الادعاء |
صورة حديثة تُظهر حصان مخيم جنين بعد نقله إلى الداخل الفلسطيني المحتل. |
نشرت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة زعمت أن جنود الاحتلال الإسرائيلي التقطوها حديثًا، ويظهر فيها النصب التذكاري “دوار الحصان”، بعد أن قام جيش الاحتلال بمصادرته من مدخل مخيم جنين في أكتوبر 2023، ونقله إلى الداخل الفلسطيني المحتل.
تتبع مرصد “تحقق” الفلسطيني صحة الادعاء المتداول من خلال البحث في المصادر العلنية وإجراء البحث العكسي، وتبين أن الصورة قديمة وتعود إلى عام 2003، وليست حديثة أو ملتقطة في الداخل الفلسطيني المحتل. كما لم يعثر فريق “تحقق” على أي مصادر رسمية تشير إلى مكان نقل الحصان بعد مصادرته من جنين.
دوار الحصان في مخيم جنين
نُشرت الصورة ضمن تقارير عن دوار الحصان في مخيم جنين ومصادرة الاحتلال له. وبالعودة إلى مصدر الصورة، وجد فريق “تحقق” أن الفنان والمصمم الألماني توماس كليبير نشر في مدونته الخاصة صورًا للحدث نفسه من زوايا مختلفة، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الصور التي توثق تجهيزات تركيب الحصان. جاءت الفعالية تحت عنوان “الفن في الفضاء العام تحت ظروف الاحتلال”، وأوضح كليبر أن الورشة أقيمت بدعوة من معهد جوته في رام الله، حيث قاد ورشة عمل استمرت عدة أسابيع مع الشباب الفلسطيني في جنين خلال صيف عام 2003.
وأشار كليبر إلى أن تصميم الحصان الذي تم بناؤه يبلغ ارتفاعه 5 أمتار، وتم استخدام معادن تم جمعها من البيوت والسيارات المدمرة. لاحقًا، تم سحب الحصان عبر شوارع جنين، ثم نُقل لمسافة تقارب 200 كيلومتر عبر الأراضي المحتلة في الضفة الغربية.
وبمقارنة الصور التي نشرها المصمم الألماني توماس كليبر عبر مدونته، تبيّن أنها تتطابق مع الموقع والمركبة، بالإضافة إلى الأشخاص الظاهرين في الصورة وكافة معالمها. وهو ما يؤكد أن الصورة التُقطت يوم نقل التصميم، وليست حديثة كما زُعم بعد استيلاء الاحتلال عليه.
كما نشر موقع Hyperallergic الصورة ذاتها في الأول من نوفمبر 2023 ضمن تقرير تناول مصادرة الحصان من قبل الجيش الإسرائيلي. وأشار التقرير إلى أن الصورة تعود في الأصل إلى عام 2003.
إسرائيل تصادر النصب التذكاري “حصان جنين” عام 2023
في 29 أكتوبر 2023، أقدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي على اقتلاع النصب التذكاري المعروف باسم “حصان جنين” من موقعه عند المدخل الغربي لمخيم جنين، وذلك بعد مرور نحو 20 عامًا على تصميمه، والذي عُرف باسم “دوار الحصان”. جاء ذلك بعد اقتحام جيش الاحتلال للمخيم.
تم تصميم “حصان جنين” بعد عملية “السور الواقي” عام 2002، ونُقل من قبل الجيش إلى مكان مجهول، يُرجح أنه معسكر “الجلمة” الاحتلالي القريب، وفقًا لما ذكرته مصادر إعلامية في ذلك الوقت.
وصُنع الحصان الحديدي من بقايا دمار المخيم، حيث تم بناء هيكله باستخدام قضبان الحديد المجمعة من المركبات التي دمرتها آليات الاحتلال ومن المنازل المدمرة خلال الاجتياح. أما شكله الخارجي، فقد تم تصميمه من بقايا المركبات المدنية التي قُصفت من قبل قوات الاحتلال، والتي راح ضحيتها عشرات الشهداء، من بين تلك المركبات كانت سيارة إسعاف استُشهد فيها الدكتور خليل سليمان، مدير مركز الإسعاف التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في جنين، أثناء قيامه بعملية إسعاف المصابين داخل المخيم.
رمزية دوار حصان جنين
حصل موقع “حصان جنين” رمزية ودلالات متعددة، حيث جسّد الصمود والوفاء للشهداء الذين دُفنت جثامينهم مؤقتًا في أرض الميدان لمدة أسبوعين خلال اقتحام قوات الاحتلال ومحاصرتها للمخيم. نُقلت الجثامين لاحقًا إلى “مقبرة الشهداء” التي أنشأها أهالي المخيم في الجهة الغربية منه بعد انتهاء اجتياح أبريل/نيسان 2002، الذي أطلق عليه الاحتلال الإسرائيلي اسم “عملية السور الواقي”.
عملية السور الواقي
من الجدير بالذكر أن الجيش الإسرائيلي شنّ هجومًا واسعًا على مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، والذي استمر من 3 إلى 18 أبريل/نيسان 2002 كجزء من عملية “السور الواقي”. أدت هذه العملية إلى استشهاد عشرات الفلسطينيين وتدمير كبير للمنازل والبنية التحتية. ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، استشهد في هذا الهجوم ما لا يقل عن 52 فلسطينيًا، نصفهم من المدنيين، بالإضافة إلى مقتل 23 جنديًا إسرائيليًا. وقد شهدت العملية استخدامًا مكثفًا للمروحيات والدبابات والجرافات لتدمير المخيم والسيطرة عليه.
خلاصة التحقق |
أظهر تدقيق فريق “تحقق” أن الصورة المتداولة قديمة وتعود لعام 2003، أثناء مرور الحصان عبر إحدى الحواجز الإسرائيلية قبل وصوله إلى موقع تركيبه في مخيم جنين. وليست بعد مصادرة جيش الاحتلال للنصب التذكاري “دوار الحصان” من مخيم جنين في أكتوبر 2023 ونقله إلى جهة مجهولة. |
مصادر التحقق | مصادر الادعاء |
Thomas kilpper | جنين نيوز أخبار كفر دانأخبار جنين |