تحققمُضلل

مركز الإحصاء الفلسطيني يفند ادعاء المسؤول السابق في الموساد بشأن انخفاض عدد سكان قطاع غزة إلى 700 ألف نسمة

غيداء حبايبةمدققة معلومات في- تحقق
الادعاء
مسؤول إسرائيل سابق يدعي أن عدد سكان قطاع غزة لا يتجاوز 700 ألف نسمة.

نقل موقع “كيبا” العبري عن المسؤول السابق في الموساد، عوديد عيلام، ادعاءه بأن عدد سكان قطاع غزة لا يتجاوز إلى 700 ألف نسمة فقط، وليس حوالي مليوني نسمة.

وقد أعادت بعض الحسابات الفلسطينية نشر هذا التصريح دون الإشارة إلى العدد الحقيقي لسكان القطاع أو التحقق من دقته، ما ساهم في تداول معلومات مضللة حول التعداد السكاني لغزة.

تحرّى المرصد الفلسطيني “تحقق” صحة الادعاء عبر البحث في المصادر العلنية والتواصل مع مركز الإحصاء الفلسطيني، ليتبيَّن أن التصريحات المنسوبة إلى المسؤول السابق في الموساد الإسرائيلي، عوديد عيلام، والتي وردت عبر موقع “كيبا” العبري، مضللة.

وأكد ذلك لـ”تحقق” لؤي شحادة، مسؤول العلاقات العامة والإعلام في مركز الإحصاء الفلسطيني، موضحًا أن عدد سكان قطاع غزة يُقدَّر بحوالي 2.1 مليون نسمة.

فيما أشار شحادة إلى انخفاض عدد السكان بنسبة 6% بحلول نهاية عام 2024، نتيجة استشهاد نحو 45,484 فلسطينيًا منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بالإضافة إلى مغادرة نحو 100 ألف فلسطيني للقطاع منذ بدء العدوان. لكنه شدّد على أن هذه المغادرة لا تعني هجرة دائمة، بل هي مغادرة مؤقتة بسبب الظروف الراهنة.

وأجرى “عيلام” مقارنة بين أوضاع النازحين في قطاع غزة نتيجة الحرب، وأوضاع النازحين واللاجئين في مناطق أخرى تعرضت للحروب والنزاعات. ففي تصريح له للقناة السابعة الإسرائيلية، قال: “في سوريا والأردن وتركيا والعراق، يعيش 3.3 مليون لاجئ في خيام منذ 13 عامًا، بالإضافة إلى 700 ألف أفغاني في باكستان يعيشون في ظروف مشابهة منذ أكثر من عقد”.

كما أكد في حديثه للقناة أن إعادة إعمار غزة ليست مسألة حتمية، بل يجب أن تكون جزءًا من عملية شاملة تشمل إصلاح النظام التعليمي وقضايا أخرى عديدة، ويتقاطع هذا الطرح مع تصريحاته لموقع “كيباه” حول إعمار غزة، والتي تضمنت إحصائية مضللة بشأن أعداد السكان في القطاع.

انخفاض عدد سكان قطاع غزة بنسبة 6% مع نهاية عام 2024

وفقًا تقرير مركز الإحصاء الفلسطيني، وبالاستناد إلى الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، فقد بلغ عدد الشهداء في قطاع غزة 45,484 شهيدًا، بينهم 17,581 طفلًا و12,048 امرأة، إضافةً إلى نحو 11 ألف مفقود، فيما أصيب حوالي 108,090 مواطنًا حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2024.

كما شهد القطاع مغادرة نحو 100 ألف فلسطيني منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي اندلعت في أعقاب أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 واستمرت خمسة عشر شهرًا، حيث أسفرت عن دمار واسع طال البنية التحتية والمجتمع الغزي.

ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، خلّفت الحرب أكثر من 50 مليون طن من الأنقاض، فيما قد يستغرق إزالتها 21 عامًا، بتكلفة تُقدَّر بنحو 1.2 مليار دولار، كما تضررت أو دُمِّرت أكثر من 245,000 وحدة سكنية، مما أدى إلى تشريد نحو 1.8 مليون شخص يحتاجون إلى مأوى طارئ. وشملت الأضرار البنية التحتية الأساسية، حيث تضرر 57% من مرافق المياه والصرف الصحي، إلى جانب أكثر من 200 منشأة حكومية، و136 مدرسة وجامعة، و823 مسجدًا، وثلاث كنائس.

وفي الضفة الغربية تستمر العملية العسكرية الكبيرة التي أطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 21 يناير/كانون الثاني 2025، تحت اسم “الجدار الحديدي”، مستهدفاً مقاومين مسلحين في جنين وطولكرم، وأسفرت العمليات عن نزوح نحو 40,000 فلسطيني وتدمير واسع للبنيات للبقاء لفترة طويلة.

واستمرت العمليات سبعة أسابيع، مستهدفة مخيمات اللاجئين في طولكرم ونور شمس وجنين، وسط تقارير عن مساعٍ لتعزيز أمن المستوطنات الإسرائيلية وفرض سيطرة أكبر على الفلسطينيين. وفي 12 مارس، أصيب شاب إسرائيلي في إطلاق نار قرب مستوطنة أرئيل، وأعلنت حماس مسؤوليتها عنه، مؤكدة أنه رد على العمليات العسكرية الإسرائيلية.

خلاصة التحقق
كشف تدقيق “تحقق” أن ادعاء أحد مسؤولي الموساد السابقين بشأن انخفاض عدد سكان قطاع غزة مضلل، حيث أكد مركز الإحصاء الفلسطيني أن عدد سكان غزة يُقدَّر بـ2.1 مليون نسمة وليس 700 ألف، وأن الانخفاض المسجل بنسبة 6% فقط يعود إلى استشهاد أكثر من 45 ألف فلسطيني
مصادر التحقق مصادر الادعاء 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى