبر هي القناة 14 الإسرائيلية والتي توصف بـ” اليمينية المتطرفة المقربة من بينيامين نتنياهو”.
كما أوضح عماد أبو عواد أن الخبر يعبر عن “أَمنيات” القناة اليمينية المتطرفة “14”، منوهاً بأن عدم الكشف عن هوية المصادر يثير شكوكاً عديدة، ويمس شفافية الخبر ومصداقيته.
وفي تفاصيلٍ أخرى، نشرت القناة ذاتها تقريراً معنون بـ بسبب تزايد الإرهاب: الجهاز الأمني يستعد لنشاط واسع في الضفة الغربية.
ويذكر التقرير أن “الأجهزة الأمنية الإسرائيلية” تستعد لإطلاق عملية واسعة النطاق في منطقة “يهودا والسامرة” -الضفة الغربية- في أعقاب سلسلة الهجمات والتحذيرات الخطيرة، التي تستهدف الإسرائيليين وفق التقرير.
ويتابع التقرير “بعد فترة عنيفة للغاية تصاعد فيها العمليات في جميع أنحاء يهودا والسامرة وغور الأردن، وامتد أيضًا إلى داخل البلاد، يقول كبار المسؤولين في الجهاز الأمني إنهم يستعدون لتغيير كبير، وزياد الوتيرة في الضفة الغربية”. مشيراً إلى انضمام قوة لواء هجومي إلى الضفة الغربية في الأيام المقبلة، من أجل زيادة عمليات جيش الاحتلال للحد من العمليات الفلسطينية، حيث ستعمل القوة ضد مختلف العناصر في المنطقة.
وأضاف التقرير بأن القوات الجوية والبرية في جيش الاحتلال ستتواجد في منطقة الضفة الغربية، إلى جانب معلومات استخباراتية دقيقة وعالية الجودة، بهدف سحق مناطق تمركز المقاتلين الفلسطينيين في الضفة الغربية، كما لم يفعلوا منذ سنوات طويلة.
هذا ودعا ما يسمى ـ”رئيس مجلس بيت إيل” شاي ألون، “قائد المنطقة الوسطى” لجيش الاحتلال الإسرائيلي اللواء آفي بلوط إلى إحداث تغيير أساسي وحاسم في الضفة، “وأضاف ألون: “الواقع الحالي يجبرنا على شن عملية واسعة النطاق، وهو أمر طالبنا به حتى قبل بدء الحرب، وهذا صحيح وضروري حتى الآن.لا يمكن لإسرائيل الجديدة بعد السابع من أكتوبر/تشرين أول أن تستمر في سياسة الشمول وشراء الصمت المتوتر”، وفق ما أفادت به القناة 14 الإسرائيلية.
تصعيد متواصل في الضفة.. عمليات عسكرية مستمرة
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي شن عملياته العسكرية في الضفة الغربية، والتي ازدادت وتيرتها منذ السابع من أكتوبر/تشرين أول 2023، ويمعن الاحتلال في عملياته بين اعتقالات ومداهمات طالت معظم أنحاء الضفة الغربية، وأخرى تمثلت في اغتيالات ينفذها الجيش من خلال قصف جوياً ، كان آخرها اغتيال خمسة فلسطينيين مساء أمس الاثنين في قصف صاروخي استهدف مخيم نور شمس بالقرب من مدينة طولكرم شمال الضفة ، من بينهم أسرى محررين أفرج عنهم ضمن صفقة التبادل الأخيرة بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.
وزعمت صحيفة “إسرائيل اليوم” أن الهجوم الإسرائيلي نفذ بواسطة طائرة مسيرة واستهدف “منزل قائد خلية الجهاد الإسلامي أبو شجاع”، في إشارة إلى قائد كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
وما حدث في مخيم نور شمس أمس، يأتي على غرار العمليات العسكرية والاغتيالات التي حدثت سابقاً في طوباس ومخيم جنين ومدينة نابلس، ولا تزال تلك العمليات مستمرة مين حينٍ لآخر.
في حين أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أمس ، عن شهيد و٣ مصابين بجروح متوسطة جراء إطلاق مستوطنين النار عليهم في قرية وادي رحال قضاء بيت لحم.
وفي هذا السياق، يقول محمد أبو علان لـ” تحقق” إنه وبالرغم من عدم إعلان جيش الاحتلال لعملية واسعة في الضفة، لكن ما يحدث بشكل يومي من اعتقالات واغتيالات هي عملية لكنها من نوعٍ آخر، والاحتلال يشن عملياته لكن دون أن يطلقها رسمياً أو أن يطلق عليها اسماً كما المعتاد في السنوات القليلة الماضية من بينها عملية “كاسر الأمواج” التي أطلقها الاحتلال عام 2022 .
تزايد حملات الاعتقالات في الضفة
أعلن نادي الأسير الفلسطيني وهيئة شؤون الأسرى والمحررين ، في أحدث إحصائية نشرت أمس الاثنين، قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت أكثر من 10 آلاف و200 مواطن من الضّفة بما فيها القدس، منذ بدء حرب الحرب الإسرائيلية على غزة والضفة الغربية .
وتابع البيان، أن الاحتلال يستهدف بشكل أساسي الأسرى المحررين السابقين، حيث أعاد الاحتلال اعتقال الأسير السابق حسن الصفدي من نابلس، الذي أفرج عنه في 30 تموز الماضي، بعد قضائه 9 شهور رهن الاعتقال الإداري.
خلاصة التحقق |
خلص تقرير المرصد الفلسطيني “تحقق” إلى أن الأخبار المتداولة بشأن استعداد الجيش الإسرائيلي لبدء عملية عسكرية واسعة في الضفة الغربية غير مؤكدة، حيث لم يصدر أي إعلان رسمي من الجيش الإسرائيلي. مصدر الخبر هو القناة 14 الإسرائيلية، التي نقلت عن مصادر عسكرية مجهولة، مما يثير الشكوك حول مصداقية الخبر. |
مصادر التحقق | مصادر الادعاء |
مصادر مؤرشفة: |