تحققمُضلل

مرصد “تحقق” يدحض مزاعم الاحتيال في حملة التبرعات لإعادة بناء مستشفى النصر للأطفال بغزة

رُبا دغشمدققة معلومات - تحقق

 

الادعاء
صالح الجعفراوي نفّذ عملية احتيال بجمع 10 ملايين دولار بزعم إعادة بناء مستشفى النصر للأطفال في غزة، ووزارة الصحة الفلسطينية وصفته بالمحتال.

قالت حسابات إسرائيلية وأخرى أجنبية داعمة لها في منصّة “إكس” إن الناشط المجتمعي صالح الجعفراوي نفّذ واحدة من أكبر عمليات الاحتيال في تاريخ بوليوود، حيث جمع 10 ملايين دولار بزعم إعادة بناء مستشفى للأطفال، وزعم الادعاء أيضًا أن وزارة الصحة الفلسطينية وصفت الحملة بأنها احتيالية.

دحض المرصد الفلسطيني “تحقّق” الادعاءات المتداولة، بعد التحقق منها عبر التواصل المباشر مع الجهات المعنية، وذلك للوقوف على تفاصيل وآلية جمع التبرعات لصالح مستشفى النصر للأطفال في غزة، وتبيّن أن المزاعم بكونها حملة احتيالية مضللة ولا تستند إلى أي أدلة موثوقة.

حيث نفى مدير دائرة الإعلام في وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، نور الدين عاشور، صحة الادعاءات المتداولة، مؤكدًا لـ”تحقق” عدم صدور أي تصريح رسمي من الوزارة يصف الحملة بالاحتيال،  كما زوّد المرصد بمقطع فيديو يُظهر صالح الجعفراوي إلى جانب وكيل وزارة الصحة في غزة، د. يوسف أبو الريش، خلال اختتام حملة دعم إعادة إنشاء وتجهيز مستشفى النصر للأطفال.

وحول آلية جمع التبرعات، أوضح نائب المدير العام لجمعية الإغاثة الكويتية، د. عمر الثويني، في تصريح لـ”تحقق” أن الجمعية حصلت على تصريح رسمي من وزارة الشؤون الاجتماعية الكويتية لإطلاق الحملة، وأضاف أن عملية جمع الأموال تمت عبر شركة كويتية مرخّصة، متخصصة في إدارة الحملات الخيرية، لضمان استيعاب الضغط الكبير على المنصات الإلكترونية.

وأشار الثويني إلى أن هناك عقودًا واتفاقيات مُوقعة بين الجمعية والشركة، حيث يتم تحويل الأموال إلى حساب الجمعية وفق القنوات القانونية والرسمية، مؤكدًا عدم تحويل أي مبلغ إلى فلسطين أو حسابات شخصية لأي مؤثر، بل تم تخصيص جمعية “فلسطين الغد”، وهي جهة معتمدة من وزارة الخارجية الكويتية، لتكون المسؤولة عن استقبال الأموال وتنفيذ المشروع بالتنسيق مع الجهات المختصة في غزة.

كما شدّد الثويني على أن موقع المستشفى الجديد سيكون في مدينة غزة، بجوار مستشفى الدكتور عبد العزيز الرنتيسي للأطفال، وذلك لتحقيق تكامل في الخدمات الطبية، موضحًا أن العمل في البناء سيبدأ فور استقرار الأوضاع في القطاع، وبدء دخول المساعدات الإنسانية.

صالح الجعفراوي: الحملة تمت بشفافية وتحت إشراف رسمي

من جهته، صرّح صالح الجعفراوي لـ”تحقق” أن الحملة تمت بالتعاون بين مؤسسة الإغاثة الكويتية ووزارة الصحة الفلسطينية في غزة، وأنه تم اختياره، مع ثلاثة من زملائه، للبقاء داخل غرفة البث المباشر إلى حين تحقيق هدف جمع 10 ملايين دولار لإعادة بناء وتجهيز مستشفى النصر للأطفال.

كما أوضح الجعفراوي أن رابط التبرع كان واضحًا ومُعلنًا للمتبرعين، ويشير بشكل صريح إلى تبعيته لمؤسسة الإغاثة الكويتية، مما يدحض مزاعم التلاعب بالأموال. وأكد أن جميع التبرعات تم تحويلها لحساب مؤسسة الإغاثة الكويتية، ولم يتم إرسال أي مبلغ إلى غزة بشكل مباشر، سواء بالدولار أو الدينار أو الشيقل.

وأشار الجعفراوي إلى أنه عند انتهاء الحملة وتحقيق الهدف المالي، كان داخل الاستوديو كل من د. يوسف أبو الريش وكيل وزارة الصحة في غزة، ود. محمد زقوت مدير المستشفيات في القطاع، ود. منير البرش مدير عام وزارة الصحة، مما يؤكد شفافية الحملة ووجود إشراف رسمي عليها.

وزارة الصحة في رام الله تنفي علاقتها بحملة التبرعات دون اتهامها بالاحتيال

في ظل الانقسام السياسي الفلسطيني ووجود وزارتين للصحة، إحداهما في رام الله والأخرى في غزة، أصدرت وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله، في 11 مارس/آذار الجاري، بيانًا تؤكد فيه عدم مسؤوليتها عن أي حملة لجمع التبرعات لصالح قطاع غزة، مشددة على أنها ليست شريكة في أي من الحملات التي ينفذها ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي. كما حذّرت من استخدام اسمها أو شعارها في أي حملة لجمع التبرعات، محمّلة الجهات المخالفة المسؤولية القانونية.

ورغم أن البيان نفى علاقة الوزارة بالحملة، فإنه لم يصفها بالاحتيال أو يشكك في مصداقيتها، بل دعا الجمهور إلى توخي الحذر والتحقق من المعلومات عبر المنصات الرسمية للوزارة.

يُذكر أن جمعية الإغاثة الكويتية أطلقت حملة تبرعات شعبية كبرى لإعادة بناء مستشفى النصر للأطفال في قطاع غزة، بعد تدميره خلال الحرب الإسرائيلية في نوفمبر/تشرين الثاني 2024. وقد حظيت الحملة بتفاعل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، حيث شارك عدد من المشاهير والمؤثرين العرب في الترويج لها، مما ساهم في تحقيق هدفها المالي بسرعة.

في المقابل، تأتي هذه الادعاءات ضمن حملة تشويه إسرائيلية تستخدم وسمَي “باليوود” و”غزة وود”، وهي حملة تستهدف نفي جرائم الاحتلال والتشكيك في معاناة الفلسطينيين، عبر الادعاء بأنهم يزيفون إصاباتهم ومآسيهم لكسب التعاطف الدولي.

خلاصة التحقق
أكد تدقيق “تحقّق” أن المزاعم حول كون حملة التبرعات لإعادة بناء مستشفى النصر للأطفال في غزة عملية احتيالية لا تستند إلى أي أدلة موثوقة، وهي عارية تمامًا عن الصحة، وذلك استنادًا إلى تصريحات الجهات المعنية بالحملة، ومنها وزارة الصحة في غزة وجمعية الإغاثة الكويتية، التي أوضحت للمرصد آلية جمع واستقبال التبرعات.
مصادر التحقق مصادر الادعاء 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى