تحققمُضلل

معلومات زائفة متداولة حول هوية منفّذ هجوم شاطئ بوندي

عهد حجاجمدققة معلومات - تحقق
الادعاء
 ‏الاسم الحقيقي للإرهابيين في أستراليا هو ديفيد كوهين وليس نافيد أكرم، وهو يهودي من الكيان الصهيوني وجندي في جيش الدفاع الكيان.

نشرت صفحات وحسابات على منصات التواصل الاجتماعي صورة مرفقة بادعاءٍ يزعم أنها تعود إلى الصفحة الشخصية لمنفّذ هجوم سيدني، مدّعية أن الاسم الحقيقي للمنفّذ هو “ديفيد كوهين” وليس “نافيد أكرم”، وأنه يهودي من “الكيان الصهيوني” وجندي في جيش الدفاع الإسرائيلي.

تحرّى المرصد الفلسطيني “تحقّق” حقيقة الصورة والادعاء المرفق من خلال البحث العكسي باستخدام تقنيات البحث الرقمي، وبالعودة إلى المصادر العبرية المفتوحة، وتبيّن أن الادعاء غير صحيح، إذ لا توجد أي دلائل تشير إلى وجود جندي حالي في جيش الاحتلال الإسرائيلي باسم “ديفيد كوهين” على صلة بهذه الحادثة.

وما وجده فريق المرصد هو سجل لرقيب يُدعى “ديفيد كوهين” قُتل بتاريخ 10 حزيران/يونيو 2002، ودُفن في المقبرة العسكرية بجبل هرتسل في القدس المحتلّة.

وبعد فحص الصورة رقميًا باستخدام أداة “Sightengine” المخصصة لاكتشاف المحتوى المُولَّد بالذكاء الاصطناعي، تبيّن أن الصورة قد تم إنشاؤها باستخدام هذه التقنيات، حيث أكّدت الأداة ذلك بنسبة بلغت 99%.

خلال فحص النص الموجود في الصورة باستخدام أداة Justdone،  وهي أداة تُستخدم للكشف عن النصوص المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي. أن 79% من النص يظهر عليه علامات التوليد بواسطة الذكاء الاصطناعي

وعند تحليل الصورة من قِبل فريق المرصد من الناحيتين التقنية واللغوية، ومقارنتها بواجهة فيسبوك الأصلية المعتمدة، تبيّن وجود مؤشرات واضحة تدل على أن الصورة غير أصلية ومُعدّلة رقميًا.

فقد ظهر في أعلى الصورة عنوان يشير إلى واجهة “Messenger”، في حين أن المحتوى المعروض يعود إلى صفحة حساب فيسبوك كاملة، وهو ما لا يتوافق مع طريقة عرض “Messenger”. كما لوحظ دمج غير منطقي بين عناصر واجهة تعود إلى إصدارات مختلفة، ووجود خلل في محاذاة الأيقونات والمسافات بينها، إلى جانب ظهور زر “Done” غير الموجود في الواجهات الرسمية.

كذلك، أظهر الفحص تفاوتًا في جودة الصورة، ما يرجّح إعادة تحريرها أو دمج أكثر من لقطة. فضلًا عن ركاكة النص العبري الظاهر على الغلاف، واعتماده صياغة غير مألوفة. وبناءً على ذلك، خلص فريق التحقق إلى أن الصورة لا تمثل لقطة أصلية من فيسبوك، وإنما صورة تم إنتاجها بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي.

 

وأكدت الشرطة الأسترالية، وفق تصريحات نقلتها هيئة الإذاعة الأسترالية (ABC)، أن المشتبه بهما في حادث إطلاق النار في سيدني هما أبٌ وابنه: الأب “ساجد أكرم” قُتل في موقع الحادث، بينما الابن “نافيد أكرم” ما زال في المستشفى تحت حراسة الشرطة. ويُذكر أن الأسماء ذُكرت فقط في تصريحات الشرطة لوسائل الإعلام، ولم تُصدر الشرطة أي بيان رسمي على موقعها بهذا الخصوص.

الآثار المترتبة على الادعاء

إن تداول ادعاءات تتعلق بهوية غير صحيحة لمنفّذ الهجوم، مدعومة بمحتوى بصري ونصي مُنتَج باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، من شأنه إرباك الرأي العام وإضعاف الثقة بالمعلومات المتداولة خلال الأزمات، كما قد يؤثر في فهم الجمهور للوقائع الجنائية التي يفترض أن تُبنى على بيانات رسمية ومصادر موثوقة.

كما يمكن أن يؤدي هذا النوع من المحتوى إلى تعميمات غير دقيقة على أساس ديني أو قومي، ويسهم في تداول سرديات غير مثبتة، ما ينعكس سلبًا على جودة النقاش العام ويحدّ من قدرة المجتمع على الوصول إلى معلومات دقيقة ومتوازنة.

هجوم بوندي في سيدني: تفاصيل العملية وسفر المهاجمين وتدريبهم الإرهابي

في مساء يوم الأحد، 15 ديسمبر/كانون الأول 2025، وقع هجوم إطلاق نار جماعي على شاطئ بوندي في سيدني خلال احتفال بعيد “حانوكا”، أسفر عن مقتل 16 شخصًا بينهم أحد المهاجمين وإصابة آخرين. نفّذ العملية شخصان، الأب ساجد أكرم (50 عامًا) وابنه نافيد (24 عامًا)، مما جعلها واحدة من أعنف حوادث إطلاق النار الجماعي في أستراليا منذ أكثر من 30 عامًا.

وكشفت التحقيقات أن المهاجمين سافرا في نوفمبر الماضي إلى الفلبين، حيث تلقيا تدريبًا مرتبطًا بالإرهاب قبل العودة إلى أستراليا. وعُثر في سيارة المهاجمين على قنابل وعلمين محليي الصنع لتنظيم الدولة الإسلامية، ما يشير إلى دافع أيديولوجي وراء الهجوم.

أشادت السلطات بمواطن مسلم من أصل سوري، أحمد الأحمد، لتصديه للمهاجمين ومنع سقوط المزيد من الضحايا، بينما لا تزال التحقيقات مستمرة لكشف جميع خيوط التحضير للعملية.

خلاصة التحقق
 كشف تدقيق المرصد  الفلسطيني “تحقّق” أن الادعاء المتداول غير صحيح، وأن الصورة المرفقة مزيفة ومُعدّلة رقميًا باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك وفقًا لفحص أدوات Sightengine وJustdone، التي أكدت أن الصورة والنص المرفق يحملان علامات واضحة على التوليد الآلي بنسبة مرتفعة.
ويُذكر أن اسم منفّذ الهجوم هو “نافيد أكرم”، وهو الابن الذي نجا من الحادث وما زال تحت حراسة الشرطة في المستشفى، بينما قُتل والده “ساجد أكرم” في موقع الحادث.
مصادر التحقق مصادر الادعاء 
 أداة “Sightengine” المخصصة لاكتشاف المحتوى المُولَّد بالذكاء الاصطناعي.

 أداة Justdone، المخصصة للكشف عن النصوص المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي.

  1. NNA ، مؤرشف
  2. ريم ، مؤرشف
  3. كريم المصري  ، مؤرشف
  4. صعلوك الوطن
  5. Mainou WT 
  6. د.هديل المشرقي
  7. جزائرية حرة
  8. منتصر آل سرور
  9. سليمان الفهد
  10. المشغراني
  11. ثورة الحربي
  12. قيس عبد الله السحاري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى