المرصد الفلسطيني “تحقق” يفند المغالطات حول رموز وألوان العلم الإيراني
الادعاء |
تداولت حسابات اجتماعية ومستخدمون في منصات التواصل الاجتماعي صورة للعلم الإيراني، بعنوان “المعنى الحقيقي للعلم الإيراني الذي يمثل أهدافها”، ويتضمن التصميم معلومات مغلوطة عن مكونات العلم الإيراني من الرموز والألوان.
وقف المرصد الفلسطيني “تحقق” على حقيقة الادعاءات التي تضمنتها الصورة بشأن رمزية العناصر التي تضمنها العلم، وذلك من خلال البحث عنها في المصادر العلنية بواسطة محرك البحث “جوجل”، ومن خلال التواصل مع المحلل السياسي الإيراني علي رضا الحسيني، وقد خلص المرصد إلى النتائج التالية:
أولاً: الشعار في قلب العلم يجسد لفظ الجلالة وليس شعار الديانة السيخية
ادعت الصورة بأن الشعار في قلب العلم الإيراني هو شعار الديانة السيخية (ديانة ولدت في إقليم البنجاب الذي يقع حاليا في باكستان والهند، وهي مزيج من الديانتين الإسلامية والهندية) وهي دين الإمام روح الله الخميني وأجداده الذين كانوا في مدينة “كنتور” الهندية.
نفى المحلل السياسي الإيراني علي رضا لـ”تحقق” صحة ذلك، مؤكداً أن الشعار الذي يتوسط العلم الإيراني هو تجسيد للفظ الجلالة “الله”، ومكتوب بخط الثلث العربي المُزخرف، ويشير إلى العقيدة الإسلامية كركيزة أساسية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهو ما تؤكده أيضاً موسوعة “بريتانيكا” العالمية.
ويتكون الشعار من أربعة أهلة وسيف يشكلوا سوياً كلمة الله، وفي الوقت نفسه يكونون الجملة الإسلامية “لا إله إلا الله”، وفوق السيف “شدة” وتستعمل في اللغة العربية للإدغام ومضاعفة الحرف في دلالة إلى قوة هذا السيف وهو ما يرمز إلى قوة الدولة وعزتها. فيما ترمز الأضلاع الخمسة المكونة للشكل النهائي إلى أركان الإسلام الخمسة لدى أتباع المذهب الشيعي، وهي التوحيد، العدل، الإمامة، النبوة، الميعاد، وفق ما أكده مصمم الشعار الدكتور حميد نديمي في حوار سابق له مع صحيفة “الجمهورية وكيهان”.
أما الشكل النهائي للشعار أيضاً يتشابه بشكل ما مع شكل زهرة التوليب، وهذه الزهرة من الموروث الإيراني القديم، ويرى الإيرانيون أنها ترمز إلى الشهداء الذين ماتوا في سبيل الدفاع عن وطنهم.
ثانياً: الإمام الخميني وأجداده لم يكونوا يوماً في الهند.. ولا وجود لمدينة هندية تدعى “كنتور”
ادعت الصورة أن ديانة السيخ هي ديانة مؤسس الثورة الإسلامية في إيران الإمام روح الله الخميني و أجداده الذين تواجدوا في مدينة هندية تدعى “كنتور”، وبالبحث في المصادر العلنية تبين أنه لا وجود لمدينة هندية تحمل هذا الاسم، لكن هناك مدينة هندية تدعى “كانّور“، وتُعتبر بمثابة المقر الإداري لمنطقة “كانور”، وتبعد عن العاصمة الهندية دلهي حوالي 2340 كلم.
وتشير المصادر الإيرانية إلى أن الخميني ولد عام 1320 للهجرة (21/9/1902 م) بمدينة خُمين (349 كلم جنوب غربي طهران)، وتم نفيه أولاً الى العاصمة التركية أنقرة عام ١٩٦٤م، ومن ثم الى مدينة بورصا التركية. وتم منعه من ممارسة أي نشاط سياسي أو اجتماعي. وفرضت عليه الإقامة الجبرية، وبعدها نفي إلى العراق، ومن ثم إلى الكويت، لكن الكويت امتنعت عن استقباله امتثالاً للضغوط الملكية الإيرانية، ليستقر بعدها في باريس، عام 1978م، وليعود بعدها إلى إيران.
ثالثاً: ألوان العلم الإيراني ترمز إلى الإيمان والسلام والشجاعة
ادعى التصميم أن اللون الأخضر في العلم الإيراني يرمز إلى الدولة الفاطمية، فيما يرمز اللون الأبيض إلى الديانة الزرادشتية، والأحمر إلى دولة القرامطة.
شعار الدولة الفاطمية | شعار الديانة الزرادشتية | شعار دولة القرامطة |
لكن ألوان العلم الإيراني تحمل رمزيات مختلفة عما ينص عليه الادعاء. وفقاً لموقع “ناشيونال جيوغرافيك” فإن العلم الإيراني الرسمي يتشارك مع علم ما قبل الثورة في الخطوط الأفقية من الأخضر والأبيض والأحمر. وهذه الألوان محملة بالرمزية، فاللون الأخضر يمثل الإسلام ويزين أعلام العديد من الدول الإسلامية، ويعتقد أنه اللون المفضل للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. بينما يرتبط اللون الأبيض بالحرية، ويرتبط اللون الأحمر بـ “الاستشهاد، الشجاعة، النار، والحب”.
رابعاً: حرف الألف لم يحذف من عبارة “الله أكبر” وإنما جُمع مع الكاف كحيلة فنية
أشار الادعاء في الصورة إلى أن حرف الألف حُذف من عبارة “الله أكبر” لتصبح “لله كبر” أي “الشيطان الأكبر”، وقد كررت العبارة في كل طرف من العلم 11 مرة، لكونه العدد المقدس عند عبدة الشيطان.
نفى علي رضا أن يكون حرف الألف قد حُذف من العبارة “الله أكبر” بل أشار إلى أن الحرف دُمج مع شرطة الكاف ورُسمت بشكل أفقي في الرسم كحيلة فنية، وذلك في إشارة إلى امتداد كلمة “الله” لتشمل الكون بأسره.
وأوضح أن عبارة “الله أكبر” تكررت في العلم 22 مرة، وهي ترمز إلى تاريخ “22 بهمن” وفق التاريخ الإيراني (يوافق شهر فبراير/ شباط في التاريخ الميلادي)، وهو ذكرى انتصار الثورة الإيرانية، وتكررت 11 مرة في طرفي العلم لترمزَ إلى تاريخ “11 بهمن” من التقويم الفارسي، وهو ذكرى وصول الإمام الخميني إلى إيران قادماً من باريس.
عبارة “الله أكبر” ظهرت 11 مرة في طرفي العلم بما مجموعه 22 مرة. | لم يحذف حرف الألف، وإنما دمج مع شرطة الكاف كحيلة فنية. |
يذكر أن الدكتور حميد نديمي، أستاذ نظريات وأساليب التصميم في قسم الهندسة المعمارية في جامعة “شهيد بهشتي”، قد أكمل دراسته في جامعة “يورك” البريطانية وفق ما أكدته دراسة بحثية بعنوان “العلاقة بين التصميم والبحث: دراسة في الأسس النظرية لربط البحث بالتصميم المعماري“، للباحث جعفر طاهري، أستاذ مساعد في كلية الهندسة المعمارية، التخطيط العمراني والفنون الإسلامية في جامعة “فردوسي مشهد”. وبدأت قصة تصميمه للشعار عندما قرر الإمام الخميني بعد الاستفتاء على الجمهورية الإسلامية إزالة الرموز “الطاغوتية” واستبدالها برموز إسلامية. وأرسل نديمي تصميم شعاره إلى مكتب الإمام في قم في أبريل/ نيسان من العام 1979، وتمت الموافقة على “اسكتشه” بعد الاتصال الهاتفي من قبل آية الله هاشمي رفسنجاني.
ملاحظة: تم الاستعانة بتقنيات الذكاء الاصطناعي في ترجمة المقالات باللغة الفارسية، وتدقيقها مع المحلل السياسي الإيراني علي رضا الحسيني.
خلاصة التحقق |
أظهر تدقيق المرصد الفلسطيني “تحقق” عدم صحة المعلومات المغلوطة بشأن رموز وألوان العلم الإيراني المنتشرة على الشبكات الاجتماعية. إذ أن الشعار في قلب العلم يجسد لفظ الجلالة “الله” وليس شعار الديانة السيخية. كما أوضح التدقيق أن الإمام الخميني وأجداده لم يكونوا من “السيخ” ولم يعيشوا في الهند، وأن ألوان العلم ترمز للإيمان، السلام، والشجاعة، بعيدًا عن المزاعم المتداولة. |
مصادر التحقق | مصادر الادعاء |
المحلل السياسي الإيراني علي رضا الحسيني. | هادي الاحوازي
مصادر مؤرشفة: |
4 Comments