تحققمُضلل

ضمن حملة باليوود” .. حسابات إسرائيلية تشكك في مشاهد حقيقية من معاناة الفلسطينيين في غزة وتدعي أنها مزيفة

إعداد: فاطمة الخطيب

فاطمة الخطيبتدقيق المعلومات - تحقق
الادعاء
حملة “باليوود” تشكك بحقيقة صور مجزرة دير البلح.

نشرت حسابات إسرائيلية وأخرى داعمة للاحتلال الإسرائيلي، صورة تظهر أطفال ملقين على الأرض مخضبين بالدماء، وأرفقوها بتعليقات مشككة في حقيقة الحدث، وأنها مشاهد مزيفة من غزة تحت وسم “باليوود”.

تتبع المرصد الفلسطيني “تحقق” حقيقة الادعاءات المرفقة مع الصورة، من خلال البحث في المصادر العلنية بواسطة أدوات البحث الرقمية، إذ تبين أن الادعاء مُضلل، والصورة توثق مشاهد حقيقة لمجزرة إسرائيلية في مدينة دير البلح، لكن جرى تداولها في سياقٍ تشكيكي.

مجزرة إسرائيلية في دير البلح

وثق الصورة الصحفي همام يونس الزيتونية أمس الثلاثاء 20 أغسطس/ آب الجاري، وعلق عليها عبر حسابه في منصة “انستغرام” بالقول: “مجزرة جديدة بحق الأطفال في المنطقة الآمنة في دير البلح، منحتموهم الأمان جهراً ثم قتلتموهم دهراً”.

وأرفق المصور الزيتونية مشاهد أخرى من زوايا مختلفة للحدث ذاته تظهر الأطفال الذين تم استهدافهم في المجزرة.

فيما أفاد مراسل قناة الغد محمود اللوح أن الاحتلال استهدف منطقة آمنة صوب السوق المكتظ بالنازحين  وتم بواسطة طائرة مسيرة، فيما أوضح مراسل الأناضول، أن سوق دير البلح يكتظ بالمواطنين خاصة النساء والأطفال ويقع بجواره موقف نقل الركاب إلى منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوبي القطاع.

كما وثق الصحفيان عبدالله العطار وعبدالكريم أبو رياش في مقاطع لحظة وصول عدد من الشهداء والجرحى إلى مستشفى شهداء الأقصى وسط دير البلح، ويظهروا وهم ملقون على الأرض مخضبين بالدماء.

في سياقٍ مُتصل، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في بيانٍ صحفي  أمس الثلاثاء،  أن استهدف  سوق مدينة دير البلح المركزي وسط قطاع غزة، والذي يوجد فيه أكثر من 5 آلاف فلسطيني ونازح، ما أسفر عن استشهاد 9 أشخاص وعدد من الجرحى.

استمرار استهداف المناطق التي يصنفها الاحتلال أنها “آمنة” 

منذ بداية الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين أول العام المنصرم، والاحتلال يعلن عن مناطق آمنة “إنسانية” وهي التي يمكن للنازحين التوجه إليها هرباً من الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية، لكن الاحتلال لم يتوانَ عن استهدافها متسبباً بمجازر، مما يدحض رواية “المنطقة الآمنة” وهو ما تؤكده وتوثقه العدد الكبير من الانتهاكات والمجازر  في أماكن  صُنفت سابقاً بأنها آمنة.

ففي الأول من ديسمبر/كانون الأول 2023، أعلن الاحتلال الإسرائيلي تقسيم قطاع غزة إلى مربعات سكنية كل مربع أخذ رقماً معيناً يطلق عليه اسم “بلوكات”، ويهدف التقسيم وفق الاحتلال تحييد المدنيين وإبعادهم عن مناطق العمليات العسكرية،  وفي الأسبوع الأول من شهر مايو/آيار الماضي حدد الاحتلال خارطة المنطقة “الآمنة”، وبدء السكان وفقاً لذلك بالتوافد إليها والاستقرار في حدودها، و عانوا خلال هذا الوقت من صعوبة الحصول على مكان لنصب خيامهم في منطقة زراعية غير مؤهلة لهذا القدر من النازحين.

المنطقة الآمنة في شهر مايو/أيار بعد أن جرى توسيعها بعد عملية رفح

ولاحقاً شرع الاحتلال بتقليص المساحة الآمنة تدريجاً حتى وصلت إلى ما نسبته 11‎%‎ فقط،  حيث أفاد الناطق الإعلامي  باسم الأونروا عدنان أبو حسنة، أن الاحتلال قلص المساحة الامنة إلى 11 % من مساحة قطاع غزة، مشيراً إلى أن حوالي 90% من سكان غزة، أي نحو مليوني شخص، نزحوا مرة واحدة على الأقل، والآن يعيشون في مساحة تقل عن 11% من القطاع التي تعتبرها إسرائيل “مناطق آمنة”.

هذه المساحة الصغيرة، حوالي 35 كيلومتر مربع، مكتظة بحوالي 1.9 مليون فلسطيني، مما يسبب ازدحاماً شديداً وانعدام الخدمات الأساسية مثل المياه والبنية التحتية.

وحتى اللحظة لا يزال الاحتلال يستهدف المناطق الإنسانية التي تضم النازحين ، على سبيل المثال مجزرة دوار النابلسي ، و المعمداني ، ومراكز الإيواء مرورًا بمجزرة سوق دير البلح المركزي ومدرسة مصطفى حامد  أمس الثلاثاء، وجميعها تقع تحت تصنيف ” المناطق الآمنة” وتضم آلاف المدنيين .

في حين، لم تسلم ” المناطق الآمنة” من أوامر الإخلاء المستمرة ، ففي كل لحظة يصدر  جيش الاحتلال أوامر إخلاء في مناطق متفرقة مما قُسمت لتحييد المدنيين عن العمليات العسكرية.

 حملة إسرائيلية  مُشككة في معاناة الفلسطينيين تحت وسم ” باليوود ” 

منذ بدء عملية “طوفان الأقصى” وما أعقبها من حرب في قطاع غزة، في 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023، أطلقت حسابات إسرائيلية وسم “باليوود“، وهو مصطلح يتكون من لفظين هما “Palestine” (فلسطين) وهوليوود، ويزعم مستخدموه أنّ الفلسطينيين يقومون بتمثيل إصابتهم وفبركة أوجاعهم وتزييف مشاهد الجرحى والشهداء، وسبق وأن فند فريق ” تحقق” عدداً من تلك الادعاءات وأوضح حقيقتها.

استمرار الحرب الإسرائيلية في غزة 

في اليوم 320 للحرب في غزة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة عن ارتفاع حصيلة العدوان  إلى 40223 شهيد و 92981، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول اليهم.

بالإضافة إلى استهداف الصحافيين والنساء والأطفال، والمؤسسات التعليمية والطبية.

خلاصة التحقق
تتبع المرصد الفلسطيني “تحقق” الادعاءات المتداولة ضمن حملة “باليوود” حول صورة لأطفال ضحايا مجزرة إسرائيلية في دير البلح، وتبين أن الادعاءات مضللة. الصورة حقيقية وتوثق مجزرة إسرائيلية في سوق مكتظ بالنازحين والأطفال، استهدفه الاحتلال بطائرة مسيرة. وثق الحادثة عدد من الصحفيين والمصادر الإعلامية، مؤكدة أن الصورة والمشاهد حقيقية وليست مزيفة.
مصادر التحقق مصادر الادعاء 
  1. الصحفي همام يونس الزيتونية.
  2.  مشاهد أخرى للمجزرة.
  3. قناة الغد.
  4. وكالة الأناضول.
  5. الصحفي عبدالله العطار.
  6. الصحفي عبد الكريم أبو رياش.
  7. المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
  8. وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.
  9. المرصد الفلسطيني “تحقق”.
  10. المرصد الفلسطيني “تحقق”.
  11. وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين ” الأونروا”.
  12. TRT عربي.
  1. Axenos
  2. Boomerang
  3. Avnitamar

مصادر مؤرشفة:

المصدر الأول 

المصدر الثاني 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button