معلومات مضللة شابت حادثة وفاة الشاب عبد الله الشناوي.. والحادثة استغلت للتربح من منصات التواصل
حظيت قضية اختفاء الشاب عبد الله الشناوي، من مدينة نابلس، وإعلان وفاته لاحقاً بعد أيام من البحث عنه في منطقة البحر الميت، بتفاعل كبير في أوساط المستخدمين الفلسطينيين عبر منصات التواصل الاجتماعي.
الحادثة شابها جملة من المعلومات المضللة والخاطئة حول ملابسات الاختفاء والوفاة، إلى جانب ممارسات أخرى تتنافى مع الممارسات الفضلى في الفضاء الرقمي.
يسلط المرصد الفلسطيني “تحقق” الضوء على جانب منها، إذ تمثلت أبرز الادعاءات بخصوص اختفاء ووفاة الشاب الشناوي في الآتي:
|
وقف المرصد الفلسطيني “تحقق” على صحة الادعاءات المتداولة في منصات التواصل، خصوصًا في تطبيق “تيك توك”، بالتواصل مع كل من شقيق الشاب المتوفى محمد الشناوي، والمتحدث باسم الشرطة الفلسطينية العقيد لؤي ارزيقات، والنيابة العامة الفلسطينية.
إذ نفى المتحدث باسم الشرطة الفلسطينية العقيد لؤي ارزيقات جملة وتفصيلًا الادعاءات المتداولة عبر منصات التواصل الاجتماعي حول ملابسات اختفاء ووفا الشاب عبد الله الشناوي، وشدد على أن الحادثة ما تزال قيد المتابعة من قبل النيابة العامة، داعيًا المستخدمين إلى ضرورة انتظار التفاصيل الرسمية الصادرة عن النيابة والشرطة، والابتعاد عن التكهنات ونشر المعلومات المضللة والخاطئة حول الحادثة.
و بالتواصل مع المكتب الإعلامي للنائب العام، أشار المكتب إلى أن النيابة بصدد إصدار بيان تفصيلي حول الحادثة خلال 48 ساعة.
ملابسات الوفاة طبيعية ولا وجود لآثار طعنات أو اعتداء
ونفى محمد الشناوي شقيق الشاب المتوفي لـ”تحقق” صحة المعلومات المتداولة بشأن ملابسات اختفاء ووفاة شقيقه، إذ أكد للمرصد أن التشريح الأولي للجثمان أظهر أن الوفاة طبيعية، ولا صحة لوجود آثار طعنات أو اعتداء على شقيقه.
وحول ملابسات ما حدث مع شقيقه عبد الله، قال شقيق المتوفى لـ”تحقق” إن المركبة التي كانت تقل شقيقه والشبان الثلاثة الآخرين تعطلت، وأشار إلى أن أحد الشبان هو الصديق المقرب لشقيقه، أما الشابان الآخران فهما صديقا الشاب، ولا تجمعهما وأخيه صداقة متينة.
وأضاف أن شقيقه مشى عقب تعطل المركبة باتجاه الموقع الذي وجد فيه جثمانه، وقطع مسافة كبيرة جدًا، مبينًا أنه صادف في الطريق جماعة تواجدت في المكان وطلب منهم ماء، إذ كان يشعر بالعطش والإعياء الشديد لطول المسافة التي قطعها تحت أشعة الشمس الحارقة.
وأشار إلى أن عبد الله تمدد بجوار شاطئ البحر لنيل قسط من الراحة إلى حين وصول أصدقائه أو العثور على مركبة للعودة، موضحًا أنه خلع حذاءه وجواربه واستلقى في المكان، مبينًا أنه فقد وعيه من شدة التعب ودرجات الحرارة المرتفعة، إذ كان جسده قد فقد كميات كبيرة من السوائل، لكون المسافة التي قطعها من موقع المركبة إلى موقع الوفاة طويلة، التي استغرقت قرابة 12 ساعة من المشي تحت أشعة الشمس الحارقة.
التربح والسعي نحو “التريند” سمة التفاعل مع قضية الشاب الشناوي
تابع المرصد الفلسطيني “تحقق” تفاعل المستخدمين الفلسطينيين مع حادثة اختفاء ووفاة الشاب عبد الله الشناوي، حيث شكلت منصة “تيك توك” المساحة الأبرز في التفاعل مع القضية عبر البث المباشر في أكثر من حساب، وقد تنوعت التغطيات التي قدمها المستخدمون ما بين تغطيات حول جهود فرق البحث عن الشاب، وآخر المستجدات المتعلقة بذلك، وأخرى كانت بهدف التربح والسعي نحو “التريند”، خصوصًا للحظات الأولى للعثور على جثمان الشاب الشناوي، إذ أظهرت بعض المقاطع مشاهد قاسية للجثمان، وهو ما شكل انتهاكًا للكرامة الإنسانية للمتوفي، وتجاوزًا للممارسات الفضلى عند النشر في الفضاء الرقمي.
فيما تسببت المعلومات المتضاربة، التي أدلى بها عدد من النشطاء في المنصة حول ملابسات الاختفاء والوفاة، بحالة من الإرباك للعائلة وأثرت بشكل بليغ على الحالة النفسية لها.
وحول ذلك أكد مدير مركز تطوير الإعلام في جامعة بيرزيت الأستاذ عماد الأصفر للمرصد الفلسطيني “تحقق” أن ما حصل انتهاك للخصوصية ومتاجرة بآلام الناس من أجل الحصول على الإعجابات في منصات التواصل، مبينًا أن الدور المفترض للنشطاء كان يجب أن يتركز نحو توجيه الأنظار للمساعدة في العثور على الشاب، أكثر من توجيه أصابع الاتهام؛ مؤكدًا أن الحاصل يعد تدخلًا في مسار التحقيق.
وأضاف الأصفر أن مثل هذه المواقف تتطلب الابتعاد عن المتاجرة بآلام الناس سعيًا وراء الإعجابات والتربح من منصات التواصل، والابتعاد عن لعب دور المحقق قبل ظهور أي إثباتات وأدلة، وتجنب توريط الناس بروايات وقصص لم تثبت صحتها، لافتًا النظر إلى أن نشر المعلومات -على فرض صحتها- قد يتسبب بهروب الجناة أو إخفاء أدلة.
ويشير المرصد الفلسطيني “تحقق” إلى جملة من الممارسات الفضلى في تغطية مثل هذه القضايا والتفاعل معها، في مقدمتها وجوب احترام خصوصية الأشخاص المعنيين بحوادث الاختفاء أو ضحايا الجرائم، والتوقّف عن إطلاق التكهّنات دون وجود دلائل قوية، وتجنب إثارة الشكوك حول الأشخاص المعنيين دون وجود أدلة قاطعة، بالإضافة إلى مراعاة مشاعر الأشخاص المتأثرين بالحوادث، وتجنب إظهار أي عدائية أو لامبالاة تجاه مشاعرهم، والتعامل مع مثل هذه القضايا الحساسة بشكل إنساني.
مصادر التحقق | مصادر الادعاء |
|
روايات متضاربة حول الحادثة لنشطاء في منصة “تيك توك”
|