أبرز المعلومات الخاطئة التي رافقت حادثة تحطم المروحية الرئاسية الإيرانية

فاطمة الخطيبتدقيق المعلومات - تحقق

شهدت منصات التواصل الاجتماعي منذ يوم أمس الأحد جملة من المعلومات الخاطئة حول الطائرة الرئاسية الإيرانية التي سقطت في محافظة أذربيجان الشرقية غربي إيران، وأسفرت عن مقتل الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي، ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان ومسؤولين آخرين، حيث رافق الحادثة نشر وتداول لعدد من الصور والفيديوهات بعضها قديم وأخرى تم وربطها خطأً بالحادثة .

في هذا التقرير يستعرض المرصد الفلسطيني “تحقق” أبرز المعلومات التي تم رصدها من قبل فريق المرصد، وتم التحقق منها من خلال البحث العكسي بواسطة الأدوات الرقمية ومنها أداة البحث “INVD”، وهي على النحو التالي:

تداول مقطعي فيديو قديمين للرئيس الإيراني وربطهما بحادثة تحطم الطائرة

نشرت صفحات وحسابات اجتماعية عبر منصتي “إكس” و”فيسبوك” مقطعي فيديو قالوا إن الأول آخر ظهور الرئيس الإيراني بعد فقدان طائرته، أما المقطع الثاني عقبوا عليه بالقول: “مشاهد سابقة للرئيس الإيراني  وهو على متن المروحية التي اضطرت لهبوط صعب أمس الأحد”.

تحرى المرصد الفلسطيني “تحقق” أصل الفيديوهين، وتبين أنهما قديمان وليس لهما علاقة بحادثة فقدان المروحية، إذ يوثق المقطع الأول زيارة الرئيس إبراهيم رئيسي إلى محافظة “كهغیلویه وبویر أحمد” الإيرانية، وقد سبق لمواقع إعلامية إيرانية نشر مقطع الفيديو مع مشاهد أخرى في 4-5 من أكتوبر / تشرين الأول عام 2021، لافتين حينها إلى أن رئيسي طلب من سائق الحافلة إيقاف موكبه لمخاطبة مواطنين تجمعوا بالقرب من الموكب.

أما المقطع الثاني لزيارة رئيس الجمهورية الإيرانية إبراهيم رئيسي إلى سدّ النمرود في مدينة “فيروزكوه” بتاريخ 18 يناير/كانون الثاني الماضي، خلال جولة في مدن محافظة طهران  حسبما ذكرت مواقع إيرانية آنذاك، من بينها وكالة مهر الإيرانية.

فيديو قديم لسقوط مروحية في جورجيا عام 2022 متداول بأنه للمروحية الرئاسية الإيرانية 

نشرت حسابات عبر موقع اكس مقطع فيديو قالوا إنه يوثق لحظة تحطم طائرة الرئيس الإيراني أمس الأحد.

الفيديو المتداول ليس لسقوط مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وإنما لتحطم مروحية إنقاذ في منطقة “غودواري” شمال العاصمة الجورجية تبليسي، أثناء محاولتها إنقاذ اثنين من المظليين سقطا في وادٍ صخري، توفي أحدهما، وذلك بتاريخ 29 يوليو/ تموز 2022 بحسب عدد من المواقع الإخبارية من بينها  موقع “dailymail” الذي نشر الفيديو ومشاهد أخرى للحادثة آنذاك.

الصور ليست لحطام مروحية الرئيس الإيراني وإنما لمروحية تدريب للشرطة الإيرانية 

نشرت صفحات عبر منصات التواصل الاجتماعي ومواقع إلكترونية صورتين قالوا إنهما لحطام المروحية الرئاسية الإيرانية التي تحطمت أمس الأحد.

بعد تحري حقيقة الصورتين المتداولتين تبين أنها قديمتان ونشرتا عبر عدد من المواقع الإيرانية بتاريخ 22 إبريل/ نيسان 2020، من بينها موقع ” iran-rcc”, وأوضح الموقع أن الصور توثق تحطم طائرة تدريب تابعة لقوات الشرطة الإيرانية كانت تحلق في سماء ولاية “تونكابون” وتحطمت وسقطت في الغابات المحيطة بمدينة “مطالقو”، وذلك بسبب سوء الأحوال الجوية.

الفيديو قديم لطائرة مسيرة علقت بكوابل الكهرباء في سوريا

نشر حساب قريش عبر منصة إكس مقطع فيديو وعقب عليه بالقول: “حزب الله والحوثيون يرسلون طائرات للبحث عن طائرة الرئيس الإيراني لكنها تعلقت بأسلاك الكهرباء قبل خروجها من أراضيها”.

الطائرة المسيرة التي تظهر في الفيديو ليست إحدى الطائرات التي أرسلت لتعقب الطائرة الرئاسية الإيرانية، وإنما لمسيرة حربية مجهولة علقت بأسلاك الكهرباء في  منطقة قمر الدين شمالي شرق سوريا.

ونشر الفيديو سابقاً مع مصور أخرى للمسيرة عدد من المواقع الإلكترونية والإخبارية بتاريخ 20 شباط/فبراير العام الجاري، حيث أوضح ناشروه  بأن طائرة مسيّرة مجهولة المصدر علقت بكوابل كهربائية، فيما نشر تلفزيون سوريا المقطع ذاته بتاريخ 21 فبراير/شباط الماضي، موضحاً بأنه لطائرة مسيّرة حربية مجهولة علقت في خطوط الهاتف شرقي سوريا”، ونقل تلفزيون سوريا- إسطنبول عن مصادر محلية بأن الطائرة قد تتبع لإيران وكانت في طريقها لقصف إحدى قواعد “التحالف الدولي” في ريف بلدة الشدادي بسوريا.

كما نشر المقطع ذاته بتاريخ 12 إبريل /نيسان الماضي بالتزامن مع الرد الإيراني على قصف الاحتلال الإسرائيلي لمبنى القنصلي الإيرانية في العاصمة السورية دمشق”، وكان فريق المرصد أوضح حقيقته في حينه.

ومن خلال البحث في المصادر العلنية لم يجد فريق المرصد أي خبر بشأن إرسال “حزب الله” اللبناني، وجماعة “أنصار الله” الحوثيين مسيرات للبحث عن حطام المروحية الرئاسية الإيرانية، إلا أن وكالة “الأناضول” التركية أشارت إلى إرسال تركيا طائرة مسيرة تركية من طراز “أقينجي”، للمشاركة في أعمال البحث عن موقع تحطم المروحية بناء على طلب إيراني من السلطات التركية، فيما ذكرت قناة “روسيا اليوم” بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر بإرسال طائرتين متطورتين مع مروحيات خاصة إلى محافظة “تبريز” الإيرانية مع بعثة إنقاذ تضم 50 من رجال الإنقاذ الجبليين للمساعدة في العثور على المروحية الرئاسية الإيرانية.

هذا وأعلنت وكالات الأنباء الإيرانية نقلاً عن الهلال الأحمر الإيراني، وفاة الرئيس الإيراني، ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، وجميع من كانوا على متن المروحية ، بعد ما يقارب 15 ساعة من تحطم واختفاء المروحية الرئاسية التي كانت تقلهم خلال عودتهم من زيارة لمحافظة أذربيجان الشرقية، على الحدود مع  دولة أذربيجان، عقب مشاركته في مراسم افتتاح سد مشترك بين الدولتين.