حقيقة تصريحات الرئيس الجزائري بشأن فتح الحدود المصرية مع غزة بعد تداولها في سياقٍ مُضلل وساخر
إعداد فاطمة الخطيب
الادعاء |
تصريح غير مسبوق للرئيس الجزائري.. “الجيش جاهز ومستعدين للذهاب للقتال في غزة، نطلب من مصر فتح الحدود”. |
نشرت صفحات وحسابات عبر منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، مرفقاً بادعاء أنه يطلب من مصر فتح الحدود مع غزة لإرسال الجيش الجزائري للقتال وتحرير فلسطين.
وقف المرصد الفلسطيني “تحقق” على حقيقة الادعاءات المتداولة من خلال البحث في المصادر العلنية، بواسطة أدوات البحث العكسي، وباستخدام خاصية تفريغ الفيديوهات من خلال أداة “فل فاكت – full fact” المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتبين أن مقطع الفيديو مجتزأ وتم تداوله في سياقٍ مضلل وساخر، ولم يُصرح الرئيس الجزائري بأنه سوف يرسل الجيش الجزائري لتحرير فلسطين.
الرئيس الجزائري لم يٌصرح أن الجيش سيذهب لغزة للقتال وتحرير فلسطين
ألقى الرئيس الجزائري المنتهية ولايته عبد المجيد تبون بصفته مرشحاً للانتخابات الرئاسية التي سوف تنظم في 9 سبتمبر/أيلول المقبل، خطاباً أثناء حملته الإنتخابية في تجمع انتخابي بمدينة قسنطينة، يوم الاثنين 18 أغسطس/آب الجاري، وفي خلال حديثه تطرق إلى قوة الجيش الجزائري، قائلاً: “بالنسبة للسياسة الخارجية عندنا، ولسياسة الدفاع، نريد أن نقوي الجيش الجزائري، وسبق لي أن قلتها اليوم الجزائر لديها الحرمة من المحيط لأنة جيشها قوى، ونريد أن نقويه أيضاً بالكفاية، وبالقدر الذي يلزم حتى يبقى مهاب ولا أحد يقترب”.
وأضاف: ” نريد أن نقوي كل وسائل الحماية فيما يخص السياسة الخارجية”.
وبعد حديثه عن الجيش الجزائري وقوته، قال تبون إنهم لا يريدون التخلي عن الشعوب المقهورة والمضطهدة وأوضح ذلك بالقول:” المجازر التي يرتكبها الصهاينة في غزة يجب أن تتوقف، وأن لا يكذبوا علينا بأن هذا صراع حضاري إنهم يريدون حل المشكلة الفلسطينية بإبادة الفلسطينيين”.
وأردف قائلاً عند الدقيقة 37:28 – 39: “لن نتخلى عن فلسطين بصفة عامة وقطاع غزة بصفة خاصة، ونقسم لكم بالله لو انكم تساعدونا وتحلوا لنا الحدود بين مصر وغزة عندنا ما نديره، وأنا تواعدت والجيش الجزائري جاهز مجرد ما يفتحوا لنا الحدود ويسمحون للشاحنات الجزائرية بالدخول، سوف نبني في ظرف 20 يوم ثلاثة مستشفيات، ونرسل مئات الأطباء، ونساعد في إعادة بناء ما دمره الاحتلال الإسرائيلي”. مضيفاً، أن فلسطين ليست قضية فلسطين لوحدها وإنما قضيتنا جميعاً.
وعليه فإن الرئيس الجزائري لم يذكر خلال خطابه أنه سوف يرسل جيش بلاده إلى قطاع غزة لقتال وتحرير فلسطين لو فتحت مصر حدودها.
ردود فعل متباينة حول تصريحات ” تبون”
أثارت تصريحات المرشح الرئاسي عبد المجيد تبون حول الجيش الجزائري وجاهزيته لدخول إلى قطاع غزة ، ومساعدة أهاليه، إن فتحت مصر حدودها، موجة من ردود الفعل المتباينة، تراوحت بين ساخرٍ ومنتقد لاسيما عبر منصة “إكس” ، حيث انتقد البعض التلاعب الذي حدث من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي من خلال القيام باقتطاع مقطع الفيديو وذلك للإيقاع بين مصر والجزائر، وأيد موقف “تبون” في بناء المستشفيات.
في حين، تغريدات أخرى اتهمته بأن ما قاله هي فقط من “أجل حملته الانتخابية”، وأن تبون يستغل القضية الفلسطينية في حملته الانتخابية من أجل حملة انتخابية “مزورة مُسبقاً”.
وفي تعليقٍ مصري ، قال الباحث في شؤون الأمن القومي المصري أحمد رفعت في تصريحٍ لقناة روسيا اليوم، معلقاً على تصريحات الرئيس الجزائري حول إرسال جيش بلاده إلى قطاع غزة لو فُتحت الحدود، “إن مصر والجزائر شقيقتان تربطهما علاقات استثنائية فيها الدم والنضال والجهاد والانتصارات والانكسارات الواحدة، وساعدنا ثورة الجزائر حتى انتصرت ودعمونا في حروبنا إلى حد شراء صفقات سلاح وإرسال أكبر قوات في حرب أكتوبر وصلت للجبهة المصرية”.
وتابع رفعت: “غير مقبول لأي جهة التربص لهذه العلاقات، فالرئيس الجزائري يقصد إرسال المساعدات للأشقاء في غزة، وبالفعل هناك مشكلة في رفح أعلنت عنها مصر ورفضت التعامل مع الوجود الصهيوني على المعبر لأن ذلك يعني الاعتراف بسيادة العدو على المعبر وبالتالي على رفح وهذا سيعتبر أول اعتراف باحتلال أو سقوط غزة ولذلك ترفضه مصر كليا”.
انتخابات رئاسية مرتقبة في الجزائر
انطلقت رسمياً في الجزائر، منذ الخميس 15 أغسطس/آب الجاري، حملة الانتخابات الرئاسية المسبقة المقررة يوم 7 سبتمبر/أيلول المقبل.
ويتنافس كلاً من الرئيس الحالي عبد المجيد تبون، بصفته مترشحاً حراً، ويوسف أوشيش عن حزب جبهة القوى الاشتراكية(التيار الديمقراطي وأقدم حزب معارض في الجزائر)، وحساني شريف عبد العالي عن حركة مجتمع السلم (التيار الإسلامي وأكبر أحزاب .
من عبد المجيد تبون؟
تولى عبد المجيد الرئاسة الجزائرية عام 2017 لكنه أقيل بعد أشهر قليلة، حتى عاد وترشح مرة أخرى وفاز بالانتخابات الرئاسية عام 2019، وقبل توليه الرئاسة بدأ مسيرته السياسية في جبهة التحرير الوطنية.
وعن المولد والنشأة، ولد تبون في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 1945، “بولاية النعامة” غربي الجزائر.
خلاصة التحقق |
بعد التدقيق من المرصد الفلسطيني “تحقق” باستخدام أدوات البحث العكسي و”فل فاكت” المدعومة بالذكاء الاصطناعي، تبيّن أن الفيديو مجتزأ وتم تداوله في سياق مُضلل وساخر. الرئيس الجزائري لم يُصرح بإرسال الجيش لتحرير فلسطين، بل تحدث عن إرسال مساعدات إنسانية وطبية، في حال فتحت الحدود. |
مصادر التحقق | مصادر الادعاء |