مخيم الهلال الأحمر المصري في مدينة خانيونس وليس في رفح المصرية

نشر الصحفي الإسرائيلي إيدي كوهين مقطعي فيديو يظهر فيهما خياماً ترفع أعلام الهلال الأحمر المصري وعقب عليهما بالقول: “شكراً لمصر العروبة على بناء مخيمات لإخواننا الفلسطينيين في رفح المصرية”.

“شكراً لمصر العروبة على بناء مخيمات لإخواننا الفلسطينيين في رفح المصرية”.

الصحفي الإسرائيلي إيدي كوهين

تتبع المرصد الفلسطيني “تحقق” حقيقة الفيديو المتداول من خلال البحث في المصادر العلنية، وبالتواصل مع المصادر الحية، وقد خلص فريق المرصد إلى النتائج التالية:

أولاً: توصل فريق المرصد من خلال بحثه العكسي في المصادر العلنية إلى مجموعة من الصور ومقاطع فيديو تظهر المخيم المشار إليه في نص الادعاء من زوايا أخرى، وبمقارنتها مع الفيديوهين المتداولين تطابق الموقع الجغرافي للمخيم، حيث تبين بأنه في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، وهو ما أكده أيضاً موقع القاهرة 24، حيث أشار الموقع وفقاً لمراسله إلى الانتهاء من المرحلة الأولى للمخيم والتي تتضمن إقامة 300 خيمة تستوعب أكثر من 1500 شخص.

فيما أعلن الهلال الأحمر المصري عبر صفحته الرسمية في موقع “فيسبوك” أنه قام ببناء مخيم لأكثر من 6 آلاف شخص، وتم تزويد المخيم بكافة الخدمات الإغاثية والطبية، إلى جانب توفير الاحتياجات الأساسية من المواد الغذائية والمياه بشكل يومى للمقيمين فيه.

وهو ما أكّده أيضاً تقرير مصور لقناة “القاهرة الإخبارية” بأن المخيم المصري أقيم في مدينة خانيونس جنوبي غزة، وليس في مدينة رفح المصرية، وقد تطابقت أيضاً اللقطات المصورة في التقرير مع المشاهد الظاهرة في فيديوهين الإدّعاء.

ثانياً: نفت مسؤولة الإعلام في الهلال الأحمر الفلسطيني نبال فرسخ لـ “تحقق” صحة الادعاء المرفق مع الفيديو مؤكدة أن المخيم في خانيونس وليس في رفح المصرية، وأكّدت أن الهلال الأحمر الفلسطيني يعمل  بالتعاون مع الهلال المصري على إنشاء أوّل مخيم منظم للنازحين  في ⁧‫خانيونس.

سيحتوي المخيم كمرحلة أولى على 300 خيمة تأوي النازحين من عائلات الطواقم الطبية والإسعافية والإغاثية في الهلال الأحمر، وسيتم توسيع القدرة الاستيعابية لاحقاً لتصل إلى ألف خيمة لاستيعاب مئات العائلات النازحة في جنوبي القطاع.

وزودت فرسخ المرصد مجموعة صور تظهر اللحظات الأولى لقيام العاملين بتجهيز الخيم.

يشار إلى استمرار النزوح الجماعي في مناطق متفرقة من قطاع غزة منذ بدء الحرب الإسرائيلية في القطاع في السابع من أكتوبر ، حيث قُدّر عدد النازحين داخلياً في غزة بنحو 1.9 مليون شخص، بالإضافة إلى تدمير أكثر من 290 ألف وحدة سكنية جزئياً، ودُمرت أكثر من 65 ألف وحدة سكنية. كما أدى القصف إلى خروج 23 مستشفى و53 مركزًا صحيًا عن الخدمة، وتضررت 102 سيارة إسعاف، بالإضافة إلى أضرار لحقت بمنشآت المياه والصرف الصحي والتعليم، والمساجد والكنائس.