
الادعاء |
تمكن سلاح الجو الإسرائيلي من القضاء على “خلية إرهابية” شمال قطاع غزة. |
نشر المتحدث باسم جيش الاحتلال بيانًا زعم فيه أن طائراته استهدفت “خلية عسكرية” في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، مدعيًا أن أفرادها أطلقوا طائرة مسيّرة وكانوا يسعون لتنفيذ مخططات ضد قوات الاحتلال المتمركزة في المنطقة.
تحقَّق المرصد الفلسطيني “تحقَّق” من صحة الادعاءات الواردة في بيان المتحدث باسم جيش الاحتلال حول هوية وخلفية المستهدفين في الغارة الجوية التي شنها الاحتلال أمس على منطقة بيت لاهيا شمالي غزة. وبعد التواصل مع مصادر مباشرة على صلة بالضحايا الذين استُهدفوا في الغارة، تبيَّن أن ادعاءات جيش الاحتلال بشأنهم مضللة ولا تستند إلى أي أدلة موثوقة.
ونفى مدير المكاتب الخارجية في مؤسسة “الخير” في غزة، محمد يوسف حسنة، لـ”تحقق” صحة مزاعم الاحتلال بشأن شهداء مجزرة بيت لاهيا، مؤكدًا أن جميع الضحايا من الطاقم الإغاثي للمؤسسة، الذين كانوا يعملون على مساعدة النازحين رغم تعرض زملائهم للاستهداف سابقًا، وأوضح أن عدد شهداء المؤسسة ارتفع إلى 13 شهيدًا نتيجة هذا الهجوم.
وأضاف حسنة أن الضحايا كانوا في لحظة القصف يعملون على تسليم مخيم إيواء في بيت لاهيا، يتضمن 1000 خيمة تركية مجهزة بالبنية التحتية لإيواء النازحين، إلا أن الاحتلال باغتهم بالصواريخ ثم حاول التغطية على جريمته بادعاءات باطلة.
ومن جهته، قال الصحفي والناشط الإنساني في “مؤسسة الخير”، علي أبو شنب، لـ”تحقَّق”، إنه كان من المفترض أن يكون مع الفريق لحظة القصف، لكنه غادر لتنفيذ مهمة أخرى، وأوضح أن الفريق كان يوثق افتتاح المخيم ومقابلات مع النازحين الذين تم إيواؤهم، مشيرًا إلى أن هذا المشروع هو الأول لفريقهم في مجال الإيواء في شمال القطاع ومدينة غزة، وأنهم يعملون منذ بداية الحرب في توفير المياه والطعام والمساعدات الطبية، وحفر الآبار، وتركيب أنظمة الطاقة، إلى جانب إنشاء مخيمات ومرافق خدمية إضافية لتخفيف معاناة النازحين.
في بيان صدر اليوم الأحد 16 مارس/آذار الجاري، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن بيان المتحدث باسم جيش الاحتلال مليء بالأكاذيب، ويهدف إلى تبرير استهداف الطاقم الإغاثي وتصوير الجريمة على أنها “عملية أمنية” دون أي دليل.
كشف البيان عن أخطاء فادحة في الادعاءات الإسرائيلية، منها:
- نشر صورة غير صحيحة للشهيد بلال أبو مطر.
- تقديم اسم خاطئ للشهيد محمود اسليم.
- ذكر اسم صهيب النجار رغم أنه ليس من بين الشهداء.
- تسجيل اسم غير دقيق للشهيد محمد الغفير.
- الادعاء بأن مصطفى حماد إعلامي، رغم أنه لا علاقة له بالإعلام أو العمل الإغاثي.
وأكد البيان أن جيش الاحتلال استند في بيانه إلى معلومات غير دقيقة تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي دون تحقق.
وشدد المكتب الإعلامي على أن المجزرة نُفِّذت عن سبق إصرار وترصُّد، حيث تعرض الطاقم للاستهداف مرتين بعد ملاحقتهم، رغم معرفة الاحتلال بطبيعة عملهم التي وثقتها طائراته المسيّرة. وأكد أن هذه الأكاذيب لن تعفي الاحتلال من المسؤولية، بل تكشف استراتيجيته في تبرير قتل المدنيين عبر تلفيق التهم للضحايا.
وبالعودة إلى التقارير الإعلامية وشهادات شهود العيان، تبيَّن أن الاحتلال استهدف بشكل مباشر مركبة كانت تقل عددًا من الصحفيين والفرق الإنسانية، ما أدى إلى استشهادهم، دون أي دليل يثبت أنهم كانوا مسلحين أو يشكلون تهديدًا، كما زعم جيش الاحتلال.
حماس: مجزرة بيت لاهيا جريمة حرب ومحاولة لإفشال اتفاق تبادل الأسرى
في بيان رسمي، قالت حركة “حماس” إن المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في بيت لاهيا، وأسفرت عن استشهاد 9 مدنيين، بينهم صحفيون وعاملون في المجال الإغاثي، تعد جريمة حرب وتصعيدًا خطيرًا يهدف إلى إفشال اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وأكدت الحركة أن الاحتلال تعمد قتل أكثر من 150 شهيدًا منذ بدء سريان الاتفاق في يناير الماضي، محملةً حكومة بنيامين نتنياهو مسؤولية تعطيل الاتفاق وإطالة معاناة الأسرى وعائلاتهم. كما طالبت الوسطاء والأمم المتحدة بالتحرك العاجل للضغط على الاحتلال لوقف هذه الجرائم وإلزامه بتنفيذ الاتفاق.
خلاصة التحقق |
كشف تدقيق “تحقَّق” أن الادعاءات الإسرائيلية حول استهداف “إرهابيين” في بيت لاهيا كاذبة ومضللة، إذ أظهر التدقيق أن القصف استهدف مركبة تقل طاقمًا إغاثيًا وصحفيين، ما أدى إلى استشهادهم دون أي دليل على صلتهم بأنشطة عسكرية. كما تبيَّن أن جيش الاحتلال استخدم بيانات غير دقيقة ومفبركة لتبرير الجريمة، مستندًا إلى معلومات غير موثوقة جرى تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي. |
مصادر التحقق | مصادر الادعاء |
|