تحققخاضع للتلاعب

الفيديو مُفبرك وليس لطفل حديث الولادة في غزة

حسان البرغوثي مدقق معلومات - تحقق
الادعاء
 مولود جديد من غزة يرفع اشارات النصر بكلتا يديه وهو يبتسم

تداول مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر طفلًا حديث الولادة، يبكي للحظات قبل أن يبتسم ويرفع يديه في حركة شبيهة بشارة النص، وعقبوا عليه بالقول:”مولود جديد في غزة يرفع شارة النصر”.

تحقّق المرصد الفلسطيني “تحقّق” من صحة المقطع المتداول، من خلال البحث العكسي باستخدام أدوات وتقنيات البحث الرقمي في المصادر العلنية، إذ تبين أن الادعاء خاطئ، و الفيديو  نُشر عبر قناة يوتيوب تُدعى AfterBirth،  في  27 كانون الأول/ديسمبر 2024 ، ضمن مجموعة لقطات لأطفال حديثي الولادة، وفي تلك النسخة من الفيديو، لا يظهر أن الطفل قام بأي حركات مشابهة لتلك التي ظهرت في الفيديو المُعدل، ما يعزز فرضية التلاعب الرقمي.

وفي 2 مايو/أيار الجاري،  نشرت القناة ذاتها مقطع الفيديو ، مُعدلاً من خلال ظهور شارة النصر المتداولة في الادعاء، دون أي إشارة إلى أن الفيديو في قطاع غزة.

وتُعرف القناة نفسها في صندوق الوصف، أنها مُتخصصة بنشر فيديوهات تحتوي على لقطات مجمعة لأطفال حديثي الولادة، من مختلف الأعراق، وغالبًا ما يتم نشر المقاطع بشكل منفصل، يظهر فيها كل طفل على حده، وتكون عادةً على شكل فيديوهات قصيرة (shorts).

وبالبحث في المصادر الإعلامية الموثوقة التي تُعنى بتغطية الأحداث في قطاع غزة، لم يُعثر على أي دليل يثبت صحة هذا الحدث، كما لم تنشر أي جهة إعلامية محلية أو دولية خبرًا عن ولادة طفل يرفع شارة النصر.

تحليل تقني يُظهر مؤشرات واضحة على التعديل الرقمي في المقطع المتداول

أظهر تحليل فريق “تحقّق” للفيديو المتداول عدة مؤشرات تقنية تدل على خضوع المقطع لتعديلات رقمية جزئية، لا سيّما في تعابير الوجه وحركة اليدين، باستخدام أدوات متقدمة مثل Adobe After Effects أو تقنيات تتبع وتعديل الوجه (Face Tracking).

وقد لوحظ في المقطع تغيّر غير طبيعي في ملامح وجه الطفل، خاصة عند لحظة الانتقال من البكاء إلى الابتسامة، حيث تتحرك زوايا الفم والخدين بسلاسة مبالغ بها لا تتناسب مع ردود الفعل العفوية لطفل حديث الولادة، ما يعزز فرضية التعديل الرقمي لإنتاج تعبير مُوجَّه.

كما يظهر اختلاف واضح في لون البشرة وحدة الإضاءة عند لحظة الانتقال بين اللقطات الأصلية وتلك المعدلة، دون أي تغيّر في الخلفية، مما يشير إلى احتمال استخدام تقنيات Layer Compositing للتعديل على أجزاء معينة من الصورة بمعزل عن باقي العناصر.

ويُلاحظ كذلك حصول تكبير مفاجئ (Zoom In) على وجه الطفل أثناء الانتقال بين اللقطات، وهي تقنية تُستخدم غالبًا لإخفاء آثار التعديل أو لتسهيل تطبيق المؤثرات البصرية على منطقة محددة دون التأثير على كامل الإطار.

ومن خلال مراجعة محتوى قناة AfterBirth، تبيّن أن جميع الفيديوهات المنشورة يتم إنتاجها بطريقة مشابهة، مع اختلاف أدوات وتقنيات التعديل بين مقطع وآخر، حيث تُجرى أحيانًا تعديلات على ملامح الوجه أو حركة اليدين وذلك بهدف إضفاء تعابير أو إشارات محددة على الطفل.

أما فيما يتعلق بحركة اليدين، فقد ظهرت اليد اليسرى للطفل (المُشاهدة على يمين الشاشة) في وضعية غير طبيعية، لا سيما في أصبعي الخنصر والبنصر، اللذين يبدوان متخشبين أو مشدودين بطريقة يصعب أن تكون تلقائية، وتعزز هذه التفاصيل احتمال استخدام أدوات تعديل موضعي مثل Puppet Tool أو Rotoscoping لتشكيل “شارة النصر” بدقة.

كما وثّق فريق “تحقق” عدة فيديوهات منشورة على القناة ذاتها لأطفال آخرين، تظهر فيها تعديلات رقمية واضحة تحاكي قيام الطفل بحركات مثل “رفع شارة النصر” أو “إشارة الإعجاب (لايك)” أو غيرها من الإيماءات المُلفّقة، ويؤكد ذلك أن القناة تتبع أسلوب إنتاج يستند إلى التعديل الرقمي الموجّه، وليس التوثيق العفوي.

خلاصة التحقق
 كشف تدقيق مرصد “تحقّق” أن الفيديو المتداول لطفل حديث الولادة، وهو يرفع شارة النصر، ليس في غزة،  فقد تبيّن أن المقطع نُشر عبر قناة أجنبية متخصصة في نشر محتوى مُعدّل رقميًا، دون أي إشارة إلى غزة، وأظهر التحليل التقني وجود تعديلات رقمية واضحة على تعابير وجه الطفل وحركة يديه، ما يؤكد أن المشهد مفبرك رقميًا، وليس توثيقًا للحظة حقيقية.
مصادر التحقق مصادر الادعاء 
  النشر السابق للفيديو دون تعديل عبر قناة AfterBirth بتاريخ 27 كانون الأول/ديسمبر 2024 اللقطة تظهر في الفترة الزمنية (2:32 – 2:50)

النشر السابق للفيديو المفبرك عبر عبر قناة AfterBirth بتاريخ 2 أيار/مايو 2025

  1. أبو نافع البلبالي
  2. Monastir TV
  3. يحيى احمد عثمان
  4. Najeh Khalil
  5. سيدي أحمد مولود
  6. Mohammed Saraa
  7. مركز القدس للدراسات والاعلام والنشر
  8. Amara Amar
  9. sel_ma88
  10. Khaled Ramadan
  11. قبيلة الترابين/مخيم غزة
  12. Mohamad Almir
تم انتاج هذه المادة ضمن مشروع يلا تحقق بدعم من المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية EED

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى