تحققمُضلل

حسابات إسرائيلية تزعم أن الأسير ضياء الآغا قتل “رجلًا يهوديًا” مع إخفاء هويته كضابط إسرائيلي

حسان البرغوثي مدقق معلومات - تحقق
الادعاء
الأسير ضياء الآغا ضرب رجلاً أكبر منه سناً حتى الموت لمجرد أنه يهودي.

تداولت حسابات إسرائيلية وأخرى داعمة للاحتلال على مواقع التواصل الاجتماعي ادعاء يهدف إلى تبرير اعتقال الأسير الفلسطيني المحرر ضياء الآغا، حيث ادّعت أنه قتل “رجلًا يهوديًا”، في محاولة لنزع الطابع الإنساني عن عملية الإفراج عنه.

تحرّى المرصد الفلسطيني “تحقق” صحة الادعاء بالبحث في المصادر العلنية، وتبيّن أن الادعاء مضلل، حيث تُروج له حسابات إسرائيلية بهدف تشويه صورة الأسير المحرر ضياء الآغا.

وبخلاف ما نص عليه الادعاء، فإن ضياء الآغا اعتُقل بتاريخ 10 أكتوبر/تشرين الأول 1992، وصدر بحقه حكم بالسجن المؤبد، بتهمة تنفيذ عملية ضد مجمع مستوطنات “غوش قطيف”، التي كانت مقامة على أراضي خانيونس قبل انسحاب الاحتلال منها عام 2005. وأسفرت العملية عن مقتل مسؤول أمن المستوطنة، الضابط الإسرائيلي “ميتسا بن حاييم”، بعد استهدافه بمعول زراعي.

وكان بن حاييم أحد أفراد وحدة النخبة الإسرائيلية “سيرت متكال”، وفقًا لتقرير نشره موقع قناة الجزيرة بتاريخ 27 فبراير/شباط 2025. بالتالي فإن المزاعم الإسرائيلية تتجاهل أن القتيل لم يكن “مدنيًا يهوديًا”، بل ضابطًا عسكريًا إسرائيليًا رفيع المستوى.

 كما أشارت تقارير صحفية إلى أن “ميتسا بن حاييم” كان أحد المخططين والمنفذين لعملية “فردان” في بيروت عام 1973، التي أسفرت عن اغتيال القادة الفلسطينيين كمال عدوان، كمال ناصر، وأبو يوسف النجار،  إلى جانب مشاركته  في اغتيال القائد الفلسطيني خليل الوزير “أبو جهاد” في تونس عام 1988.

وقد تعمدت الحسابات الإسرائيلية إخفاء الهوية العسكرية للضابط المستهدف، بهدف تصوير المحرر ضياء الآغا على أنه قتل “رجلًا يهوديًا مدنيًا”، بدلًا من الاعتراف بأنه استهدف ضابطًا عسكريًا مسؤولًا عن عمليات اغتيال لقادة فلسطينيين، وبالتالي تشويه صورة الآغا ووصمه بارتكاب “جريمة جنائية”، بدلًا من الإقرار بأنه نفذ عملية مقاومة ضد الاحتلال. وذلك بهدف التأثير على الرأي العام العالمي، عبر كسب التعاطف الدولي مع الاحتلال الإسرائيلي، وإظهاره كطرف “مدافع عن الأبرياء”.

كما زعمت بعض الحسابات أن ضياء الآغا كان قد أُفرج عنه عام 2014، لكنه أعيد اعتقاله لاحقًا لمخالفته شروط الإفراج. لكن في الحقيقة كان من المفترض أن يتم إطلاق سراحه في مارس/آذار 2014، ضمن الدفعة الرابعة والأخيرة من الأسرى الفلسطينيين الذين كان من المقرر الإفراج عنهم في إطار مفاوضات السلام.

إلا أن الاحتلال الإسرائيلي ألغى الدفعة الرابعة ولم يلتزم بالاتفاق، مما أدى إلى استمرار اعتقال الآغا حتى الإفراج عنه في عام 2025.

وانتشرت هذه المزاعم بعد تداول فيديو يوثّق لحظة لقاء الأسير المحرر ضياء الآغا بوالدته، بعد 33 عامًا من الاعتقال في سجون الاحتلال. وقد أثار المقطع تعاطفًا واسعًا عبر منصات التواصل الاجتماعي.

هذا ونال ضياء الآغا حريته يوم الخميس، 27 فبراير/شباط 2025، ضمن الدفعة السابعة من صفقة تبادل الأسرى بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.

وكان من المقرر تنفيذ هذه الدفعة يوم السبت، 22 فبراير/شباط 2025، إلا أن الاحتلال أعاق تنفيذها بحجة ما وصفه بـ”المراسم الاستفزازية” التي نظّمتها المقاومة خلال تسليم المحتجزين الإسرائيليين في غزة.

خلاصة التحقق
كشف تدقيق “تحقق” أن المزاعم حول قتل الأسير المحرر ضياء الآغا لمسنٍّ مدني إسرائيلي مُضللة، حيث تعمدت الحسابات المروّجة لهذه الادعاءات إخفاء حقيقة أن القتيل كان ضابطًا عسكريًا إسرائيليًا، شغل منصب مسؤول أمن مستوطنة “غوش قطيف” آنذاك، وكان أحد أفراد وحدة النخبة الإسرائيلية “سيرت متكال”. كما كان من المشاركين في عمليات اغتيال القادة الفلسطينيين كمال عدوان، كمال ناصر، وأبو يوسف النجار في بيروت عام 1973، إضافة إلى مشاركته في اغتيال خليل الوزير “أبو جهاد” في تونس عام 1988.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى