تحققمُضلل

المرصد الفلسطيني ” تحقق” يفند ادعاءات  إسرائيلية مُضللة طالت الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة جنين 

الادعاء
مقاتل من “كتيبة جنين” يتطوع في الهلال الأحمر للنجاة من ملاحقة جيش الاحتلال له.

نشرت مجموعات إسرائيلية في موقع التواصل الاجتماعي “تيليجرام” صورًا ومقطع فيديو لشاب يدعى أسيد الشلبي، يظهر بالزي الإسعاف، وأخرى  يظهر بيده سلاح، وادعى متداولوها أنه ينتمي لكتيبة جنين، وقام بالتطوع في صفوف الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة جنين، لخداع جيش الاحتلال الإسرائيلي والنجاة من عملية ملاحقته، وفق الادعاء.

يأتي تداول الادعاء عقب انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من مدينة جنين ومخيمها بعد عملية استمرّت 10 أيام.

تابع المرصد الفلسطيني “تحقق” حيثيات الادعاء المتداول، وحقيقة الصور ومقطع الفيديو المتداول من خلال البحث في المصادر العلنية من خلال محركات البحث الرقمية، وبالتواصل مع مدير عام الإسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني, والشخص صاحب الصور والفيديوهات, وتبين أن الادعاء مضلل، وجرى تداول الصور في سياق مضلل.

الهلال الأحمر الفلسطيني ينفي لـ”تحقق” الادعاءات المتداولة

نفى مدير عام الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر الفلسطيني أحمد جبريل لـ”تحقق” ادعاءات الاحتلال بشأن انتماء الشاب أسيد الشلبي لكتيبة جنين، موضحاً أن الشلبي يعمل متطوعاً في الإسعاف بالهلال الأحمر منذ ما يقارب العام والنصف وليس حديثاً، وهو بالأصل ضابط في جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني في مدينة رام الله.

وتابع جبريل قائلا: “هذه الادعاءات كاذبة ولا أساس لها من الصحة، ولدينا الكثير من الفيديوهات التي توثق المهام الإسعافية التي يقوم بها أسيد الشلبي”.

ما حقيقة الصور التي يزعم الاحتلال إنها لعنصر في كتيبة جنين؟

تواصل فريق “تحقق” مع الشاب أسيد الشلبي التي زعمت الادعاءات أنه عنصر في كتيبة جنين، للاستيضاح منه حول حقيقة الصور المتداولة، إذ بيَّن  لـ”تحقق” أنه ضابط في الأمن الوقائي الفلسطيني وليس عنصرًا في كتيبة جنين كما نص الادعاء، وأوضح أن السلاح الذي ظهر في الصورة سلاح “ميري” تابع للسلطة الفلسطينية، وكان حينها يرتدي الزي العسكري، ويظهر على كتفيه شعار جهاز  الأمن الوقائي، وكان قد نشرها عبر حسابه في تطبيق إنستغرام بتاريخ 21 فبراير/شباط 2024 . 

وزود الشلبي فريق المرصد بصورة عن بطاقته العسكرية، تأكيداً على عمله ضمن مرتبات جهاز  الأمن الوقائي، ويتحفظ المرصد عن نشرها حفاظاً على خصوصيته.

وحول الصور التي ظهر بها في زي  الإسعاف والتي تم تداولها بالادعاء، توصل فريق المرصد إلى أنها مأخوذة من مقاطع فيديو وثقها الشاب لنفسه بتاريخ 2 سبتمبر/ أيلول الجاري، خلال العملية العسكرية في مدينة جنين ومخيمها.

وفيما يتعلق بالمقابلة التي ظهر فيها الشاب مع فضائية عودة وتم نشرها على أنها حديثة يوم أمس، توصل فريق “تحقق” من خلال البحث في المصادر العلنية، إلى أنها قديمة وليست من العملية العسكرية الأخيرة على مدينة جنين، ووثقها مراسل قناة عودة أنس حوشية بتاريخ 22 فبراير/ شباط 2024، وتحدث فيها الشلبي كشاهد عيان  على  قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي مركبة مدنية في مخيم جنين، استهدف خلالها الأسير المحرر ياسر مصطفى حنون، وهو شقيق الشهيد عمار حنون.

في سياقٍ مُتصل ، زود الشلبي فريق “تحقق” بمقاطع فيديو وصور من زوايا مختلفة تظهر عمله متطوعاً في الإسعاف التابع للهلال الأحمر الفلسطيني، وتعامله مع بعض الإصابات، وفيديوهات أخرى توثق خضوعه لبعض التدريبات في هذا المجال.

ما يؤكد أنه متطوعٌ قبل العملية العسكرية، وفق الفيديوهات والصور التي وثقها خلال شهر يوليو/ تموز 2023، في الاقتحام السابق لمدينة جنين حينها.

 

عملية عسكرية إسرائيلية شمالي الضفة

بعد عملية عسكرية واسعة استمرت نحو عشرة أيام، انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي من مدينة جنين ومخيمها، ضمن عملية عسكرية واسعة أطلقها الجيش يوم الأربعاء 28 أغسطس/ آب الفائت، وأطلق عليها اسم “المخيمات الصيفية”، و استهدفت مدن جنين ومخيمها وطولكرم، وطوباس، وسط تدمير واسع للبنى التحتية، وتنفيذ عمليات اغتيال للشبان الفلسطينيين، وحملة اعتقالات في المدن المستهدفة.

وأسفرت العملية وفقاً لآخر تقرير صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية  يوم الخميس 5 سبتمبر/ أيلول ، إلى ارتقاء   21 شهيداً من محافظة جنين، وثمانية شهداء من محافظة طوباس، وسبعة شهداء من طولكرم، بالإضافة إلى ثلاثة شهداء في الخليل.

كما أعلن جيش الاحتلال في بيانٍ صحفي أمس الجمعة استمرار العملية العسكرية في الضفة الغربية حتى تحقيق أهدافها.

الاحتلال يعيق مهام الهلال الأحمر الفلسطيني في جنين 

أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيانٍ صحفي بتاريخ 2 سبتمبر/ أيلول الجاري أن الاحتلال أعاق  وصول مركبات الإسعاف التابعة للجمعية  للمصابين والمرضى في مناطق مختلفة من مدينة جنين ومخيمها، بالإضافة لمنعها وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية للمتضررين.

وأضاف البيان، أن قوات الاحتلال استهدفت بشكل مباشر مركبات الإسعاف التابعة للجمعية، وقامت بإطلاق النار عليها لمنعها من الاستجابة للنداءات الإنسانية، ما أسفر عن إصابة مسعفين اثنين من الطواقم الطبية، وطبيب متطوع أثناء تأديتهم لواجبهم الإنساني.

ما هي عملية “المخيمات الصيفية” ؟

وصفت إسرائيل عملية “المخيمات الصيفية”، بأنها الأوسع منذ عملية “السور الواقي” التي شنتها عام 2002.

وتركزت العملية في مدن شمالي الضفة الغربية، في جنين ومخيمها, طولكرم ومخيميَّها، ومخيم الفارعة قضاء طوباس.

وتخلل العملية العسكرية تجريف للبنية التحتية والشوارع, وهدم لعدد من المنازل بشكل جزئي وكلي، إلى جانب حصار المستشفيات في جنين وطولكرم.

ورداً على هذه العملية أعلنت الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية، عملية مشتركة سمتها “رعب المخيمات”، تضمنت عمليات إطلاق نار واشتباكات مسلحة مع القوات المتقدمة في محاور عديدة من المدن المستهدفة.

استمرار الحرب الإسرائيلية في غزة

بالتزامن مع العملية العسكرية في الضفة الغربية وما أعقبها من دمارٍ في البنى التحتية، وخسائر بشرية ومادية، يواصل جيش الاحتلال لليوم 337 من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أن الاحتلال ارتكب  أربع مجازر ضد العائلات في قطاع غزة  خلال الثمان والأربعين ساعة الماضية، وصل منها للمستشفيات 61 شهيد و 162 إصابة ، مما ارتفعت حصيلة العدوان إلى أكثر من 40 ألف شهيد ، وما يزيد عن 94 إصابة.

خلاصة التحقق
الادعاء بأن أسيد الشلبي، ينتمي إلى “كتيبة جنين”، ومتطوع في الهلال الأحمر لخداع الجيش الإسرائيلي مضلل. الشلبي ضابط في الأمن الوقائي الفلسطيني، ومتطوع في الهلال الأحمر منذ عام ونصف، وتم تداول صوره ومقاطع الفيديو الخاصة به في سياق مضلل. جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني نفت لـ”تحقق” هذه الادعاءات وأكدت على دوره التطوعي.
مصادر التحقق مصادر الادعاء 
  1. مدير عام الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر الفلسطيني أحمد جبريل.
  2. المتطوع في الهلال الأحمر الفلسطيني وصاحب الصور أسيد الشلبي.
  3. قناة عودة.
  4. BBC
  5. وزارة الصحة الفلسطينية.
  6. الموقع الرسمي التابع لجيش الاحتلال.
  7. جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
  8. الجزيرة نت.
  9. وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
قناة أخبار الأمن الإسرائيلي عبر تطبيق” تلغرام”، مؤرشف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button