صورة قديمة في مخيم زمزم في السودان تُتداول على أنها لمجازر الفاشر

تداولت صفحات إخبارية وحسابات، على مواقع التواصل الاجتماعي، صورةً  قالوا إنها تُوثّق غرق الأرض بدماء سكان مدينة الفاشر في السودان، عقب المجازر الأخيرة في الإقليم.

وقف المرصد الفلسطيني “تحقّق” على حقيقة الصورة المتداولة، من خلال البحث العكسي عنها في المصادر المفتوحة باستخدام تقنيات التتبع الرقمي، وتبيّن أن الصورة قديمة، ولا تمتّ بصلة للأحداث الجارية في الفاشر في السودان.

وأظهرت نتائج التحقق أن الصورة نُشرت للمرة الأولى عبر عدة مواقع إخبارية دولية، من بينها وكالة Reuters – رويترز  وموقع ARAB News “عرب نيوز” بتاريخ 19 إبريل/نيسان 2025، وهي في الأصل من تصوير شركة “ماكسار تكنولوجيز” بتاريخ 11 إبريل/نيسان 2025، وتُظهر أعمدة دخان ونيران في مخيم زمزم للنازحين شمال السودان، وليس كما أُشيع بأنها دماء تغمر الأرض.

ويُشار إلى أن قوات الدعم السريع كانت قد سيطرت، آنذاك، على مخيم زمزم للنازحين الذي يضم نحو نصف مليون نازح، بعد عامين من الصراع مع الجيش السوداني، في هجومٍ أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 300 شخص ونزوح أكثر من 400 ألف آخرين، وفق ما ذكرته وكالة رويترز في تقاريرها الميدانية.

الآثار المترتبة على الادعاء

تداول الصورة القديمة على أنها حديثة يُسهم في تضليل الجمهور وتشويه فهمه للأحداث في الفاشر ومخيم زمزم، وتحرف الانتباه عن المعاناة الحقيقية للمدنيين في المنطقة.

هيومن رايتس ووتش: قوات الدعم السريع ارتكبت فظائع بحق المدنيين في الفاشر بعد سيطرتها على المدينة

ذكرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أن قوات الدعم السريع ارتكبت فظائع بحق المدنيين في مدينة الفاشر عقب سيطرتها عليها بتاريخ 26 أكتوبر/تشرين الأول 2025، بعد حصارٍ استمر ثمانية عشر شهرًا. وأوضحت المنظمة أن عشرات المقاطع الموثقة تُظهر عمليات قتل غير قانونية، وسوء معاملة للجرحى، ووجود مقاتلين أجانب في صفوف القوات.

وأضافت أن الهجمات تسببت في مجاعة واسعة داخل المخيمات المحيطة بالفاشر، وأثارت مخاوف جدّية بشأن مصير آلاف المدنيين الذين ما زالوا داخل المدينة، داعيةً مجلس الأمن الدولي إلى فرض عقوبات على قادة الدعم السريع، وعلى رأسهم محمد حمدان دقلو (حميدتي) وشقيقه عبد الرحيم دقلو، والضغط على الداعمين الإقليميين لوقف الانتهاكات بحق السكان.