تحققمُضلل

مرصد “تحقق” يفند ادعاء مشكك بحقيقة قصف خيام النازحين في مستشفى شهداء الأقصى

فاطمة الخطيبتدقيق المعلومات - تحقق
رُبا دغشمدققة معلومات - تحقق
الادعاء
يحاول الفلسطينيون الإبلاغ عن قيام مروحية بإطلاق صواريخ عليهم، وبالمقابل، يزعم خبراء الصواريخ الباليستية أنه من السهل تمييز أن هذا مزيف

نشر حساب “غزة_وود” على منصة التواصل الاجتماعي “إكس” مقطع فيديو يظهر طائرة إسرائيلية محلقة في السماء، وعلق عليه بطريقة تشكيكية قائلًا: “يحاول الفلسطينيون الإبلاغ عن قيام مروحية بإطلاق صواريخ عليهم، وبالمقابل، يزعم خبراء الصواريخ الباليستية أنه من السهل تمييز أن هذا مزيف.”

يأتي هذا التعليق ضمن حملة التشكيك بمعاناة الفلسطينيين في غزة بفعل الحرب المستمرة فيها، وتكذيب رواياتهم. وقد حصل الفيديو على تفاعل واسع، حيث أعادت نشره حسابات غربية وإسرائيلية.

وقف المرصد الفلسطيني “تحقق” على الادعاء المرفق مع الفيديو، من خلال البحث في المصادر العلنية، بواسطة تقنيات البحث العكسي، وبالتواصل مع المصادر الحية، إذ تبين أن الادعاء مضلل، والفيديو حقيقي لقصف إسرائيلي طال خيام النازحين في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح.

ووثق المشاهد الصحفي ومراسل قناة فلسطين اليوم أحمد البرش، بتاريخ 9 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، ويظهر استهداف طائرة إسرائيلية لخيام نازحين في مستشفى شهداء الأقصى.

شهادات لـ”تحقق” تؤكد قيام مروحية إسرائيلية بإسقاط صاروخ تجاه خيام النازحين

وفي شهادة حصل عليها مرصد “تحقق” قال مصور الفيديو والشاهد على الحادثة، أحمد البرش، “بينما كنت في مهمة عملي في التغطية الإعلامية يوم السبت ٩ نوفمبر/تشرين الثاني، عند ساعات الظهيرة، استمعنا بشكل مفاجئ لصوت طائرة مروحية تبين أنها بعد مشاهدتها كانت تحلق في سماء المحافظة الوسطى وتحديدًا في سماء منطقة الزوايدة غرب مدينة دير البلح، مؤكدًا أن الصوت كان واضحًا وجسم الطائرة كان واضحًا بالإضافة إلى مقدمة القيادة كانت باتجاه المشفى بشكل واضح.

وأضاف البرش “لم أتوقع حينها أنها كانت تحلق في اللحظات الأولى لأجل قصف خيام النازحين في مستشفى شهداء الأقصى، فأمسكت هاتفي وقمت بتسليط الكاميرا باتجاه الطائرة المروحية وخلال ثواني معدودة بينما أوثق تحليقها فوقنا، فإذا بأحد زملائنا يحذرنا من إطلاقها صاروخ باتجاه الموقع، تلاه انفجار ضخم، فتطايرات الحجارة والشظايا علينا ومن حولنا”.

وتابع بالقول: “استمرت الكاميرا بالتصوير حتى لحظة الفزع والهروب من وهلة الانفجار، حينها أكملت التصوير وتوجهت مباشرة إلى مكان الانفجار”، مشيراً إلى مشاهد “مروعة” بفعل القصف الذي نجا منه مجموعة من الصحفيين، فيما استشهد عدد من الأشخاص وأصيب العشرات، بالإضافة إلى اندلاع النيران في الخيام.

وزود البرش فريق المرصد بالفيديو الأصلي وبجودة عالية، ويظهر وضوحًا لحظة الاستهداف، ما يثبت عدم صحة الادعاء المتداول.

وبعد مقارنة المقطع المرفق مع الادعاء مع الفيديو الأصلي الذي وثقه الصحفي، تبين أنه تم التلاعب به من خلال تبطيء المشاهد الأولى من المقطع حتى الثانية (0:08)، وتكرار عرضها في المقطع خمسة مرات متتالية قبل أن يتم الانتقال إلى بقية المشاهد، حيث يتكرر هذا النمط من التلاعب بشكل لافت في حملات “باليوود” التي تروج لها الحسابات القائمة عليها، بهدف لفت انتباه المتلقين  إلى مشاهد محددة دون غيرها، لأغراض تضليل الرأي العام.

هذا وأكد الصحفي هاني أبو رزق لـ”تحقق” صحة الفيديو والاستهداف، إذ كان أحد الناجيين من الاستهداف، فيما تضررت خيمته الصحفية ومكان نزوحه نتيجة القصف.

شهادة الصحفيين أبو رزق والبرش، أكدتها أيضاً شهادة الناشط صالح الجعفراوي، ومراسل قناة الجزيرة أشرف أبو عمرة، المتواجدان في المكان.

مشاهد توثق الدمار نتيجة الاستهداف 

وثق صحافيون مقطاع فيديو عدة نشرتها مواقع إعلامية، تظهروضوحًا الدمار ودماء الشهداء والجرحى نتيجة الاستهداف، ومنها ما نشره التلفزيون العربي من مشاهد قال إنها لآثار الدمار الذي أعقب الاستهداف. 

في سياق متصل، قال مكتب الإعلام الحكومي، في بيان صحفي، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يقصف للمرة التاسعة على التوالي خياماً للصحفيين والنازحين داخل أسوار مستشفى شهداء الأقصى مما أدى لارتقاء شهيدين اثنين ووقوع 26 جريحاً بينهم إصابات خطيرة. 

وأضاف البيان، “في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المستشفيات والمدنيين والنازحين؛ قصفت طائرات الاحتلال وللمرة التاسعة على التوالي منذ بدء الحرب خيام للصحفيين والنازحين داخل أسوار مستشفى شهداء الأقصى بالمحافظة الوسطى، الأمر الذي أدى إلى ارتقاء شهيدين اثنين وإصابة 26 جريحاً بينهم صحفيين اثنين أصيبوا إصابات متوسطة ووجود عدة إصابات خطيرة بين النازحين”.

باليوود، غزة وود” .. وسمان لحملة إسرائيلية مُشككة بالرواية الفلسطينية 

منذ أحداث السابع من أكتوبر/تشرين أول 2023، شهدت منصات التواصل حملات تضليل تشكك بمعاناة الفلسطينيين في قطاع غزة، جراء الحرب المستمرة فيه، ضمن وسمي “باليوود” و”غزة وود”، وتركز الحملة على التشكيك بحقيقة موت الفلسطينيين، وتزعم بأنهم يزيفون إصاباتهم لكسب التعاطف والتأييد الدولي.

استمرار الحرب الإسرائيلية في غزة

يأتي تداول الادعاء، بالتزامن مع استمرار الحرب الإسرائيلية، وارتكاب مجازر بحق المدنيين، لليوم 402 من الحرب المتواصلة، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في آخر تقريرٍ صادر عنها، يوم الأحد 10 نوفمبر/تشرين الثاني، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي، إلى أكثر من 43 ألف شهيد، وما يزيد عن  102,929 إصابة منذ أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. 

خلاصة التحقق
كشف تدقيق “تحقق” أن الادعاء المشكك بصحة وحقيقة استهداف خيام النازحين في مستشفى شهداء الأقصى من قبل مروحية إسرائيلية، مضلل، ويؤكد المرصد صحة الفيديو استناداً الى الشهادات التي حصل عليها من صحفيين متواجدين في المكان، واستناداً إلى النشر الأول للفيديو بتاريخ 9 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري،عبر حساب موثقه أحمد البرش، حيث قام بتزويد المرصد بنسخة عالية الجودة من الفيديو.
مصادر التحقق مصادر الادعاء 
  1. الصحفي أحمد البرش 
  2. الصحفي هاني أبو رزق 
  3. الناشط صالح الجعفراوي 
  4. قناة فلسطين اليوم
  5. مكتب الإعلام الحكومي
  6. التلفزيون العربي
  7. قناة الجزيرة 
  8. وزارة الصحة الفلسطينية 
  1. gazawood
  2. kuoxsr
  3. britsforisrael
  4. EvaL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى