تحققخاضع للتلاعبذكاء اصطناعي

فيديو الشهيد صالح الجعفراوي وهو ينطق الشهادتين خضع للتلاعب بتقنيات الذكاء الاصطناعي

عهد حجاجمدققة معلومات - تحقق
الادعاء
فيديو: صالح الجعفراوي ينطق الشهادتين قبل رحيله

تداولت صفحات وحسابات، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يُظهر الناشط صالح الجعفراوي وهو يلفظ الشهادتين قبل استشهاده.

وقف المرصد الفلسطيني “تحقّق” على حقيقة الفيديو المتداول، عبر إجراء بحث عكسي في المصادر العلنية، مستعينًا بأدوات وتقنيات التحقق الرقمي، فتبيّن أن الادعاء غير صحيح، وأن المقطع مفبرك باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، إذ جرى تحريك ملامح وجه الشهيد وعينيه، بالتلاعب بمقطعٍ حقيقي نُشر سابقًا عبر قناة الجزيرة بتاريخ 12 أكتوبر/تشرين الأول 2025، يوثق اللحظات الأولى بعد استشهاد الشاب صالح الجعفراوي برصاص مسلحين في حي الصبرة جنوبي مدينة غزة.

وللتثبت من التفاصيل، تواصل فريق المرصد مع الصحفي أيمن الهسي، مراسل قناة الجزيرة، الذي أكد أن الفيديو الأصلي من تصويره، ويُظهر لحظة وصول الشهيد الجعفراوي إلى المستشفى، مشددًا على أن الشاب كان قد فارق الحياة بالفعل، وأن المقطع المنتشر خضع لمعالجة رقمية غير حقيقية.

كما أفاد علي الجعفراوي، شقيق الشهيد، بأن المقطع المنتشر جرى التلاعب به عبر تحريك ملامح وجه أخيه باستخدام الذكاء الاصطناعي، نافيًا صحته قطعًا، ومؤكدًا أن ما جرى يمثل انتهاكًا لحرمة الشهيد ولمشاعر عائلته، داعيًا إلى التوقّف عن تداول مثل هذه المقاطع المفبركة التي تضلل الرأي العام وتمسّ كرامة الشهداء.

التلاعب بمقاطع الشهداء انتهاك أخلاقي ومهني

تواصل فريق مرصد “تحقّق” مع الأكاديمي والخبير في التربية الإعلامية والرقمية الدكتور بركات الزيود، للوقوف على تداعيات تداول مقطعٍ مفبرك بالذكاء الاصطناعي للشهيد الصحفي صالح الجعفراوي.
وأوضح الزيود أن استخدام المقاطع المصورة للشهداء عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي يُعدّ تجاوزًا أخلاقيًا ومهنيًا جسيمًا، إذ يُجمّل المشهد ويفقده صدقه وواقعيته، ما يعني انتهاك حقّ الضحية في نقل الحقيقة كما حدثت فعليًا أمام الرأي العام.
وبيّن أن دوافع فبركة هذه المقاطع تنقسم إلى ثلاث فئات رئيسة: الأولى نية صافية تهدف إلى إبراز تضحيات الشهداء وذكراهم، والثانية موجّهة لأهداف دعائية محددة مثل تجميل مشهد الاستشهاد أو تضخيم البطولة، أما الثالثة فـتتم بدافع عاطفي أو انجذاب تقني دون وعي بخطورتها أو آثارها، مضيفًا أن التزييف والتضليل وتغييب الوعي تمثل أخطر ما يفرزه الذكاء الاصطناعي في المجال الإعلامي، معتبرًا أن إنتاج مشاهد واقعية بوسائل صناعية يُعدّ كارثة مهنية وأخلاقية، لأنه يمسّ كرامة الضحايا ويضلّل الجمهور، ويحجب عنهم الواقع كما هو.
ونوّه الزيود إلى أن تكرار فبركة المقاطع يجعل من انتهاك حرمة الضحايا أمرًا اعتياديًا ومقبولًا، محوِّلًا تلك المقاطع إلى وسيلة لجذب المتابعين وزيادة التفاعل على حساب البعد الإنساني والمصداقية، مردفًا أن قلة قليلة من الجمهور تُدرك زيف هذه المقاطع، بينما يتلقّاها آخرون بوعيٍ ناقص أو رغم علمهم بزيفها، ما يضاعف خطرها وانتشارها في الوعي الجمعي.
وشدّد في ختام حديثه على ضرورة وقف تداول هذه المقاطع فورًا، والعمل على إطلاق حملات توعية إعلامية وتربوية تستهدف الفئات الأكثر عرضة للتضليل، وتشجع على التحقق من المحتوى قبل مشاركته، حفاظًا على صدق الرواية الفلسطينية وكرامة الشهداء في الذاكرة

يُذكر أن الصحفي صالح الجعفراوي استُشهد يوم الأحد 12 أكتوبر/تشرين الأول 2025، أثناء تغطيته الميدانية في حي الصبرة جنوبي مدينة غزة، بعد تعرّضه لإطلاق نار من عناصر مسلحة خلال اشتباكاتٍ اندلعت بين الأجهزة الأمنية ومجموعة تابعة للاحتلال، بحسب مصادر في وزارة الداخلية بغزة.
ويُعدّ الجعفراوي أحد أبرز الصحفيين الميدانيين الذين وثّقوا جرائم الاحتلال ضد المدنيين في قطاع غزة، وقد ورد اسمه في النشرة الحمراء الإسرائيلية نتيجة تغطيته المستمرة لجرائم الحرب وسياسات الحصار والتجويع بحق سكان القطاع.

خلاصة التحقق
كشف تدقيق مرصد “تحقّق” أن المقطع المتداول للشهيد صالح الجعفراوي وهو ينطق الشهادتين معدل بواسطة الذكاء الاصطناعي، عبر تحريك ملامح وجهه وعينيه. وأوضح الصحفي أيمن الهسي أن المقطع الأصلي من تصويره ويوثق وصول الشهيد إلى المستشفى، فيما أكّد شقيقه علي الجعفراوي أن المقطع المزيّف يُعد انتهاكًا لحرمة الشهيد ومشاعر أسرته
مصادر التحقق مصادر الادعاء 
أيمن الهسي – مراسل قناة الجزيرة في قطاع غزة

علي الجعفراوي – شقيق الشهيد صالح الجعفراوي.

النشر السابق للفيديو عبر قناة الجزيرة بتاريخ 12 أكتوبر/تشرين الأول .

  1. محمد العزكي ، مؤرشف
  2. EDNGR ، مؤرشف
  3. manger pallestine ، مؤرشف

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button