قالت وسائل إعلام فلسطينية وعربية إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أبلغ أهالي مخيم نور شمس في طولكرم شمالي الضفة الغربية، بمغادرة المخيم خلال أربع ساعات.

وقف المرصد الفلسطيني “تحقق” على حقيقة الخبر المتداول من خلال البحث في المصادر العلنية العربية والعبرية، ومن خلال التواصل مع المصادر الحية في مخيم نورشمس، وقد خلص المرصد إلى عدم وجود قرار فعلي من الاحتلال بإخلاء مخيم نورشمس من السكان، وإنما اتاحة المجال للعائلات بمغادرة المخيم بشكل اختياري عبر شارح محدد ونقطة تفتيش في حارة “المسلخ” باتجاه مدينة طولكرم.

الفعاليات الرسمية والشعبية في مخيم نورشمس تنفي لـ”تحقق” وجود قرار بإخلاء المخيم من السكان

في ضوء الأخبار المتداولة حول قرار إخلاء مخيم نور شمس من السكان، نفى ممثلو الفعاليات الرسمية والشعبية في المخيم لـ”تحقق” صحة هذه المعلومات. وأوضحوا أن الاحتلال الإسرائيلي لم يُصدر قرارًا رسميًا بإخلاء المخيم من سكانه، وإنما أبلغ الجانب الفلسطيني بالسماح لمن يرغب من العائلات بمغادرة المخيم عبر ممر محدد في حارة “المسلخ” حتى الساعة الرابعة مساءً.

هذا القرار جاء نتيجة اقتحام مفاجئ، مما لم يُتح الفرصة للعديد من العائلات التي كانت تُغادر المخيم في مثل هذه العمليات العسكرية من إخلاء ممتلكاتها وحمايتها من التخريب المحتمل.

وحول ذلك أكد نهاد الشاويش، رئيس اللجنة الشعبية في مخيم نور شمس، لـ”تحقق” أن “القرار تم إبلاغه للارتباط العسكري الفلسطيني، وأن مغادرة المخيم اختيارية وليست إجبارية”.

فيما أوضحت نهاية الجندي، رئيسة جمعية نور شمس لتأهيل المعاقين، أنه “لا توجد نية لدى الأهالي لمغادرة المخيم إلا في حال تم التنسيق الأمني اللازم، وتأمين ممرات آمنة بمرافقة الصليب الأحمر وطواقم الإسعاف”.

وأضاف سليمان الزهيري، عضو الفعاليات الوطنية والشعبية في المخيم، أن “جيش الاحتلال قدم خيارًا للمغادرة خلال فترة زمنية محددة، ولكن ذلك يتطلب الخضوع لتفتيش أمني. يبدو أن الهدف من ذلك هو تخفيف الأزمة داخل المخيم تحضيراً لعملية عسكرية واسعة قد تستمر لفترة طويلة.”

من جانبه، نفى إياد جراد، أمين سر حركة “فتح” في محافظة طولكرم، وجود أي قرار بإخلاء المخيم. وأوضح أن ما حدث هو إبلاغ الارتباط العسكري الفلسطيني بأن العملية العسكرية الإسرائيلية قد تمتد لعدة أيام، وأنه سيتم السماح لمن يرغب بالمغادرة بفترة زمنية تمتد لأربع ساعات مع تحديد مسار الإخلاء.

الاحتلال يطلق عملية كبرى شمال الضفة والمقاومة تتصدى

قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه بدأ منذ ساعات الفجر الأولى اليوم الأربعاء 28 أغسطس/آب عملية عسكرية واسعة تستهدف مسلحين في جنين وطولكرم وطوباس شمال الضفة الغربية المحتلة، في حين أعلنت الفصائل الفلسطينية تصديها للاقتحامات وتنفيذ عمليات نوعية.

وأكدت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية أن العملية التي بدأها الجيش شمالي الضفة هي الأوسع منذ عملية “السور الواقي” في عام 2002، وأنها تتم بمشاركة سلاح الجو وقوات كبيرة. فيما أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” بأن العملية واسعة وعلى مستوى فرقة عسكرية. وقالت إن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي “الشاباك” وقوات المستعربين انضمت للجيش في عملياته، مضيفة أن الجيش يستخدم مروحيات ومقاتلات بشكل واسع.

وذكرت مصادرُ إعلامية فلسطينية أن قوات الجيش الإسرائيلي حاصرت المستشفيات الثلاثة في جنين وأخرجتها عن الخدمة عبر تجريف الشوارع المؤدية إليها وإقامة سواترَ ترابيةٍ بمحيطها، فيما أسفرت العملية العسكرية المستمرة حتى إعداد التقرير عن استشهاد تسعة فلسطينيين، وإصابة 11 آخرين، وتدمير كبير في البنى التحتية.

هذا وتشارك في العملية المتواصلة على شمال الضفة الغربية، طائرات مروحية ومسيرات، وأعداد كبيرة من الآليات العسكرية المعززة بالجرافات، فيما فرضت قوات الاحتلال حصارا على مدن جنين وطوباس وطولكرم، وأعاقت عمل فرق الإسعاف بشكل متعمد، ومنعتها من الوصول إلى المصابين في الأماكن التي استهدفتها.

الرئيس يقطع زيارته للسعودية لمتابعة آخر المستجدات في ظل العملية العسكرية على شمال الضفة

قالت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية “وفا” إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قرر قطع زيارته إلى المملكة العربية السعودية والعودة إلى أرض الوطن اليوم الأربعاء، لمتابعة آخر التطورات والمستجدات في ظل “العدوان الإسرائيلي” على شمال الضفة الغربية.