
الادعاء |
رفات الرهينة شيري بيباس يبدو أنها اختلطت مع بقايا بشرية أخرى وسط الأنقاض بعد غارة جوية إسرائيلية. |
تداولت صفحات، على مواقع التواصل الاجتماعي، خبرًا نقلًا عن قنوات سكاي نيوز عربية والحدث والعربية، يتضمن تصريحًا منسوبًا لحركة حماس، يزعم أن الحركة وصفت رفات الفلسطينيين بـ”بقايا بشرية أخرى”، وهو ما أثار جدلًا واسعًا.
وقف المرصد الفلسطيني “تحقق” على حقيقة الادعاء المتداول، من خلال استخدام تقنيات البحث الرقمي في المصادر العلنية، بالرجوع إلى القناة الرسمية لحركة حماس على تيليجرام ومراجعة البيان الأصلي الصادر عن حركة حماس، وتبين أن الادعاء غير صحيح، إذ لم ترد في البيان عبارة “بقايا بشرية أخرى”.
بل أكد البيان أن السبب وراء تسليم رفات لسيدة فلسطينية بدلًا من رفات الأسيرة الإسرائيلية شيري بيباس هو وجود خطأ أو تداخل في الجثامين، إذ قالت الحركة في الشق الأخير من البيان: “لقد تلقينا من الأخوة الوسطاء ادعاءات ومزاعم الاحتلال، وسنقوم بفحص هذه الادعاءات بجدية تامة، وسنعلن عن النتائج بوضوح، كما نشير إلى احتمال وجود خطأ أو تداخل في الجثامين، قد يكون ناتجًا عن استهداف الاحتلال وقصفه للمكان الذي كانت تتواجد فيه العائلة مع فلسطينيين آخرين”
وبمقارنة النص الذي أوردته سكاي نيوز عربية مع البيان الأصلي لحركة حماس، يتضح وجود تحريف في الصياغة يغير المعنى ويؤدي إلى تضليل المتلقي، ما يسهم في تشويه سياق التصريح الأصلي، الذي لم يتضمن أي تعبير يقلل من شأن رفات الفلسطينيين أو ينزع عنها البعد الإنساني.
ويهدف هذا التحريف إلى تصوير حركة حماس على أنها تتعامل بلا مبالاة مع رفات الفلسطينيين، ما يعزز السردية التي تحاول إظهارها كجهة غير إنسانية، ويفتح المجال أمام استغلال هذا التصريح في الحملات الإعلامية التي تسعى إلى نزع الشرعية عنها.
يذكر أن المقاومة في غزة سلمت، يوم الخميس 20 فبراير/ شباط 2025، جثامين 4 قتلى إسرائيليين، أسرتهم المقاومة في غزة، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وجاء تداول هذا الادعاء بعد إعلان الاحتلال أن جثة الأسيرة شيري بيباس التي سلمتها المقاومة لا تتطابق مع نتيجة فحص الـ DNA وأنها تعود لسيدة فلسطينية.
وأفادت قناة الجزيرة، مساء الجمعة 21 فبراير/ شباط 2025، نقلًا عن مصدر خاص، أن كتائب القسام سلّمت جثمان الأسيرة الإسرائيلية شيري بيباس إلى الصليب الأحمر، وذكرت القناة 12 العبرية أن معهد الطب الشرعي الإسرائيلي أكد بعد الفحص أن الجثة تعود لها.
وفي سياق متصل ذكر الناطق باسم كتائب القسام أن المقاومة الفلسطينية ستفرج، اليوم السبت 22 فبراير/ شباط 2025، عن 6 أسرى إسرائيليين في إطار صفقة طوفان الأقصى، مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين من غزة الذين اعتُقلوا بعد السابع من أكتوبر، وعشرات الأسرى الفلسطينيين ذوي الأحكام العالية والمؤبدات، إضافة لعشرات الأسرى المفرج عنهم في صفقة شاليط والمعاد اعتقالهم.
خلاصة التحقق |
كشف تدقيق “تحقق” أن الادعاء مضلل، ولم ترد في بيان حماس أي إشارة إلى رفات السيدة الفلسطينية بوصفها “بقايا بشرية أخرى”، بل جرى تحريف النص لتغيير معناه وإعطائه دلالة سلبية. |
مصادر التحقق | مصادر الادعاء |