حملة “باليوود” توظف إعلان شركة “جوال” لشهر رمضان في سياق التشكيك بمعاناة الفلسطينيين في غزة

تداولت حسابات إسرائيلية وأخرى غربية داعمة لإسرائيل عبر منصة إكس مقطع فيديو يظهر طفل وسط الدمار، وعقبت الحسابات عليه بالقول: “فريق كامل للتصوير والمونتاج يعمل في غزة وهم من يقفون وراء الفيديوهات التي تشاهدونها.. شاهدوا كيف يعملون على تصوير فيديوهات وسط الركام والخيم” مدعين أن غزة عبارة عن مسرح كبير وأهالي غزة احترفوا التمثيل منذ عشرات السنين.

يأتي تداول الفيديو في سياق حملة “باليوود” المشككة بمعاناة الفلسطينيين في قطاع غزة لاسيما منذ أحداث السابع من أكتوبر/تشرين أول الماضي، حيث يتهم الفلسطينيين بتزييف معاناتهم.

وقف المرصد الفلسطيني “تحقق” على حقيقة الفيديو المتداول والادعاءات المرفقة، وذلك من خلال البحث في المصادر العلنية، إذ تبين أن المشهد المتداول هو كواليس إعلان لصالح شركة الاتصالات الفلسطينية “جوال” وذلك بهدف تسليط الضوء على مجريات الأحداث في قطاع غزة، ولكن جرى توظيفه في سياق مضلل.

ونشر فيديو الإعلان كاملاً عبر الصفحة الرسمية لشركة “جوال“، وحساب المخرج الفلسطيني عمر رمال في 10 مارس/آذار الجاري.

وللاستيضاح حول تفاصيل الإعلان، تواصل فريق المرصد مع مخرج الإعلان المخرج الفلسطيني عمر رمال الذي أوضح لـ”تحقق” أنه قام بإخراج الإعلان لصالح شركة “جوال”، وأن المشهد المتداول لكواليس العمل الفني الذي يسلط الضوء على معاناة أهالي قطاع غزة في ظل الحرب الإسرائيلية فيها.

لافتاً إلى أن الإعلان لم يصور في قطاع غزة كما نص الادعاء، وإنما صُور في الأردن وذلك لصعوبة التصوير في غزة وفلسطين عموماً بسبب الظروف الراهنة.

وشدد رمال على أن الإعلان ومشاهده قام بتصويرها وبنائها بالكامل ضمن مشاهد تصويرية تعبر عن الواقع الإنساني في غزة، وذلك بهدف توظيف الفن في ترسيخ معاناة الشعب الفلسطيني.

ولفت كذلك إلى أنه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف المحتوى الفلسطيني، مشيراً إلى توظيف إنتاجات فنية سابقة له حول القضية الفلسطينية ومعاناة الفلسطينيين في سياق مضلل من قبل حسابات إسرائيلية وأخرى داعمة لإسرائيل ضمن حملة “باليوود”.