تداولت صفحات مستخدمون عبر مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” مقطع فيديو مرفقًا بتعليق “بدأت السلطات الصينية في عزل جميع سكان شنغهاي بالكامل في منازلهم للحد من انتشار السلالة الجديدة لفيروس كورونا وبحسب مصادر طبية أنها عنيفة”. 

تحرى المرصد الفلسطيني “تحقق” صحة مقطع الفيديو المتداول من خلال البحث عنه في المصادر العلنية، بواسطة تقنيات البحث العكسي، وتبين أن المقطع المتداول قديم ومقتطع من فيديو نُشر بتاريخ 15 أبريل/ نيسان 2022، عبر موقع “تيليغراف – telegraph.co.uk” ويوثق شجاراً نشب بين سكان مدينة “شنغهاي” الصينية وشرطة المدينة، عقب مصادرة السلطات لمنازلهم لاستخدامها كأماكن للحجر الصحي لمصابي فيروس كورونا.

ووفقاً للصحيفة فإن المدينة التي تشكل مركز ثقل اقتصادي في الصين، شهدت إغلاقاً كاملاً من قبل السلطات الصينية حينها، مع استمرار تسجيل أكثر من 20 ألف إصابة جديدة بفيروس كوفيد-19 يوميًا. 

وفي إطار جهود السيطرة على تفشي الفيروس، يُطلب من كل من تثبت إصابته الانتقال إلى مركز حجر صحي، حيث تم إنشاء أكثر من 100 مستشفى ميداني بطاقة استيعابية لا تقل عن 160,000 سرير، بالإضافة إلى تحويل المدارس وقاعات المعارض إلى مراكز للحجر الصحي. ومع ذلك، فقد نفدت المساحات المتاحة في هذه المرافق، مما أدى إلى اتخاذ السلطات تدابير إضافية لاستيعاب الحالات الجديدة.

واندلعت اشتباكات في 14 أبريل/نيسان 2022 بعد أن أصدرت السلطات قرارًا بإخلاء 39 أسرة من منازلهم لإفساح المجال لاستقبال حالات إصابة جديدة ضمن أحد المجمعات السكنية، وفقًا لشركة تشانغجيانغ للتطوير العقاري. وأوضحت الشركة أنها عوضت السكان المتضررين ونقلتهم إلى وحدات سكنية أخرى ضمن نفس المجمع.

الصين تشهد ارتفاعا في حالات الفيروس الرئوي البشري

يأتي تداول الفيديو في ظل ما تشهد الصين من ارتفاعٍ في حالات الإصابة بالفيروس الرئوي البشري “HMPV“، مما أدى إلى اكتظاظ في المستشفيات واتخاذ التدابير اللازمة بالتزامن مع مخاوف عامة من تفشي المرض. ولم تصنف منظمة الصحة العالمية هذا الوضع على أنه حالة طوارئ صحة عالمية لكن ارتفاع عدد الإصابات دفع السلطات الصينية إلى تعزيز أنظمة المراقبة.