فيديو لعاصفة رملية في السعودية يُتداول بشكل خاطئ على أنه في فلسطين

تداولت حسابات وصفحات عربية وأجنبية على منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر عاصفة رملية ضخمة، قالوا إنه يُوثق لحظة اجتياح هذه العاصفة لمناطق في إسرائيل.

تحقّق مرصد “تحقّق” الفلسطيني من صحة الفيديو المتداول، باستخدام أدوات وتقنيات البحث الرقمي، وتبيّن أن الادعاء غير صحيح، إذ يعود الفيديو إلى عاصفة رملية ضربت محافظة وادي الدواسر في المملكة العربية السعودية في شهر آذار/مارس 2025.

وقد أظهر البحث العكسي أن المقطع نُشر لأول مرة بتاريخ 20 آذار/مارس 2025 على تطبيق “تيك توك“، ويوثق اجتياح العاصفة لمناطق واسعة في وادي الدواسر، وليس للعاصفة الرملية التي ضربت إسرائيل أمس الأربعاء 30 نيسان/إبريل 2025، كما نص الادعاء. وتعزَّز هذه النتيجة من خلال مشاهد أخرى نُشرت من زوايا مختلفة عبر وسائل إعلامية ومنصات متعددة، تُظهر بوضوح مدى تأثير العاصفة في المنطقة ذاتها.

ووفقًا للمتحدث الرسمي باسم المركز الوطني للأرصاد في السعودية، حسين القحطاني، فإن الأتربة المثارة في وادي الدواسر نتجت عن تيارات هابطة من سحب رعدية نشطة بين منطقتي بيشة ووادي الدواسر، حيث بلغت سرعة الرياح 28 عقدة (نحو 52 كم/س) واستمرت قرابة الساعة. كما ساهمت كثافة الكثبان الرملية في المنطقة في تصاعد هذه الموجة الغبارية.

كما رصد فريق المرصد تداول المقطع ذاته في اليوم السابق، لكن بادعاء آخر مفاده أن العاصفة وقعت في مصر، ما يُعزّز حجم التضليل المرتبط بالفيديو، ويؤكد تداوله المتكرر خارج سياقه الحقيقي.

تزامن تداول هذا الادعاء مع اندلاع حرائق غابات ضخمة في عدة مناطق داخل “إسرائيل”، أبرزها في محيط مدينة القدس. فقد اندلع حريق كبير في غابة اشتاؤول صباح الأربعاء، وامتد إلى مناطق مأهولة، ما استدعى إغلاق طرق رئيسية مثل الطريق السريع رقم 1، وإجلاء سكان بلدات قريبة مثل واحة السلام، بيت حورون، واللطرون، بحسب ما أفادت قناة “i24NEWS“.

وأسفرت هذه الحرائق عن إصابة عدد من الأشخاص باختناقات، ورفعت السلطات حالة التأهب إلى الدرجة القصوى. ووفقًا للمصدر ذاته، يعمل أكثر من 120 طاقم إطفاء في مواقع متعددة لمحاولة السيطرة على النيران، وسط صعوبات كبيرة ناجمة عن الرياح القوية. كما تم إلغاء عدد من الفعاليات الرسمية، من بينها مراسم إحياء ذكرى الجنود القتلى واحتفالات الاستقلال، في حين تستعد “إسرائيل” لاستقبال طائرات إطفاء من إيطاليا وكرواتيا للمساعدة في احتواء الحرائق.