حسابات إسرائيلية توظف صورة تعبيرية في سياق التشكيك بمعاناة الأسرى المضربين عن الطعام

نشر موقع “israellycool” وعدد من الحسابات الإسرائيلية والغربية في منصة “X” صورتين: الأولى تصميم نُقل عن شبكة قدس الإخبارية يُظهر رجلًا مكبل اليدين على سرير المستشفى وبجانبه طاولة طعام، أُرفقت مع خبر إضراب الأسير حسن جرادات عن الطعام منذ 14 يوما، فيما أظهرت الصورة الثانية والدة الأسير حسن جرادات تحمل صورته، خلال لقاء صحفي سابق مع موقع “فلسطين بوست”.

الحسابات تداولت الصورتين في سياق مشكك بمعاناة الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام داخل سجون الاحتلال، بالقول: “إضراب الفلسطينيين عن الطعام بأسلوب باليوود (منشور في الصفحات المؤيدة لفلسطين)، يرفض تناول الطعام الذي يقدمه له الإسرائيليون؟ فلماذا مكبلة يديه إذا أرادوا أن يأكل؟”.

وأضافوا “من هو المصور الذي تسلق السقف ليلتقط هذه الصورة؟ صورة “الأم” وهي تحمل صورة “ابنها” التي ظهرت في الأخبار الفلسطينية، لماذا احترت في الصورة وتحمل صورة شخص آخر؟ (ألق نظرة فاحصة على ملامح الوجه) هذه الكمية من الطعام لمن بالضبط؟”.

تتبع المرصد الفلسطيني ” تحقق” صحة الصورتين المتداولتين، وتبين أن الصورة المستخدمة في تصميم شبكة قدس الإخبارية كصورة تعبيرية للإشارة إلى معاناة الأسير المضرب عن الطعام حينها حسن جرادات، اقتُطعت من مشهد تمثيلي في فيلم “الأمعاء الخاوية” للمخرج الفلسطيني أشرف مشهراوي، وقد نُشر عبر قناة الجزيرة في منصة يوتيوب بتاريخ 2 يوليو/ تموز 2014؛ ليجسد معاناة الأسرى الفلسطينيين خلال خوضهم الإضراب عن الطعام، إذ جسد المشهد تجربة الأسير أيمن شراونة، معبرًا بدقة عن خوضه 261 يومًا من الإضراب عن الطعام.

وحول حيثيات المشهد، أوضح مخرج الفيلم أشرف مشهراوي لـ”تحقق”‏ أن المشهد تمثيلي ‏من أداء الفنان جمال أبو القمصان لمحاكاة ‏تفاصيل تعذيب أحد المعتقلين الفلسطينيين المضربين عن الطعام، وهو الأسير أيمن الشراونة.

وأضاف مشهراوي أن إدارة السجون كانت تقدم كميات كبيرة من الطعام بجانبه بقصد إيذائه نفسيًا من جهة، ومحاولة إنهاء إضرابه من جهة أخرى،  مبينًا أن المشهد أُعيد تمثيله بناءً على تفاصيل دقيقة لما حدث، وهو ما وضحه المشهد عند إحضار طاولة الطعام.

يذكر أن صفحات فلسطينية عديدة استخدمت هذه الصورة في فترات مختلفة كصورة تعبيرية  لتسليط الضوء على  معاناة الأسير الفلسطيني، لاسيما المضرب عن الطعام، وليس في سياق التضليل أو التزييف كما ورد في الادعاء.

أما الصورة الثانية، فقد توصل فريق المرصد إلى أنها لوقفة تضامنية مع الأسرى الفلسطينيين في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، شاركت فيها والدة الأسير حسن جرادات؛ إذ ظهرت والدة جرادات وهي تحمل صورة نجلها الذي يقبع في معتقلات الاحتلال، وقد وثقها موقع فلسطين بوست ونشرت عبره في 30 آب /أغسطس 2023.