تحققمُضلل

الصورة قديمة، ولا صحّة لادّعاء حدوث تغيير رمزي في موقف حماس من العلم الفلسطيني.

حسان البرغوثي مدقق معلومات - تحقق
الادعاء
قادة حماس بدؤوا يلتقطون صورهم بجانب علم فلسطين وغياب علم حماس في رسالة للعالم انهم جاهزون لأن يكونوا بديلاً للسلطة الفلسطينية هذا العلم الذي كانت حماس لا ترفعه أبدا.

تداول مستخدمون وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لقائد حركة “حماس” في غزة، خليل الحية، يظهر فيها جالسًا إلى جانب علم فلسطين، مرفقة بادعاء مفاده أن “قادة حماس بدأوا مؤخرًا بالتقاط صورهم بجانب علم فلسطين بدلًا من علم حماس”، وأن ذلك يُعد “رسالة إلى العالم بأنهم جاهزون ليكونوا بديلًا عن السلطة الفلسطينية”. ويضيف الادعاء أن حماس “لم تكن ترفع العلم الفلسطيني من قبل”.

وقف المرصد الفلسطيني “تحقق” على صحة الادعاء المتداول، بالبحث في المصادر العلنية، باستخدام تقنيات البحث الرقمي، وتبين أن الصورة نُشرت سابقا عبر موقع وكالة الأناضول التركية بتاريخ 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2019 وتُظهر القيادي في حركة “حماس” خليل الحية أثناء مقابلة صحفية.

ما يعني أن الصورة قديمة، وليست جديدة كما مُتداول، ولا تُعبّر عن تغيير حديث في سياسات الحركة أو خطابها الرمزي، وهو ما ينفي أيضاً صحة الادعاء بأن “حماس” لم تكن ترفع العلم الفلسطيني من قبل”, حيث سبق للحركة رفع العلم الفلسطيني في العديد من فعاليات في السنوات الأخيرة، خصوصًا في المؤتمرات الرسمية والمناسبات الوطنية، وفي المسيرات الشعبية في قطاع غزة، بما في ذلك مسيرات العودة الكبرى عام 2018.

يذكر أن حركة حماس عبرت سابقاً عن موقفها من العلم الفلسطيني، ففي 22 يونيو 2022، نشرت حماس عبر قناتها الرسمية على تلغرام تصريحًا جاء فيه: “سيبقى العلم الفلسطيني خفاقاً ورمزاً لوحدتنا الوطنية، وراية عودتنا إلى فلسطين، وإلى كل شبر من أرضنا التي لا مقام ولا سيادة فيها للصهاينة المحتلين.”

وجاء التصريح حينها ردًا على إقرار “الكنيست” الإسرائيلي قانونًا لحظر رفع العلم الفلسطيني، حيث اعتبرته الحركة “دليل فشل وهستيريا الاحتلال”، وأكدت أن العلم “رمز للوحدة الوطنية في مواجهة الاحتلال”.

في سياق متصل تداول الادعاء جاء بعد قمة ثلاثية جمعت قادة مصر والأردن وفرنسا في القاهرة، دعوا خلالها إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وتطبيق اتفاق يشمل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية ودعم خطة إعادة إعمار غزة، وضرورة أن تكون الحوكمة في القطاع تحت إشراف السلطة الفلسطينية المُمكنة بدعم إقليمي ودولي، وتتضمن الصفقة المقترحة وقف إطلاق نار تدريجي على ثلاث مراحل، تبدأ بهدنة مؤقتة تشمل تبادل أسرى، يليها انسحاب إسرائيلي تدريجي من غزة، ثم إعادة الإعمار، إلى جانب نقل إدارة القطاع إلى السلطة الفلسطينية خلال فترة انتقالية من ستة أشهر، بإشراف دولي يضمن تنفيذ الاتفاق.

خلاصة التحقق
 أظهر تدقيق “تحقق” أن الصورة المتداولة قديمة سبق ونشرت في نوفمبر 2019، واستخدامها لإيصال دلالات سياسية حديثة مضلل كما أن ادعاء أن حماس لم تكن ترفع العلم الفلسطيني غير صحيح، إذ توجد شواهد عديدة على استخدامه في مناسبات سابقة الادعاء يفتقر للدقة ويعتمد على اجتزاء سياق الصورة وتوظيفه بشكل مغلوط.
تم انتاج هذه المادة ضمن مشروع يلا تحقق بدعم من المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية EED

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى