تحقققديم

الفيديو قديم لمظاهرات أمام القنصلية الإسرائيلية في إسطنبول

حسان البرغوثي مدقق معلومات - تحقق
الادعاء
الشعب التركي يحرق القنصلية الإسرائيلية في العاصمة إسطنبول، ويهتف: “الموت لإسرائيل والأمريكان”..

تداول مستخدمون على منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قالوا إنه لمتظاهرين في تركيا يحرقون القنصلية الإسرائيلية في إسطنبول، ويهتفون: “الموت لإسرائيل والأمريكان”.

وقف المرصد الفلسطيني “تحقق”  من صحة الفيديو والادعاء المتداول، بالبحث العكسي عنه في المصادر العلنية، باستخدام تقنيات البحث الرقمي، وتبيّن أن الفيديو قديم، ونشر سابقاً عبر حساب الصحفي التركي “حسن كوكصوي – Hasan Köksoy” بتاريخ 18 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ويوثق مظاهرات اندلعت أمام القنصلية الإسرائيلية في العاصمة التركية إسطنبول، عشية مجزرة المستشفى المعمداني.

وجاءت هذه الاحتجاجات تعبيرًا عن الغضب الشعبي عقب قصف الاحتلال الإسرائيلي لمستشفى المعمداني (الأهلي) في غزة، والذي أسفر حينها عن استشهاد المئات.

وتوصل فريق الرصد والمتابعة في “تحقق” إلى أن الفيديو ذاته سبق تداوله نهاية مايو/أيار 2024، عقب مجزرة رفح، وقد تحقق منه عدد من منصات تدقيق المعلومات في ذلك الوقت، ومنها وكالة “رويترز” التي نشرت تحقيقًا بتاريخ 31 مايو/آيار 2024، أكدت فيه أن الفيديو قديم ويعود إلى مظاهرات اندلعت أمام القنصلية الإسرائيلية في إسطنبول عقب قصف مستشفى المعمداني.

وأوضحت “رويترز” أن الفيديو لا يُظهر أي عملية حرق أو اقتحام للقنصلية، وذلك بعد مراجعة المعالم المعمارية والموقع الظاهر في المشاهد باستخدام صور الأقمار الصناعية وأرشيف خرائط Google. وأكد التحقيق أن الفيديو صُوّر أمام القنصلية الإسرائيلية في حي “Levent” بإسطنبول، ولم تصدر أي تقارير رسمية أو موثوقة تفيد بتعرض القنصلية للحرق مؤخرًا. بل أظهرت المشاهد أن النيران كانت مشتعلة في ركن قريب على الرصيف، ويُرجّح أنها ناتجة عن إشعال المتظاهرين لأشياء رمزية مثل الأعلام.

وقد جاء تداول الفيديو مؤخرًا بالتزامن مع استئناف الاحتلال الإسرائيلي حربه على قطاع غزة منذ فجر 18 مارس/آذار 2025، بعد هدنة استمرت نحو 57 يومًا. وفي هذا السياق، ذكر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في بيان له أن حصيلة العدوان الإسرائيلي خلال 72 ساعة بلغت 591 شهيدًا و1042 مصابًا، إضافة إلى عدد غير معروف من الضحايا تحت الأنقاض.

وأوضح البيان أن أكثر من 70% من إجمالي الضحايا هم من الأطفال والنساء وكبار السن، ما يؤكد تعمّد استهداف المدنيين العُزّل.

خلاصة التحقق
كشف تدقيق مرصد “تحقّق” أن الفيديو قديم، ويعود إلى مظاهرات اندلعت في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أمام القنصلية الإسرائيلية في إسطنبول، احتجاجًا على قصف الاحتلال لمستشفى المعمداني (الأهلي) في غزة. والفيديو لا يُظهر حريقًا أو اقتحامًا للقنصلية، بل احتجاجات فقط، تخللها إشعال للنيران في محيط القنصلية.

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button