“تحقّق”: صور مفبركة للطبيبة آلاء النجار وأطفالها.. والتوصية بعدم استخدام الذكاء الاصطناعي لتجسيد المعاناة في غزة

تداول نشطاء وصحفيون وصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي صورًا قالوا إنها للطبيبة آلاء النجار، التي فقدت أبناءها التسعة جرّاء قصف إسرائيلي بصواريخ أمريكية.

تحقّق المرصد الفلسطيني “تحقّق” من صحة الصور المتداولة من خلال البحث العكسيّ عنها في المصادر العلنية، وتحليلها باستخدام تقنيات التحقق الرقمي المتخصصة، وأدوات كشف التزييف، وتبيّن أن هذه الصور غير حقيقية ومولّدة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.

فقد أظهرت نتائج فحص الصورة الأولى عبر أداة “Sightengine ” احتمالًا كبيرًا بأنها مولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي بنسبة 65%، بينما كشف تحليل الصورتين الثانية والثالثة أنهما مولّدتان بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي بنسبة 99%.

علاوة على ذلك، تواصل فريق المرصد مع الصحفي طارق دحلان من قطاع غزة، الذي أكد بشكل قاطع أن الصور المتداولة مُنتجة باستخدام الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن الدكتورة آلاء النجار ترتدي النقاب ولم يسبق أن ظهرت صورتها في وسائل الإعلام.

وتجدر الإشارة إلى أن العديد من الصور التي نُشرت مؤخرًا حول فاجعة استشهاد أبناء الطبيبة آلاء النجار قد تبيّن أنها مُنشأة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، ومع ذلك، ركّز المرصد في هذا التحقق على الصور الأكثر تداولًا وانتشارًا عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وفي السياق تواصل فريق “تحقق” مع الدكتور بركات الزيود، خبير التربية الإعلامية والرقمية، بشأن تداول صور معدلة بالذكاء الاصطناعي للطبيبة الشهيدة آلاء النجار، حيث حذّر من استخدام هذا النوع من الصور في توثيق القضايا الإنسانية، لما يحمله من تشويه للحقيقة وتجريد للمشهد من عناصره الواقعية.

وقال الزيود: “لا يجوز مهنيا أو أخلاقياً إنتاج صور معدلة أو مولدة بالذكاء الاصطناعي في مثل هذه السياقات لأنها تفقد الصورة تأثيرها الحقيقي وتُجمّل المأساة على حساب الواقع مما يؤدي إلى تضليل الجمهور وانتهاك كرامة الضحايا”.

وأوضح أن صور الذكاء الاصطناعي تفقد أكثر من 90% من واقعها الطبيعي بسبب ما تحمله من فلترة وتعديل وتجميل، مؤكدًا أن الصورة التوثيقية الواقعية المؤلمة كما هي، تبقى الأصدق والأكثر تأثيرًا.

وختم بالقول: “الشهيد لا يحتاج صورة جميلة بل يحتاج أن ننقل معاناته كما هي دون تلاعب أو تجميل، احتراماً للحقيقة وكرامة من قضوا تحت نيران الاحتلال”.

الاحتلال يقتل 9 أطفال من عائلة النجار.. ويصيب شقيقهم العاشر ووالدهم بجراح خطيرة 

يأتي تداول الصور في أعقاب الكشف عن مجزرة مروعة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق عائلة النجار في خانيونس، أسفرت عن استشهاد تسعة أطفال أشقاء، وهم أبناء الدكتورة آلاء النجار: يحيى، ركان، رسلان، جبران، إيف، ريفان، سيدين، لقمان، وسيدرا. كما أُصيب الطفل الوحيد المتبقي، آدم، وأُصيب زوجها الدكتور حمدي، الذي يرقد حاليًا في العناية المركزة، جرّاء قصف استهدف منزلهم دون أي مبرر، وفق ما أعلنه المكتب الإعلامي الحكومي في غزة. 

وفي السياق ذاته، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة تقريرها الإحصائي بتاريخ 25 آيار/مايو 2025، بأن حصيلة الشهداء ارتفعت إلى 53,939 شهيدًا و122,797 إصابة منذ بدء العدوان في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. 

تم انتاج هذه المادة ضمن مشروع يلا تحقق بدعم من المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية EED