كيف وقعت المواقع الإخبارية التركية ضحية الأخبار الإسرائيلية الساخرة في منصات التواصل؟
إعداد : رنا صلاحات
تضج وسائل إعلام تركية منذ يوم أمس باسم “عميت ناكيش – Amit Nakesh”، مدعين أنه الشخص المسؤول عن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، وبأنه أحد العملاء ذوي الخبرة في جهاز المخابرات السرية الإسرائيلي “الموساد”، وخدم كضابط في وحدة استخبارات سرية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وانضم لاحقا إلى الموساد وشارك في عمليات رفيعة المستوى.
وأضافوا أنه متخصص في عمليات الاغتيال والاستخبارات، ولعب أدوارًا حاسمة في عمليات مختلفة ضد أهداف تعتبرها دولة الاحتلال أعداء، ونسبوا هذه المعلومات إلى مصادر عبرية وأجنبية.
وقف فريق المرصد الفلسطيني “تحقق” على صحة الادعاء المتداول من خلال البحث في المصادر العلنية والعودة إلى المواقع والمصادر التركية والعبرية، وتبين أن الادعاء المتداول أصله تغريدة ساخرة نشرها محاضر إسرائيلي ومؤسس شركات تكنولوجيا تعتمد على التعلم العميق يدعى “إيلي دافيد” عبر حسابه في موقع “إكس”.
من هو”عميت ناكيش”؟
لا وجود لشخص يدعى “عميت ناكيش” وهو شخصية وهمية ابتدعها “دافيد” في تغريدته الساخرة والتي قال فيها إن مصادر إسرائيلية كشفت عن اسم عميل الموساد المسؤول عن اغتيال إسماعيل هنية، وهو “عميت ناكيش”، وسرعان ما أوقعت هذه التغريدة الساخرة المستخدمين ووسائل الإعلام التركية في فخ التضليل، ونشروا الخبر على أنه حقيقي.
فيما بعد نشر الحساب ذاته صورةً للمواقع الإخبارية التركية التي نشرت الخبر وعلّق عليها في سياقٍ ساخرٍ بالقول: “الصحف التركية تستعرض باستفاضة الكشف عن اسم عميل الموساد الذي قضى على هنية العقيد عميت ناكيش، بدأ الأمر من هذا المنشور أمس على تويتر، واتضح أن العديد من الصحفيين الأتراك يتابعونني”.
ووفقاً لموقع “Israel National News” فإن الاسم الذي أشارت له وسائل الإعلام التركية، نقلاً عن التغريدة الساخرة “Amit Nakesh” بالعبرية يُكتب “עמית נקש” وهو اسم يُشابه لفظيًا كلمة “המִתְנַקֵּשׁ” (Hamitnakesh)، والتي تعني “القاتل” أو “المنتقم”، وجرى استخدامه في سياقٍ ساخر من طريقة النطق التي تغير المعنى إلى “المغتال”.
وسائل إعلام عبرية ومستخدمون يسخرون من وسائل الإعلام التركية
تفاعلت وسائل إعلام عبرية ومنها موقعا “Matzav” وموقع غرفة عمليات الحرب “Hamal” مع
وقوع وسائل الإعلام التركية كضحية للأسلوب الساخر الذي يعتمده الباحث الإسرائيلي “إيلي دافيد” منذ السابع من أكتوبر/تشرين أول الماضي. وقال “دافيد” لموقع صحيفة “يديعوت أحرنوت“: “إن الأمر كان مسليًا لأنهم أخذوا الأمر على محمل الجد، هذه النكات يعرفها الإسرائيليون جيدًا”. فيما انتشرت العديد من التغريدات الساخرة عبر منصة “إكس” والتي تتحدث عن هذا الخطأ.
إسرائيل لم تتبن رسمياً اغتيال إسماعيل هنية
تجنب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطابه أمس الأربعاء الحديث أو التعليق على حادثة اغتيال إسماعيل هنية، إلا أنه أكد أن إسرائيل مستعدة لجميع الاحتمالات، وأن إسرائيل تتأهب لجميع الاحتمالات، محذراً الإسرائيليين بالقول: “الأيام المقبلة ستكون صعبة، فمنذ الهجوم في بيروت سمعنا تهديدات من كل الجبهات.
فيما رفض المتحدث باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية ديفيد منسر، خلال حضوره مؤتمراً صحفياً، التعليق على حادثة اغتيال إسماعيل هنية بقوله “لا تعليقا على مقتل إسماعيل هنية”، مشيرا إلى أن إسرائيل في حالة تأهب قصوى.
ليست المرة الأولى التي تتّبع فيها الحسابات الإسرائيلية أسلوب السخرية في التفاعل مع الأحداث!
في حادثة أخرى وقع المذيع دانيال هايك الذي يعمل محللًا سياسيًا في النسخة الفرنسية من قناة (i24) الإسرائيلية، ضحية الأخبار الساخرة، حيث ذكر خلال البث المباشر أن الطيار الذي تسبب بسقوط الطائرة الرئاسية الإيرانية عميل للموساد، وقد استند في ذلك إلى معلومة ساخرة نشرت في منصات التوصل تدعي أن عميل للموساد يُدعى “إيلي كوبتر-Eli Copter”، كان الطيار المسؤول عن حادث تحطم المروحية التي أدت إلى مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بتاريخ 19 إبريل/مايو 2024. وتعرض هايك للسخرية عبر الإنترنت لعدم ملاحظته أن الاسم هو مجرد تلاعب بالكلمات، حيث أن كلمة “هيليكوبتر” في الفرنسية تشبه نظيرتها في الإنجليزية.
يأتي تداول الادعاء عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي “حماس” إسماعيل هنية صباح أمس الأربعاء 31 أيلول/ تموز 2024، عن مكتبها السياسي إسماعيل هنية، ومرافقه الشخصي وسيم أبو شعبان بعد مشاركتهما في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد أول أمس الثلاثاء.
خلاصة التحقق |
وقعت وسائل إعلام تركية ضحية تغريدة ساخرة نشرها المحاضر الإسرائيلي إيلي دافيد على منصة “إكس” حول عميل موساد وهمي يدعى “عميت ناكيش”، المسؤول عن اغتيال إسماعيل هنية. الإعلام التركي نقل الخبر كحقيقة دون التحقق، ما أثار السخرية من قبل وسائل الإعلام العبرية والمستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي. |
مصادر التحقق | مصادر الادعاء |
Israel National News |