
الادعاء |
أقوى امرأة اخترقت مكتب نتنياهو؛ بدأت مترجمة في مكتبه، ثم تحوّلت إلى مناضلة تكشف أسرار الاحتلال للمقاومة. |
تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُزعم أنه يُظهر مترجمة في مكتب نتنياهو تتحوّل إلى مناضلة تكشف أسرار الاحتلال.
تحرى المرصد الفلسطيني “تحقّق” صحة الفيديو المتداول، وذلك عبر البحث العكسي عنه في المصادر العلنية، باستخدام تقنيات البحث الرقمي، وتبيّن أن الفيديو يتضمن عدة مقاطع؛ يعود المقطع الأول إلى مواد أرشيفية مصوّرة مأخوذة من الإنترنت، وتم دمج تعليق صوتي مُنتج بالذكاء الاصطناعي على المشاهد المعروضة.
ومن بين تلك المواد الأرشيفية، ظهرت صورة تجمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع المترجمة المزعومة، إلا أن الحقيقة هي أن الصورة خضعت للتلاعب والتعديل، وتبيّن أنها تعود إلى زوجته سارة نتنياهو أثناء حضورهما حفل تأبين لضحايا النازية في برلين بألمانيا، وقد نُشرت عبر وكالة “غيتي إيميجز – Gettyimages” للصور في 6 ديسمبر/كانون الأول 2012.كما تضمّن الفيديو صورة للمترجمة المزعومة في مكتب نتنياهو وهي ترتدي الثوب الفلسطيني، لكن بالتحقق، اتضح أن الصورة تعود إلى عارضة أزياء ظهرت في متجر إلكتروني باسم “زيتون”، حيث تم التلاعب بوجه العارضة لتبدو وكأنها شخصية أخرى.
إضافة إلى ذلك، ظهر في الفيديو مشهد يجمع بين نتنياهو والمترجمة المزعومة، إلا أن الحقيقة تؤكد أن المشهد مأخوذ من لقاء بين نتنياهو ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، جرى على هامش زيارته إلى روما في 15 مارس/آذار 2023، وقد نُشر عبر قناة وكالة “أسوشيتد برس” في موقع يوتيوب، والصورة الأخرى في الفيديو للقائه برئيسة الوزراء الإيطالية نشرت عبر موقع “أخبار فيرجيل – Notizie Virgilio” بتاريخ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأشار الموقع إلى أن الصورة لرئيسة الوزراء جورجيا ميلوني تستمع إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بعد عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وقد وتم التلاعب بالصورة أيضاً.
كذلك، ظهرت في الفيديو صورة أخرى لنتنياهو مع موظفته المزعومة، لكن بالتحليل، تبيّن أن الصورة متلاعب بها، حيث تعود النسخة الأصلية منها إلى لقطة تجمع نتنياهو وزوجته سارة خلال لقائهما بأفراد عائلات المحتجزين الأميركيين لدى “حماس”، في واشنطن بتاريخ 22 يوليو/تموز 2024، وقد نُشرت عبر موقع قناة “سي إن إن CNN” الأمريكية.
أما المقطع الثاني من الفيديو، فقد تبيّن أنه نُشر عبر قناة “Teórico de Conducir” على منصة يوتيوب بتاريخ 11 ديسمبر/كانون الأول 2024، ويتناول موضوع القيادة الواعية كأداة لتجاوز الخوف من القيادة (الأماكسوفوبيا) وتعزيز السلامة على الطريق، ويشرح أهمية التفكير في المشاعر والأفكار قبل القيادة، حيث إن القلق أو انعدام الثقة قد يؤثران على اتخاذ القرارات، مما قد يؤدي إلى سلوكيات خطرة. وقد تم تمويه الوجه في المقطع لإضفاء طابع من الواقعية عليه، ما يجعل من الصعب تمييزه عن المحتوى الحقيقي.
خلاصة التحقق |
كشف تدقيق “تحقّق” أن الفيديو المتداول مفبرك، حيث يتضمن مشاهد مأخوذة من مواد أرشيفية وصور معدلة رقمياً، إلى جانب مقاطع لا علاقة لها بالادعاء، مثل فيديو توعوي عن القيادة منشور على يوتيوب. وبذلك، فإن الادعاء بشأن “المترجمة المناضلة” لا أساس له من الصحة. |