تحققمُضلل

حسابات إسرائيلية تشكك في إصابة طفلة فلسطينية وتزعم أنها مُزيفة ضمن وسمي “باليوود” و”غزة وود”

فاطمة الخطيبتدقيق المعلومات - تحقق
الادعاء
حملتا “باليوود” و”غزةوود” تعقبان على مشاهد وصول أطفال شهداء ومصابين في ديرالبلح بالقول: “تصوير دخول طفلة غزية للمستشفى من زوايا متعددة يهدف إلى إثارة القلق والرعب لدى المشاهدين، ويعتبر جزءًا من دعاية تستغل الأطفال وتدعمها وسائل الإعلام والمراسلون”.

نشرت حسابات إسرائيلية، ومن بينها حساب إسرائيل بالعربية، عبر موقع التواصل الاجتماعي “إكس”، مقطعي فيديو لطفلة مُصابة، ادعوا أنهما مشاهد تمثيلية، وأرفقوها بتعليق: “ابداع لا مثيل له في الدراما الحمساوية، هذه الطفلة الغزية يتم تصوير دخولها للمستشفى من عدة زوايا ليخلق لدى المشاهد القلق والرعب، جانب سينمائي من الأساطير الحمساوية تدعمه قنوات، ومراسلون وعامة الناس، قائم على استغلال الأطفال للدعاية”.

وقف المرصد الفلسطيني “تحقق” على حقيقة الادعاءات المتداولة، ومن خلال البحث في المصادر العلنية، بواسطة أدوات البحث العكسي، والتواصل مع المصادر الحية،  تبين أن الادعاء مُضلل، والمشاهد حقيقية من مجزرة نفذها الاحتلال في دير البلح، وسط قطاع غزة.

مشاهد حقيقية من مجزرة دير البلح بتاريخ 28/08/2024

نُشر المقطعان من قبل الصحفي الفلسطيني هاني أبو رزق، عبر حسابه في تطبيق “إنستغرام”، وقد تم توثيقهما في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، لعائلة فلسطينية استهدفت بقصف إسرائيلي في محيط مدرسة المنفلوطي التي تؤوي نازحين شرق دير البلح بتاريخ 28 أغسطس/ آب الجاري.

ويظهر في الفيديو الأول طفل يحمل شقيقته الصغيرة وهي مصابة، وكان يسأل بحسب ما ظهر في المقطع  عن قسم الأشعة في المستشفى.

فيما يُظهر المقطع الثاني لحظة دخول امرأة إلى مستشفى شهداء الأقصى وهي تركض خلف شاب كان يحمل طفلتها المصابة، وأوضح موثقه الفيديو بالتعليق عليه قائلاً: “.. سيدة تبحث عن أبنائها بين المصابين”.

وفي تفاصيل الحادثة، أوضح موثق الفيديوهين الصحفي هاني أبو رزق لفريق “تحقق” حيثيات الفيديو بالقول: “هذه المشاهد حقيقية لعائلة فلسطينية استهدفها الاحتلال الإسرائيلي في محيط مدرسة المنفلوطي  في دير البلح يوم الأربعاء الماضي”.

وأضاف أبو رزق بأن المشهد الأول كان الطفل يحمل شقيقته داخل المستشفى إثر حالة خوف هستيري سيطر عليهما، في الوقت الذي كانت والدته تهرع في مكان لآخر داخل المستشفى تبحث عن باقي أفراد عائلتها.

وحول المشهد الثاني، أوضح أبو رزق أنه للحظة كانت فيها والدة الطفلة في حالة صدمة لأنها فقدت عددًا من أفراد عائلتها، وبعد أن دخلا مستشفى شهداء الأقصى أخذت طفلتها من أيدي الشاب لتطمئن بأنها ما زالت على قيد الحياة.

وتم توثيق الحادثة ذاتها من زوايا مختلفة وبمشاهد مختلفة، ففي مقطع فيديو آخر وصل إليه فريق “تحقق” للسيدة ذاتها، ظهرت وهي تحتضن طفلها الآخر بعد أن استشهد متأثراً بإصابته.

أما الطفل الظاهر في المشهد الأول من الادعاء، فقد ظهر في مشهد آخر وهو يحمل شقيقته،  حيث أوضح الطفل للصحفي في الفيديو الثاني ما حصل معهم بالقول: “كنا جالسين وأخوتي في الخيمة، و استهدفنا الاحتلال، ولا أعرف من بقي من عائلتي.. كلهم راحوا”.

وفي مشهد  آخر ظهر الطفلان يبكيان بعد فقدانهم عدد من أفراد عائلتهما.

ونُشرت عدد من الصور الأخرى التي توثق الحادثة، ولحظات وداع الشهداء في مستشفى شهداء الأقصى، فيما أظهرت صوراً أخرى لحظة قيام الطواقم الطبية بتقديم العلاج للطفلة المصابة التي ظهرت في مشهد الادعاء ضمن سياق التشكيك في حقيقة إصابتها، وهو ما يثبت حقيقة الحادثة.

شهداء في مجزرة إسرائيلية على مدرسة في دير البلح 

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد ثمانية مواطنين، في قصف لقوات الاحتلال الإسرائيلي،محيط مدرسة “المنفلوطي” التي تؤوي نازحين شرق دير البلح، ما أدى إلى استشهاد ثمانية مواطنين وإصابة آخرين بجروح.

 “باليوود، غزة وود” .. وسمان مترادفان لحملة إسرائيلية تشكك بمعاناة الفلسطينيين

منذ أحداث السابع من أكتوبر/تشرين أول 2023، وما أعقبها من حرب إسرائيلية على غزة، شهدت منصات التواصل حملات تضليل وتشكيك بشأن معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة، جراء الحرب المستمرة فيه، ضمن وسمي “باليوود” و”غزة وود”، وتركز الحملة على التشكيك في حقيقة موت الفلسطينيين، وتزعم بأنهم يزيفون إصاباتهم لكسب التعاطف والتأييد الدولي.

“باليوود_ Pallyoowd” مصطلح يتكون من لفظين هما “Palestine” (فلسطين) وهوليوود (منطقة تقع في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية. تشتهر بكونها مركز صناعة السينما والتلفزيون في العالم)، ويزعم مستخدموه أنّ الفلسطينيين يقومون بتمثيل إصابتهم وآلامهم ويكذبون بشأن القتلى و المصابين والضحايا.

واستخدم الوسم في حروب سابقة، من قبل حسابات تابعة لإسرائيل، للتشكيك في معاناة الفلسطينيين، فهو متداول منذ سنوات وانتشر أيضًا خلال العدوان الإسرائيلي على غزة في مايو/أيار 2021. إذ قامت الحسابات الإسرائيلية بالترويج لادّعاءات مضللة مشابهة بما يتم تداوله في الحرب الجارية، ونشرتها على مواقع فيسبوك وانستغرام وتويتر، وانتشرت أيضا في سياق التشكيك عام 2018.

فيما أطلق مصطلح “غزة وود” (GAZAWOOD)، حديثاً  خلال الحرب الإسرائيلية الجارية على غزة، على عكس حملة “باليوود” التي أطلقت في الحروب السابقة، وهي حملة ساخرة وجدت للأهداف ذاتها من التشكيك في آلام الفلسطينيين، لكن تم استبدال كلمة ” فلسطين ” بكلمة  “غزة” وربطها بمصطلح “هوليوود” .

أساليب الحملة المشككة بوسميها باليوود وغزة وود 

يستخدم مروجو الحملة أساليباً مختلفة في عرض المشاهد والادعاءات المشككة بالفلسطينيين، فمن ضمنها إعادة تدوير مشاهد وادعاءات تشكك في حقيقة موت الفلسطينيين من خلال نشر فيديوهات حقيقية بالأساس لكن تعرض بأسلوب مشكك وساخر وأنها مشاهد تمثيلية، وفي بعض الوقت يتم إضافة بعض التعديلات على تلك الفيديوهات مثل تبطيء بعض المشاهد أو التقريب على بعض منها لتركيز الانتباه عليها ضمن رؤية مروجيها.

وفي أسلوب آخر، من خلال نشر مشاهد تمثيلية من أفلام ليس لها علاقة بفلسطين، ويتم تداولها بأنها في غزة، وتم تزويرها من قبل أهالي القطاع.

كما استغلت مشاهد تمثيلية تضامنية مع الأحداث الجارية في غزة وادعوا أيضاً أنها من تزييف الفلسطينين.

ولم تكتف الحملة بالأساليب المذكورة أعلاه، بل تختلق أساليب جديدة باستمرار لخدمة أهدافها، والمتمثلة بشكل أساسي في كسب التأييد الدولي لإسرائيل، وتشتيت الانتباه عن الواقع الحقيقي في قطاع غزة،  وكان فريق ” تحقق” فند جزءاً كبيراً منها وما زال يتابع الحملة ويوضح حقيقة ادعاءاتها بشكلٍ متواصل.

استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة 

تتواصل الحرب في قطاع غزة لليوم 330، ووفقًا لتقرير وزارة الصحة الفلسطينية، الصادر  اليوم السبت 31 أغسطس، ارتكب جيش الاحتلال 5 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة  وصل منها للمستشفيات 89 شهيد و205 إصابة،  مما رفع حصيلة ضحايا الحرب إلى ما يزيد عن 40 ألف شهيداً فلسطينياً، وأكثر من 93 ألف إصابة.

خلاصة التحقق
المشاهد حقيقية، وتوثق اللحظات الأولى لوصول عائلة فلسطينية إلى مستشفى شهداء الأقصى، إثر تعرضها لقصف إسرائيلي في محيط مدرسة المنفلوطي التي تؤوي نازحين شرق دير البلح بتاريخ 28 أغسطس/ آب الجاري، وهو ما تؤكده فيديوهات وصور أخرى تم توثيقها من زوايا مختلفة.
مصادر التحقق مصادر الادعاء 
  1. فيديو توثيقي آخر للحادثة.
  2. هاني أبو رزق.
  3. قدس فيد.
  4. وكالة الأنباء الفلسطينية  وفا.
  5. المرصد الفلسطيني “تحقق”.
  6. المرصد الفلسطيني “تحقق”.
  7. المرصد الفلسطيني “تحقق”.
  8. وزارة الصحة الفلسطينية.
  1. إسرائيل بالعربية
  2. Louise franse 75
  3. gazawood
  4. pep fotetx
  5. Javiearson

مصادر مؤرشفة:

المصدر الأول.

المصدر الثاني.

المصدر الثالث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى