تحققخاطئ

المركبة المعروضة في معرض التضامن مع الطفلة هند رجب رمزية وليست المركبة التي استُشهدت فيها

الادعاء
السيارة التي استهدف الاحتلال الإسرائيلي فيها الطفلة هند رجب وعائلتها في غزة، أصبحت تجوب العالم لتكون شاهدًا حيًّا على الإبادة.

تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، زُعم أنه يُظهر السيارة التي استُشهدت فيها الطفلة الفلسطينية هند رجب، وقد تم نقلها إلى أمستردام في هولندا.

تحرّى “المرصد الفلسطيني – تحقّق” حقيقة المقطع المتداول من خلال البحث في المصادر المفتوحة، وتبيّن أن الادعاء غير صحيح، إذ نظّم متطوعون في مدينة أوترخت الهولندية فعالية رمزية لتكريم روح الطفلة الفلسطينية هند رجب، البالغة من العمر ستة أعوام. تضمنت الفعالية عرض سيارة محطّمة رمزية تُجسّد المركبة التي ارتقت بداخلها، إثر استهداف جنود الاحتلال لها في يناير/كانون الثاني 2024.

ونشرت وكالة الأناضول مقطع فيديو يوثّق المعرض الذي أُقيم تخليدًا لذكراها ولضحايا الأطفال الفلسطينيين، وذلك في 30 و31 أغسطس/آب 2025. وقد تضمن المعرض مركبة رمزية جرى تعديلها لتُشبه المركبة التي كانت فيها هند وعدد من أفراد عائلتها عند استهدافهم، مع ثقوب رمزية تُجسّد مأساة الحدث.

كما احتوى المعرض على منشورات تروي قصة هند وتجارب الأطفال في غزة، وشارك الزوّار بوضع الزهور والرسائل على السيارة كإشارة تضامنية مع الضحايا.

وأعلن المنظمون أن المعرض سينتقل إلى مدن أخرى في هولندا خلال عطلات نهاية الأسبوع القادمة، لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من الأشخاص لمتابعة الفعالية والتعرف على قصتها.

وقد توصّل فريق المرصد إلى توثيقات صحافية سابقة تُظهر المركبة الحقيقية التي استُشهدت فيها الطفلة هند رجب، من بينها مقطع فيديو نشرته قناة الجزيرة على موقع يوتيوب بتاريخ 10 شباط/فبراير 2024، ويوثّق السيارة التي كانت فيها هند رجب وعدد من أفراد عائلتها عند استهدافهم في قطاع غزة. 

وتبيّن أن السيارة الحقيقية تختلف عن تلك الظاهرة في المقطع المتداول، إذ كانت سوداء اللون، بينما السيارة الرمزية في المعرض كانت حمراء اللون.

الآثار المترتبة على الادعاء

إن تداول الادعاء المتعلق بنقل السيارة التي استُشهدت فيها الطفلة الفلسطينية هند رجب إلى أمستردام، يُسهم في ترسيخ تصوّراتٍ مغلوطة حول طبيعة الفعالية التي أُقيمت في هولندا، ويُوهم الجمهور بأن المركبة الأصلية نُقلت فعليًا من غزة، في حين أنها مجسّد رمزي يهدف لتخليد ذكراها والتوعية بمعاناة أطفال غزة، ما يؤدي إلى تشويه فهم السياق الحقيقي للفعالية وتحويل رسالتها الإنسانية إلى رواية مضلِّلة.

استشهاد الطفلة الفلسطينية هند رجب خلال محاولتها الهروب من القصف الإسرائيلي في غزة

يُذكر أن الطفلة الفلسطينية هند رجب، البالغة من العمر ست سنوات، استُشهدت صباح يوم الثلاثاء 29 يناير/كانون الثاني 2024، خلال محاولتها الفرار مع عائلتها من القصف الإسرائيلي في حي تل الهوى بمدينة غزة.

وأوضحت التقارير أن العائلة كانت على متن سيارة مدنية بحثًا عن ملاذ آمن، لكنها تعرّضت لإطلاق نار كثيف من دبابة إسرائيلية، ما أدى إلى استشهاد جميع من كانوا في السيارة، باستثناء هند، التي بقيت على قيد الحياة لساعات قبل أن تفارقها، وفقًا للهلال الأحمر الفلسطيني.

ونقلت تسجيلات صوتية بثّها الهلال الأحمر عن الطفلة، أنها كانت تتواصل مع طواقم الإسعاف عبر الهاتف، وتناشد: “أنا خائفة جدًا… أرجوكم تعالوا.”

وأشار تحقيق جنائي مستقل إلى أن السيارة أُصيبت بـ335 رصاصة أُطلقت من دبابة قريبة، وأن الأسلحة المستخدمة كانت تطلق النار بمعدل يتراوح بين 750 و900 طلقة في الدقيقة، وهو المعدل المستخدم في دبابات “ميركافا” التابعة للجيش الإسرائيلي.

وأفادت مؤسسة “هند رجب” الحقوقية بأنها تقدّمت في مايو/أيار 2025 بشكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية ضد القائد العسكري الإسرائيلي المسؤول عن الحادث، مطالِبة بفتح تحقيق ومحاسبة المسؤولين عن استشهاد الطفلة وعائلتها.

وأفادت مؤسسة “هند رجب” الحقوقية بأنها تقدمت في مايو 2025 بشكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية ضد القائد العسكري الإسرائيلي المسؤول عن الحادث، مطالبة بالتحقيق ومحاسبة المسؤولين عن استشهاد الطفلة وعائلتها. 

خلاصة التحقق
كشف تدقيق مرصد “تحقّق” أن المقطع المتداول لا يُظهر السيارة الحقيقية التي كانت تقل الطفلة هند رجب وعدد من أفراد عائلتها، بل يعرض سيارة رمزية ضمن معرض أُقيم في مدينة أوترخت الهولندية، يومي 30 و31 أغسطس/آب 2025، لتكريم ذكرى هند وضحايا الأطفال الفلسطينيين. 
مصادر التحقق مصادر الادعاء 
وكالة الأناضول – معرض هولندي يعرض سيارة رمزية تخليداً لذكرى الطفلة الفلسطينية هند رجب.

وكالة الأناضول – هولندا.. سيارة رمزية إجلالا لروح الطفلة الفلسطينية هند رجب.

  1. الحملة العالمية لوقف الابادة في غزة ، مؤرشف
  2. أمن نيوز ، مؤرشف
  3. أحداث اليوم الاخبارية ، مؤرشف
  4. فهد البطي
  5. بيان الرفاعي

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button