الادعاء |
طفل رضيع يبحث عن منفذ للخروج من تحت ركام منزل مدمر في غزة. |
تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو زُعم أنه يُظهر طفلًا رضيعًا تحت الركام في قطاع غزة، بالتزامن مع استمرار العملية العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في شمال القطاع.
ونظرًا للتفاعل الكبير الذي حظي به الفيديو، تحرّى المرصد الفلسطيني “تحقق” حقيقته باستخدام تقنيات البحث الرقمي في المصادر العلنية، والتواصل مع والدة الطفلة مباشرة، وتبين أن الفيديو وثق في سوريا، وليس في غزة، وقد التقط من قبل والدتها بشكل عفوي دون أي صلة بالأحداث الجارية.
ونُشر الفيديو عبر حساب باسم “الغيث” على منصة “تيك توك” أمس السبت 26 أكتوبر/تشرين أول الجاري، مرفقًا بموسيقى نشيد “موطني”، دون تقديم أي تفاصيل إضافية، وهذا الغموض دفع العديد من المستخدمين إلى الاعتقاد بأن الطفلة ضحية للقصف الإسرائيلي، خاصة في ظل مشاهد مأساوية مشابهة لعائلات وأطفال محاصرين بين الأنقاض جراء العدوان. وقد حقق الفيديو نحو 3.6 مليون مشاهدة خلال فترة وجيزة.
وفي وقت لاحق، نشرت صاحبة الحساب مقطع فيديو جديد تظهر فيه الطفلة بحالة جيدة، وهي تنظر من ثقب في جدار المنزل، وعقب عليه بالقول: “الحمد لله البنت ما فيها شيء، بتلعب وبتطلع من مصرف البيت” موضحاً أنها ليست في غزة، وإنما في سوريا. مما بدد الالتباس وأكد أن الفيديو الأول ليس مرتبطًا بالحرب في غزة.
وهو ما أكدته والدتها في تصريح خاص لـ”تحقق”، أن الفيديو لا علاقة له بالعدوان على غزة أو بأي من الأحداث الراهنة، موضحًة أن المشهد كان عفويًا، حيث التقطته لطفلتها وهي تنظر من فتحة لتصريف المياه في المنزل.
استمرار القصف الإسرائيلي العنيف على شمال ووسط قطاع غزة
يأتي تداول الفيديو في الوقت الذي تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر اليوم الأحد **قصفها العنيف على بيت لاهيا ومخيمي جباليا والبريج شمال ووسط قطاع غزة، إضافة إلى استهداف شواطئ خان يونس ومخيم النصيرات بالقصف المدفعي وهجمات من الزوارق الحربية. وأسفر القصف عن استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف منزل بمنطقة مشروع بيت لاهيا، فيما أدى استهداف مربع سكني في مخيم جباليا إلى استشهاد 18 فلسطينيًا وإصابة العشرات. وفي وقت سابق اليوم، استشهد 35 فلسطينيًا، بينهم نساء وأطفال، في غارة دمرت خمسة منازل قرب الدوار الغربي ببيت لاهيا.
يتزامن القصف العنيف مع اجتياح بري متواصل منذ 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، حيث تسعى قوات الاحتلال إلى إفراغ شمال غزة من سكانه عبر التهجير القسري والإخلاء. وخلال أكثر من عام من التصعيد، أدى العدوان الإسرائيلي إلى **استشهاد 42,924 فلسطينيًا وإصابة 100,833 آخرين، في حصيلة غير نهائية، مع بقاء آلاف المفقودين تحت الأنقاض.
خلاصة التحقق |
أظهر تدقيق “تحقق” أن الفيديو المتداول التقط في سوريا بشكل عفوي من قبل والدتها، ولا صلة له بالأحداث الجارية في غزة. ونُشر الفيديو على “تيك توك” دون توضيحات، ما أدى إلى سوء فهم واسع في ظل الأوضاع المأساوية الحالية في القطاع، وفق ما أكدته والدة الطفلة لـ”تحقق”.
|