تحققخاطئ

صحيفة “هآرتس” لم تورد خبراً يدعي طلب قيادة جيش الاحتلال من الأسير الإسرائيلي عومر شيم توف الاعتذار عن تقبيله رأس مقاتل من “القسام”

الادعاء
صحيفة هارتس: قيادة الجيش طلبت من الأسير عومر شيم توف الاعتذار عن تقبيله رأس مقاتل من “القسام” ورفضه ذلك.

تداولت صفحات اجتماعية على مواقع التواصل الاجتماعي خبراً منسوباً لصحيفة “هآرتس”، يفيد بأن قيادة جيش الاحتلال طلبت من أحد الأسرى تقديم اعتذار علني بسبب تقبيله رأس ملثم، إلا أنه رفض قائلاً: “أنا حر فيما أفعل، بل عليكم أنتم الاعتذار لي عن إهمالكم لي لمدة 15 شهراً”.

تحرى فريق الرصد العبري في المرصد الفلسطيني “تحقق” حقيقة الخبر المتداول، بالرجوع إلى المصادر العبرية، بما في ذلك صحيفة “هآرتس”، ولم يجد اصلاً للخبر المتداول.

بيد أن صحيفة “هآرتس” نشرت مقابلة مع شالي شم توف، والدة الأسير الذي أفرج عنه مؤخراً ضمن صفقة التبادل مع الفصائل الفلسطينية، عومر شيم توف، أكدت فيها أن ابنها احتُجز منفرداً في نفق لمدة 450 يوماً حيث عانى من الجوع والتعذيب النفسي. وأضافت أنه شعر بالارتياح لحظة عبوره إلى الجنود الإسرائيليين، وكان أول ما طلبه معانقة أخصائية نفسية بحثًا عن دفء إنساني.

وفي السياق نشرت هيئة البث الإسرائيلية “كان” أن عومر شيم توف أوضح أنه أكره على القبلة التي وجهها لأحد مقاتلي “القسام” خلال مراسم  الإفراج عنه في غزة، حيث قال: “الكلاب طلبت مني أن أفعل ذلك، ولم يكن لدي خيار” وفق ما نقلت الصحيفة.

وفي السياق ذاته، كتب مراسل هيئة البث الإسرائيلية “كان”، إيتاي بلومنتال، عبر حسابه في منصة “إكس” أن الرهائن المفرج عنهم أول أمس السبت، كانوا مقيدين ببعضهم البعض، مشيراً إلى أن المسلحين استخدموا حياتهم كوسيلة تهديد ضدهم.

فيما نقلت صحيفة “إسرائيل اليوم“، ما صرح به معلق كرة القدم لفريق اتحاد أبناء سخنين، سعيد حسنين، خلال مقابلة له مع  قناة الأقصى، إن الجندي الإسرائيلي عومر شم توف “قبّل القسامي عن طيب خاطر، لأنه يقدّر ويحترم ما فعلوه من أجله أثناء الأسر”، في إشارة إلى تعامل حركة “حماس” مع الأسرى خلال الحرب الأخيرة.

إسرائيل تؤجل الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين

أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان رسمي تأجيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، والذي كان مقرراً يوم السبت 22 فبراير/شباط الحالي، إلى حين ضمان إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين الآخرين، دون ما وصفته بـ”الطقوس المهينة”. وذكر البيان أن القرار جاء بسبب الانتهاكات المتكررة من قبل حماس، بما في ذلك استخدام الطقوس التي تهين كرامة الأسرى لأغراض دعائية.

ومن جانبها، استنكرت حركة ‘حماس” القرار، مؤكدة أن إسرائيل تسعى للهروب من التزامات الاتفاق.

واعتبر عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق، أن التذرع بـ “الطقوس المهينة” هو ادعاء باطل، مشدداً على أن المراسم لا تتضمن أي إهانة للأسرى، بل تعكس التعامل الإنساني الكريم. وأضاف أن الإهانة الحقيقية تكمن في تعذيب الأسرى وإذلالهم حتى لحظة الإفراج عنهم، مشيراً إلى أن الأسرى يتم إطلاق سراحهم وهم مقيدون ومعصوبو الأعين، مع تهديد لعائلاتهم بعدم إقامة أي احتفالات.

وفي السياق أفاد مسؤولون إسرائيليون في قناة “كان” أنه على الرغم من القرار الذي اتُخذ أمس بعدم إطلاق سراح الأسرى، فإنهم يتوقعون أن يتم حل الأزمة قريباً، على أن يتم الإفراج عنهم في وقت لاحق من هذا الأسبوع.

خلاصة التحقق
كشف تدقيق “تحقق” أن الخبر المنسوب لصحيفة “هآرتس” بشأن طلب قيادة جيش  الاحتلال الإسرائيلي من الأسير “عومر شيم توف” تقديم اعتذار علني بسبب تقبيله رأس مقاتل من “القسام” غير صحيح، حيث لم يجد فريق الرصد العبري في المرصد أصلاً للخبر المتداول، وما نشر عبر الصحيفة فقط تصريح لوالدته حول ظروف اعتقاله. إلا أن هيئة البث الإسرائيلية “كان” قالت إنه أرغم على تقبيل رأس المقابل وفق ما أوضحه الأسير للقناة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى