
الادعاء |
“هل يمكن لأحد أن يشرح لي ما الذي يحدث في هذا المشهد؟ لا تظهر على جسد الرضيع أي إصابات واضحة، فقط بقع دم على الجزء الخارجي من الحفاظة، ومع ذلك نرى السائق يحاول تنفيذ الإنعاش القلبي الرئوي بطريقة خاطئة، بينما يجلس المُسعف في المقعد المجاور منشغلًا بتصوير الحدث بدلاً من التدخل لإنقاذ حياة الطفل! وإذا كان الهدف حقًا هو إنقاذ حياة، فلماذا لا يوجد الرضيع في المقعد الخلفي مع المُسعف الذي يُفترض أن يؤدي المهمة؟ كل تفاصيل هذا الفيديو تبدو عبثية وتفتقر إلى أي منطق”. |
نشرت حسابات إسرائيلية وأخرى داعمة للاحتلال الإسرائيلي مقطع فيديو يظهرُعملية إنعاش رضيع داخل مركبة إسعاف، زاعمةً أن المشهد مفبرك وغير حقيقي.
وجاء في الادعاء: “هل يمكن لأحد أن يشرح لي ما الذي يحدث في هذا المشهد؟ لا تظهر على جسد الرضيع أي إصابات واضحة، فقط بقع دم على الجزء الخارجي من الحفاظة، ومع ذلك نرى السائق يحاول تنفيذ الإنعاش القلبي الرئوي بطريقة خاطئة، بينما يجلس المُسعف في المقعد المجاور منشغلًا بتصوير الحدث بدلاً من التدخل لإنقاذ حياة الطفل! وإذا كان الهدف حقًا هو إنقاذ حياة، فلماذا لا يوجد الرضيع في المقعد الخلفي مع المُسعف الذي يُفترض أن يؤدي المهمة؟ كل تفاصيل هذا الفيديو تبدو عبثية وتفتقر إلى أي منطق”.
تحرّى المرصد الفلسطيني “تحقق” صحة الفيديو والادعاء المتداول، وذلك بالبحث العكسي عنه في المصادر المفتوحة، وبالتواصل مع المصادر الحية ذات العلاقة، وتبيّن أن الفيديو نُشر سابقًا عبر حساب الصحفي محمود اللوح على “إنستغرام” بتاريخ 1 حزيران/يونيو الجاري، ويُظهر محاولة أحد المسعفين إنعاش رضيع أثناء نقله إلى المستشفى.
وفي السياق، تواصل فريق المرصد مع الصحفي محمود اللوح، موثّق الفيديو، الذي أوضح أن سيارة الإسعاف كانت تقلّ عددًا من الجرحى في المقعد الخلفي، حيث كان أحد المسعفين يعمل على تضميد جراحهم، وكان الطفل الرضيع مشعل السلول (4 شهور)، مصاباً بجروح حرجة، ويرقد إلى جانبهم.
وأكد اللوح أن الطفل الذي كان من بين المصابين داخل سيارة الإسعاف، بدا عليه توقّف التنفّس، ما دفع المسعف لمحاولة إنعاشه أثناء الطريق، رغم صعوبة الوضع داخل المركبة، مشيراً إلى أن القصف تسبّب أيضًا في استشهاد والدة الطفل وشقيقته وجدته، إضافة إلى إصابة آخرين من العائلة.
كما أفاد المسعف عبد غراب، الذي ظهر في الفيديو يقدم الإسعاف الأولي للطفل الرضيع، بأن كان مصابًا بشظية في الشريان الرئيسي أسفل البطن، مع كسر في الجمجمة، وتطاير جسده من مكانه بفعل الانفجار، وأضاف قائلاً: “كانت سيارة الإسعاف ممتلئة بالمصابين، ولم نجد مكانًا إلا بجانب السائق لوضع الطفل، وكان في أنفاسه الأخيرة، وحاولنا إنعاشه رغم خطورة وضعه”، قبل أن يعلن عن استشهاده لاحقاً.
ارتفاع حصيلة الحرب الإسرائيلية على غزة الى 54 ألفا و510 شهداء
هذا أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أن حصيلة الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ارتفعت إلى 54,510 شهيدًا و124,901 إصابة، من بينهم آلاف الضحايا الذين سقطوا خلال الغارات الأخيرة على مناطق مدنية ومخيمات النازحين.
ومنذ استئناف الهجوم في 18 آذار/مارس 2025، بعد تعثّر اتفاق التهدئة، بلغ عدد الشهداء 4,240، وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية ضمن ما تسميه “عربات جدعون”، وسط دعم أمريكي، وحصار خانق فاقم الوضع الإنساني الكارثي في القطاع.
خلاصة التحقق |
كشف تدقيق مرصد “تحقّق” أن الفيديو المتداول، الذي يُشكك في عملية إنعاش طفل داخل مركبة إسعاف، هو مقطع حقيقي، إلا أنه استُخدم في سياق مضلل. وقد تبيّن أن الفيديو نُشر عبر حساب الصحفي محمود اللوح، الذي أوضح للمرصد أن الطفل مشعل السلول (4 أعوام) كان يعاني من إصابة حرجة، وقد حاولت الطواقم الطبية إنعاشه وسط ظروف بالغة الصعوبة داخل المركبة، قبل أن يُستشهد. وقد أكّد هذه الرواية أيضًا المسعف عبد غراب، الذي ظهر في الفيديو وشارك في عملية الإسعاف. |
مصادر التحقق | مصادر الادعاء |
|
تم انتاج هذه المادة ضمن مشروع يلا تحقق بدعم من المؤسسة الأوروبية من أجل الديمقراطية EED | ![]() |