الادعاء |
مصاب في غزة يتظاهر بأنه “ضحية” لكنه يستخدم بالخطأ قدمه التي يدعى أنها مكسورة للسير عليها. |
تداولت حسابات غربية داعمة لإسرائيل عبر منصة إكس مقطع فيديو ادعوا أنه لشاب في غزة يتظاهر بأنه ضحية ومصاب، لكنه عن طريق الخطأ يستخدم القدم التي يدعي أنها مكسورة للسير عليها. ويضيف الادعاء: “الإعلام يكذب علينا بشأن ما يحدث في غزة. لماذا يحتاجون إلى التمثيل إذا كان هناك إبادة حقيقية؟”
وقف المرصد الفلسطيني “تحقق” على حقيقة الفيديو المتداول والادعاءات المرفقة، وذلك من خلال البحث في المصادر العلنية، وتبين أن المشهد المتداول غير صحيح وتم تصويره في مدينة النجف، جنوب غرب العاصمة العراقية بغداد، ونشر سابقاً عبر حساب مستخدم عراقي يدعى حيدر الأكرع في موقع “انستغرام” بتاريخ 8 ديسمبر/كانون الثاني.
وللاستيضاح حول حيثيات مقطع الفيديو، تواصل فريق المرصد مع صاحب الفيديو حيدر الأكرع الذي أوضح لـ”تحقق” أن المقطع المتداول هو مشهد تمثيلي تم تصويره في منطقة النجف بغرض الترفيه فقط، وأنه لا علاقة له بغزة أو الأحداث الجارية فيها.
الحرب في غزة: ارتفاع أعداد الضحايا وتفاقم المعاناة الإنسانية
يأتي تداول الفيديو في ظل استمرار الحرب في قطاع غزة منذ أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث شهدت غزة تصعيدًا عسكريًا كبيراً أدى إلى خسائر بشرية ومادية جسيمة. وفقًا لوزارة الصحة في غزة، حتى 12 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين 44,835 شخصًا، بالإضافة إلى إصابة 106,350 آخرين. وتشير التقارير الرسمية إلى أن الأطفال يشكلون نسبة كبيرة من الضحايا، حيث يمثلون حوالي 33%، بينما تشكل النساء 21%.
وتسببت العمليات العسكرية في تدمير واسع للبنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمراكز الصحية، مما أدى إلى أزمة إنسانية حادة. وفقاً لتقارير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، فإن 1.9 مليون شخص، أي ما يعادل 90% من سكان غزة، نزحوا من منازلهم، مع تعرض بعضهم للنزوح المتكرر. كما تم تدمير 34 مستشفى و68 مركزًا صحيًا، وإخراج 131 سيارة إسعاف من الخدمة، مما فاقم من معاناة السكان المدنيين. بالإضافة إلى ذلك، يعاني القطاع من نقص حاد في المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية، حيث أدى استمرار القتال إلى عرقلة جهود الإغاثة وتفاقم الأوضاع المعيشية للسكان.
يذكر أن حسابات غربية وأخرى داعمة لإسرائيل تواصل التشكيك بمعاناة الفلسطينيين جراء الحرب المستمرة في قطاع غزة، ضمن وسمي “باليوود” و”غزة وود”. وتسعى الحملتان إلى التشكيك بمعاناة الفلسطينيين من خلال الادعاء بفبركة الصور والفيديوهات التي توثق الجرائم والانتهاكات في غزة. وتستند هذه الحملات إلى تسليط الضوء على تفاصيل بسيطة أو أخطاء تقنية في بعض المقاطع لتأكيد مزاعمها، كما تعمم الأخطاء الفردية مثل استخدام لقطات قديمة أو مشاهد تمثيلية للإيحاء بأن المحتوى الفلسطيني بأكمله غير موثوق. يُضاف إلى ذلك استخدام مصطلحات مثل “باليوود” و”غزة وود”، والتي تهدف إلى التقليل من حجم المأساة وتصويرها كأنها حملة دعائية. وقد سبق للمرصد الفلسطيني “تحقق” أن سلط الضوء سابقاً على مثل هذه التقارير المضللة.
خلاصة التحقق |
كشف تدقيق “تحقق” أن المقطع المتداول، والذي ادعى ناشروه أنه لضحية في غزة تدعي إصابتها بكسر في قدمها، قبل أن يفتضح أمره بالسير عليها، هو في الحقيقة مشهد تمثيلي تم تصويره في مدينة النجف، جنوب غرب العاصمة العراقية، ونُشر سابقاً عبر حساب المستخدم العراقي حيدر الأكرع في 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وقد تم توثيقه بغرض الترفيه وفق ما أكده الأكرع لـ”تحقق”. |
مصادر التحقق | مصادر الادعاء |
التواصل المباشر مع المستخدم العراقي حيدر الاكرع.
النشر السابق للفيديو عبر حساب حيدر الأكرع في “انستغزام” بتاريخ 8 ديسمبر/كانون الأول |
Awesome jew |