مرصد “تحقق” يفند ادعاءات مضللة تشكك بحقيقة إصابة طفل فلسطيني في غزة 

تداولت حسابات غربية داعمة للاحتلال الإسرائيلي عبر منصة “إكس” مقطعي فيديو يُظهر الأول طفلاً مصاباً على سرير المستشفى مضمد الرأس والقدمين، والثاني طفلاً يقوم بجلب مشروب “الشاي” وتوزيعها على الصحافيين.

وادعت الحسابات أن من يظهر في المقطعين  الطفل ذاته، كما شككت في طريقة ظهور الطفل في المقطع الأول مصاباً بينما في يظهر سليماً دون أي إصابة وبنفس الملابس.

ويأتي التداول في سياق حملة “باليوود” المشككة بمعاناة الفلسطينيين واتهامهم بالتزييف.

وقف المرصد الفلسطيني “تحقق” على حقيقة الفيديوهات والادعاءات المرفقة معها، من خلال البحث في المصادر العلنية، وتبين أنه الفيديوهين لطفلين مختلفين من توثيق الصحفي محمد الشاعر، وجرى توظيفها في سياقٍ مضلل.

حيث نفى الزميل الصحفي محمد الشاعر لـ” تحقق” صحة الادعاء المتداول، مؤكدًا أن من يظهرا في مقطعي الفيديو طفلان مختلفان، وليسا طفلاً واحد كما جاء في الادعاء، مشيراً إلى أن المقطع الأول للطفل على سرير المستشفى وُثق في مستشفى ناصر الطبي بتاريخ 17  أكتوبر / تشرين أول 2023، بينما وثق المقطع الثاني بتاريخ 16 أكتوبر/ تشرين أول من العام ذاته، لطفلٍ كان يجلب الشاي بشكل مستمر للصحافيين.

وحول هوية الطفلين الظاهرين في المقطعين توصل مرصد “تحقق” إلى مقاطع فيديو أخرى من زوايا مختلفة تظهر الطفل وهو يوزع الشاي على الصحافيين، من بينها مقابلة صحافية مع الطفل بتاريخ 25 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، عرف عن نفسه خلالها باسم ميسرة الهندي (10 سنوات)، من سكان خانيونس، وكان يجلب الشاي إلى خيمة الصحافيين المتواجدين في مستشفى ناصر الطبي بخانيونس حينذاك .

أما الطفل الذي ظهر مصاباً على سرير المستشفى فهو عبدالله اللمداني (8 سنوات)، من منطقة الشاطئ شمالي قطاع غزة، أصيب في الأيام الأولى من الحرب في غزة، بفعل القصف الإسرائيلي عليها، إلا أنه الآن بصحة جيدة، وفق ما أكدته لـ”تحقق” ابنة عمه ديما اللمداني.

هذا وزودت اللمداني فريق المرصد بصورة أخرى لابن عمها عبدالله حيث يظهر وضوحاً أنه ليس الطفل نفسه الذي وزع الشاي على الصحفيين في خانيونس،  وهو ما يفند صحة الادعاء المتداول.

يشار إلى استمرار الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول العام الماضي  لليوم 157 على التوالي، مما أسفر عن أكثر من 32 ألف شهيد وما يزيد عن 72 ألف اصابة، وفق ما أعلنت عنه وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.