أبرز المعلومات الخاطئة والمضللة التي رافقت حادثة استشهاد يحيى السنوار
انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي مجموعة من الادعاءات الخاطئة والمضللة منذ إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم الأربعاء 16 أكتوبر/تشرين أول الجاري عن قتله رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، يحيى السنوار، خلال اشتباكات في حي تل السلطان غرب مدينة رفح.
وقد تنوعت هذه الادعاءات بين تصريحات مُلفقة، وصور وفيديوهات نُسبت بشكل خاطئ ومضلل إلى الحادثة، ما زاد من حالة التشويش بين المتابعين.
في هذا التقرير، يستعرض فريق المرصد الفلسطيني “تحقق” أبرز المعلومات التي تم رصدها وتصحيحها كما يلي:
تصحيح تصريح منسوب لحركة “حماس” ينفي استشهاد السنوار
نشرت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحاً نُسب إلى حركة “حماس”، جاء فيه: “يحيى السنوار بخير، والحركة تتابع الأخبار حول اغتياله، وأن من استُشهد هو شبيهه، ولدينا مئة نسخة من السنوار”.
تحرى المرصد الفلسطيني “تحقق” من حقيقة التصريح المتداول، من خلال البحث في المصادر العلنية، والرجوع إلى المواقع والقنوات الرسمية التابعة لحركة “حماس”، وتبين أن البيان مُلفق، ولم يصدر عن الحركة، بدليل عدم ورده في أي من منصاتها. كما نفت “حماس” صحة ذلك عبر قناتها في تطبيق “تيليغرام”، مؤكدة أنها مزورة، ولتعلن لاحقاً بتاريخ 18 أكتوبر/تشرين أول الجاري، عن استشهاد رئيس مكتبها، يحيى السنوار.
فبركة تصريح منسوب للسنوار عبر تصميم مزيف لموقع “الجزيرة نت”
تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تصميماً يُظهر تصريحاً منسوباً لرئيس حركة “حماس” الشهيد يحيى السنوار، يُزعم فيه أنه *”يُكفّر الملك عبد الله بن عبد العزيز، ويؤكد أن صلاة الغائب لا تجوز عليه، كما يُكفّر الشعب السعودي بسبب مبايعته.”*
بعد التحقق من قبل فريق مرصد “تحقق”، تبين أن التصميم مفبرك، ولم يُنشر أي تصريح مشابه في أرشيف موقع “الجزيرة نت” أو في أي مصدر إعلامي موثوق. كما أظهر الفحص وجود اختلافات في نوع وحجم الخط المستخدم مقارنةً بالخط الرسمي المعتمد لدى موقع “الجزيرة نت”، ما يدل على أن التصميم لا يتبع المعايير البصرية للموقع.
تصريح مُضلل منسوب لوزير المالية الإسرائيلي سموتريتش حول مكافأة مالية مرتبطة بمقتل السنوار
تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحاً منسوباً لوزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، زُعم فيه أنه قال: “منحنا الشخص الذي أبلغ الجيش عن موقع السنوار في منطقة تل السلطان مبلغ 10 ملايين دولار”، وذلك عقب الإعلان عن استشهاد رئيس حركة “حماس” يحيى السنوار في 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
تحرى المرصد الفلسطيني “تحقق” صحة الادعاء عبر البحث في المصادر العلنية العبرية والإعلامية باستخدام محركات البحث الرقمية، والعودة إلى الحسابات الرسمية التابعة لسموتريتش، وتبين أن الادعاء مضلل، إذ لم يصدر أي تصريح يتعلق بمكافأة مالية لمن أبلغ عن مكان السنوار.
إلا أن “سموتريتش” نشر عبر حسابه على منصة “إكس” تهنئة بمقتله، داعياً إلى تكثيف الضغط العسكري على غزة، وطالب بتوفير “ممر آمن” ومكافأة مالية لمن يعيد الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى “حماس”، ويسلّم سلاحه، ويغادر القطاع. من جانبها، أوضحت المصادر الرسمية والإعلامية الإسرائيلية أن الاشتباك الذي أسفر عن مقتل السنوار لم يكن نتيجة معلومات استخباراتية، بل وقع بمحض الصدفة.
فيديو مضلل عن احتفالات في غزة بعد إعلان مقتل يحيى السنوار
تداولت حسابات على منصتي “إكس” و”فيسبوك” مقطع فيديو يُزعم أنه يوثق احتفالات أهالي قطاع غزة بعد إعلان إسرائيل قتل رئيس حركة “حماس” يحيى السنوار.
بعد البحث والتحري، تبين أن الادعاء مضلل، إذ نُشر المقطع في حساب الناشط الفلسطيني عبود بطاح بتاريخ 1 أكتوبر/تشرين أول الجاري، ويُظهر الفيديو احتفالات تزامنت مع إطلاق الصواريخ الإيرانية على إسرائيل في ذلك الوقت، وعلق بطاح على الفيديو قائلاً: “فرحتنا بزفة العروس تل أبيب”. وهو ما يؤكده التدقيق الذي أجراه الزملاء في منصة “مسبار” القطرية.
تصميم مفبرك منسوب لموقع “الجزيرة-فلسطين” حول تصريح لخالد مشعل
تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تصميماً نُسب لموقع “الجزيرة-فلسطين”، يتضمن تصريحاً منسوباً لخالد مشعل يقول فيه: *”يجب لملمة أوراقنا وجمع شملنا، وأيادينا ممدودة لأي حل سياسي يحمي شعبنا، وموافقون لتولي منظمة التحرير كل الشأن الفلسطيني”.
تحرى فريق “تحقق” صحة الادعاء، بالعودة إلى منصة “الجزيرة-فلسطين”، ولم يجد الفريق نشراً للتصريح، ولا في أي من المنصات الأخرى التابعة لشبكة الجزيرة. وبالمقارنة مع التصاميم الرسمية الصادرة عن “الجزيرة-فلسطين”، يلاحظ وجود اختلاف في نوع الخط.
كما لم يُعثر على التصريح المنسوب لخالد مشعل عبر أي وسيلة إعلام فلسطينية، عربية، أو دولية معروفة بدقتها، وهو ما أكده أيضاً التدقيق الذي أجراه الزملاء في منصة “تيقن” الفلسطينية.
استشهاد يحيى السنوار خلال اشتباكات متبادلة في رفح
يذكر ان جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك” وجيش الاحتلال، أعلنا في 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، عن مقتل زعيم حركة “حماس” يحيى السنوار خلال اشتباكات في حي تل السلطان برفح. وأوضح البيان المشترك أن العملية جاءت ضمن نشاط عسكري مكثف استهدف مواقع يُعتقد أنها مخابئ لقادة “حماس”، لكن دون معلومات استخباراتية دقيقة حول وجود السنوار. وهو ما أكده المتحدث باسم الجيش، دانيال هاغاري، أن استهدافه لم يكن مخططاً، إذ لم يكن لدى الجيش علم بوجوده في المنطقة.
فيما وصفت وسائل إعلام إسرائيلية مقتل السنوار بأنه كان “بالصدفة”، حيث تحقق الجيش من الوقائع قبل الإعلان الرسمي. وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن وحدة “بيسلاخ” اشتبهت بوجود مقاتلين في مبنى مفخخ وأطلقت قذائف مدفعية عليه، ليُقتل السنوار دون معرفة هويته مسبقاً. في المقابل، نعت حركة “حماس” قائدها في بيان رسمي، مؤكدة استشهاده، في الوقت الذي نشرت مواقع إخبارية صوراً ومقاطع فيديو للسنوار بزي عسكري في لحظاته الأخيرة.
مصادر التحقق | مصادر الادعاء |
المرصد الفلسطيني “تحقق” | الادعاء الأول:
الادعاء الثاني: الادعاء الثالث: الادعاء الرابع: الادعاء الخامس: الادعاء السادس |