الادعاء |
الصحفي “إيدي كوهين” عن الفيديو الذي يوثق اللحظات الأولى لقصف مدرسة أبو عاصي التي تضم آلاف النازحين “عزيزي الغزواي هذه قنبلة دخان لو فسفور ما كنت بتحكي الآن”. |
شكك الصحفي الإسرائيلي “إيدي كوهين” عبر حسابه الرسمي في موقع “X” (توتير سابقًا) بمقطع فيديو يوثق اللحظات الأولى لقصف مدرسة ابو عاصي التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، وعلق كوهين على الفيديو مشككاً: “عزيزي الغزاوي هذه قنبلة دخان لو فوسفور ما كنت بتحكي الآن”، وذلك تعقيباً على حديث المصور الذي أشار فيها إلى قصف الاحتلال المدرسة بقنابل الفسفور الأبيض، فيما يُظهر الفيديو لقطات لسقوط قذائف في ساحة المدرسة، وينبعث منها دخان كثيف، في الوقت الذي هرع فيه النازحون الموجودون داخلها لمحاولة إطفائها.
عزيزي الغزاوي
هذه قنبلة دخان.
لو فوسفور ما كنت بتحكي الان
ودمتم pic.twitter.com/FmFSmzd3qZ— إيدي كوهين אדי כהן 🇮🇱 (@EdyCohen) November 2, 2023
وقف المرصد الفلسطيني “تحقق” على صحة مزاعم الصحفي الإسرائيلي “إيدي كوهين” المشككة في استهداف الاحتلال المدرسة بمادة الفسفور الأبيض المحرمة دوليًا، وذلك بالعودة إلى المقطع الأصلي من توثيق صانع المحتوى من قطاع غزة أحمد حجازي، ونشره عبر حسابه في منصة “إنستغرام” أمس الخميس، إذ تبين أن مدة المقطع الأصلي دقيقة و28 ثانية، لكن “كوهين” اجتزأ اللحظات الأولى من المقطع، وتعمد عدم نشر اللقطات الأخرى التي تُظهر القنابل الفسفورية بوضوح.
واستند فريق المرصد الفلسطيني “تحقق” في تفنيده لادعاء “كوهين” على ما يأتي:
أولًا: بالعودة إلى توثيقات سابقة لقصف إسرائيلي بقنابل الفسفور الأبيض على مناطق مختلفة من قطاع غزة، ومقارنتها مع آثار القصف الظاهرة في الفيديو تبين تطابقها بشكل كامل، إذ تترك قنابل الفسفور خطوطاً دخانية بيضاء في اللحظات الأولى لإطلاقها في سماء المنطقة المستهدفة، وهو ما تُظهره الصورتان (1،2) من وجود خطوط دخانية في سماء المدرسة المستهدفة مماثلة للخطوط الظاهرة في الصورتين (3،4) لقصف سابق في القطاع.
خلاصة المقارنة:
بمقارنة الصور التي وثقها صانع المحتوى أحمد حجازي لاستهداف المدرسة بصور ولقطات سابقة توثق استهداف مناطق مختلفة في غزة بقنابل الفسفور الأبيض، تبين أن القذائف التي استُهدفت بها مدرسة الشاطئ التابعة لـ “الأونروا” هي قنابل فسفورية، وهو ما يدحض ادعاء الصحفي الإسرائيلي “إيدي كوهين” بكونها قنابل دخانية فحسب.
ثانيًا: تواصل فريق المرصد مع كل من الخبير العسكرى اللواء واصف عريقات، والكاتب والباحث في المجال العسكري سعد الوحيدي، وموثق الفيديو صانع المحتوى أحمد حجازي، الذين أكدوا لمرصد “تحقق” أن القنابل الظاهرة في الفيديو هي قنابل فسفورية.
إذ قال اللواء عريقات إن من خلال الفيديو يتضح أن القنبلة أطلقت من الجو وهو ما يؤكد أن مصدر الإطلاق طائرة إسرائيلية، ثم حين سقطت القنبلة أو المقذوف كان لون دخانه أبيض، وبعد تفاعله بملامسته الأكسجين تحول إلى اللون الأسود، كما أن الإصابات من حروق في الوجه والعينين والشفتين دليل آخر على أنها قنابل فسفورية.
وهو ما أكده أيضًا الوحيدي بالقول: “إن مادة الفسفور تتساقط على شكل خطوط بيضاء مشتعلة بدخان أبيض، ولا تسقط قطعة واحدة، وهو ما يظهر بوضوح في اللقطة الأخيرة من الفيديو، إذن هذه قنابل فسفورية”.
وأشار إلى أن القنبلة الظاهرة في بداية الفيديو هي قنبلة دخانية، لكن القنابل الأخرى فسفورية بشكل قاطع، مبينًا أن طبيعة الإصابات التي أُعلن عنها تؤكد أنها قنابل فسفورية.
أما موثق الفيديو أحمد حجازي فقد أكد لـ”تحقق” وجوده لحظة استهداف المدرسة، مشيرًا إلى أن المدرسة تعرضت لثلاثة أنواع من الاستهدافات في وقت واحد، وهي: “قنابل الفسفور، وقذائف المدفعية، وقنابل دخانية”.
وأضاف حجازي أنه لم يتمكن من توثيق الإصابات نظرًا للرائحة الشديدة الخانقة إثر ضرب قنابل الفسفور، مشيرًا إلى أن إخماد الفسفور كان من طريق وضع كمية كبيرة من الرمال المبللة فوقه، لأنه لا يُطفئ بالماء، وهو ما حدث في مدرسة أبو عاصي في مخيم الشاطئ.
هذا وأعلنت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية “وفا” ارتقاء خمسة مواطنين على الأقل، وأصابة العشرات، صباح اليوم الخميس، إثر قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي بعدة صواريخ محيط مدرسة “أبو عاصي” التابعة للأونورا في مخيم الشاطئ، والتي تضم آلاف النازحين، وهو ما أكده أيضاً مراسل قناة “الغد” قصف الاحتلال لمدرسة “أبو عاصي” في مخيم الشاطئ، ما أدى لاستشهاد 7 مواطنين وإصابة العشرات.
هذا ونفت وزارة الخارجية الإسرائيلية في تصريح سابق لها عبر برنامج “تراندينغ” من إنتاج شبكة “بي بي سي” البريطانية، الادعاءات بشأن استخدام جيش الاحتلال للفسفور الأبيض في قصفه لقطاع غزة وجنوب لبنان، إلا أن فريق مرصد “تحقق” قد فند هذه التصريحات في تقرير سابق نشر بتاريخ 12/10/2023.
خلاصة التحقق |
المقطع مجتزأ من فيديو صوره صانع المحتوى أحمد حجازي والذي أكد لـ”تحقق” وجوده لحظة إطلاق القنابل الفسفورية، وهو ما أكده أيضاً الخبير العسكري اللواء واصف عريقات والباحث سعد الوحيدي، أن القنابل التي تظهر في نهاية الفيديو هي قنابل الفسفور الأبيض، بالتالي فإن الاجتزاء كان بهدف التشكيك، وتوظيفه في سياق مضلل. |
مصادر التحقق | مصادر الادعاء |
|
الصحفي الاسرائيلي ” إيدي كوهين”. |