البوابات العسكريّة في الضفة الغربية: بين الواقع الميداني والادعاءات حول دلالات ألوانها

| الادعاء |
| “ألوان البوابات المنتشرة في الضفة الغربية تشير إلى أن اللون البرتقالي يعني أن البوابة مغلقة غالبًا، بينما يدل اللون الأصفر على أنها مفتوحة، ويُخصص الأخضر للعبور بتصاريح خاصة، في حين يُستخدم اللون الأزرق أو الأسود للإشارة إلى أن المنطقة مصنفة كـ”منطقة عسكرية مغلقة” |
تداولت صفحاتٌ إخبارية واجتماعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورةً مرفقةً بنصٍّ يوضّح دلالات ألوان البوابات المنتشرة في الضفة الغربية، وجاء فيه أن اللون البرتقالي يشير إلى أنّ البوابة مغلقة في الغالب، بينما يدلّ الأصفر على أنها مفتوحة وتسمح بحركة التنقّل، في حين يُخصَّص الأخضر للعبور وفق تصاريح خاصة. أمّا الأزرق أو الأسود، فيُستخدمان للدلالة على أن المنطقة مصنّفة “عسكرية مغلقة”.

تحرّى المرصد الفلسطيني “تحقّق” صحة الدلالات المنسوبة للألوان المستخدمة في طلاء البوابات الحديدية في الضفة الغربية، من خلال البحث في المصادر المفتوحة، باستخدام تقنيات البحث الرقمي، بالإضافة إلى الاطّلاع على الوثائق والمواد المنشورة في المواقع الرسمية الإسرائيلية والمؤسسات الدولية، والتواصل مع المصادر المباشرة ذات العلقة.
وتبيّن أن المصادر، بما في ذلك موقع الجيش الإسرائيلي ووسائل الإعلام العبرية، لم تشر إلى وجود تصنيف عسكري رسمي للألوان المستخدمة على البوابات الحديدية في الضفة الغربية، إذ يتركّز الحديث غالبًا على الإجراءات الأمنية والتصاريح، من دون الإشارة إلى دلالات لونية محددة.
كما لم يعثر فريق المرصد على أيّ دليلٍ رسميٍّ في المصادر الإسرائيلية يُثبت وجود دلالات أمنية أو تشغيلية لتلك الألوان. علاوةً على ذلك، لم يُرصد وجود بوابات باللونين الأزرق أو الأسود في مناطق الضفة الغربية، التي يواصل الاحتلال تعزيز وجوده فيها من خلال إقامة المزيد من البوابات، وفق ملاحظات فريق المرصد الميدانية.
في السياق، تواصل فريق المرصد مع مراسل التلفزيون العربي في القدس عبد القادر عبد الحليم، الذي أوضح لتحقّق أن البوابات في بعض المستوطنات أو التجمعات الصغيرة داخل الأراضي المحتلة ليست موحّدة من حيث اللون أو الشكل.
وبيّن أن بعض هذه البوابات تكون باللون الأصفر، لكن ذلك لا يعني أن جميعها كذلك، إذ يختلف شكلها من منطقة إلى أخرى، ولا يوجد نمط ثابت يربط اللون بموقع أو تصنيف محدد.
وأضاف أن هذه البوابات تُستخدم عادة في التجمعات الصغيرة التي تضم مئات أو بضعة آلاف من السكان، وغالبًا ما يكون عندها حارس دائم، بخلاف البوابات الموجودة في الضفة الغربية التي تُغلق وتُفتح بشكل غير منتظم.
وأشار عبد الحليم إلى أن هذه البوابات تُغلق عادة في ساعات المساء، ويتولى الحارس فحص المركبات الداخلة والخارجة، فيما تستخدم بعض المواقع نظام اتصال داخلي (Intercom) مزوّد بكاميرا، بحيث يتم فتح وإغلاق البوابة عن بُعد من قِبل الحارس.
وأوضح أن اللون الأصفر هو الأكثر انتشارًا، لكن هناك أيضًا بوابات زرقاء وخضراء في بعض المواقع، دون أن يكون لذلك أي دلالة مرتبطة بالموقع الجغرافي أو بالتصنيف الإداري للمكان، مشيرًا إلى أن بعض القواعد العسكرية تحتوي على بوابات خضراء، لكن اللون لا يرتبط بأي تصنيف رسمي أو أمني محدد.
وأرفق عبد الحليم بمجموعة من الصور لفريق المرصد، تُبيّن تنوّع ألوان وأشكال هذه البوابات في مواقع مختلفة، ما يعزّز الاستنتاج بعدم وجود معيار موحّد في هذا الشأن.
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
يشير ذلك إلى أن بعض البوابات العسكرية داخل الخط الأخضر تحمل ألوانًا تختلف عن النمط السائد في الضفة الغربية، بحسب ما أكّده الصحفي عبد الحليم لـ”تحقق”. ويتوافق هذا الطرح مع إفادة شاهدة عيان عربية من بلدة كفر قرع (جنوب شرق حيفا)، فضّلت عدم الكشف عن اسمها خشية الملاحقة من قِبل سلطات الاحتلال، إذ أوضحت أن البوابات الخضراء تُستخدم عند بعض المستوطنات المقامة على حدود الضفة الغربية، مثل مستوطنة “كاتسير”.
في المقابل، يقيم الاحتلال بوابات زرقاء وسوداء في المناطق التابعة للمستوطنات داخل الأراضي المحتلة عام 1948، وتؤدي هذه البوابات إلى معسكرات للجيش أو إلى مستوطنات داخل الخط الأخضر، حيث تتفرع إلى مواقع عسكرية أو مناطق مغلقة.
ومن خلال المتابعة الميدانية لفريق “تحقّق”، واستنادًا إلى المعلومات التي تمّ الحصول عليها من مصادر حية ومباشرة، تبيّن أن توزيع ألوان البوابات يتم وفق الجدول التالي:
| البوابات حسب اللون | المواقع التي تتركز فيها البوابات |
| البوابات البرتقالية | أغلب مداخل القرى الفلسطينية |
| البوابات الصفراء | أغلب مداخل المدن الفلسطينية وبعض مداخل البلدات الفلسطينية |
| البوابات الخضراء | بعض المستوطنات على حدود الضفة الغربية مثل “مستوطنة كاتسير” |
| البوابات الزرقاء | تتركز في المناطق المرتبطة بالمستوطنات داخل الأراضي المحتلة عام 1948 خاصة المؤدية إلى معسكرات جيش أو مستوطنات في داخل الخط الأخضر |
| البوابات السوداء | المداخل المرتبطة بالمستوطنات داخل الخط الأخضر |
ومع ذلك، لا يوجد أي مصدر رسمي أو جهة مختصّة قدّمت تفسيرًا لألوان البوابات، كما لم تؤكّد صحّة الدلالات المتداولة بشأن ألوان البوابات العسكرية في الضفة الغربية.
وحصل مرصد “تحقّق” على مجموعة من الصور التي زوّده بها صحفيون ميدانيون، توثّق البوابات الحديدية المُقامة على مداخل عدد من القرى الفلسطينية المحيطة بمدينة نابلس، ومنها بيت دجن شرقًا، وبيتا جنوبًا، وقصرة جنوب شرق المدينة، إضافة إلى حاجز المربعة عند المدخل الجنوبي الغربي لنابلس.
ويُلاحظ على سبيل المثال، أن مدخل قرية بيت دجن تضم بوابة باللون الرمادي، ما يُضعف صحة الادعاءات المتداولة بشأن دلالات الألوان، ويعزّز الاستنتاج بأن الألوان المستخدمة على البوابات لا تخضع لأيّ تصنيف عسكري أو لوجستي موحّد.
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
استخدام اللونين الأصفر والبرتقالي لتنبيه المارة والسائقين إلى وجود البوابات خلال الليل
وبهدف توضيح الغرض من اعتماد اللونين الأصفر والبرتقالي، بوصفهما اللونين الأساسيين للبوابات العسكرية في الضفة الغربية، أوضح مهندس بلدية نابلس، سائد سالم، لـ”تحقّق” أن الهدف من طلاء البوابات أو خطوط المشاة بهذين اللونين هو تعزيز الانعكاس الليلي، إذ تتميّز هذه الألوان بقدرتها العالية على عكس الضوء في الظلام، ما يسهم في رفع مستوى الرؤية وضمان السلامة العامة.
وبيّن سالم أن هذه الألوان تُستخدم أيضًا في طلاء المطبّات ووضع العواكس عليها، وكذلك في الخطوط الصفراء التي تحدد حدود الشوارع، مشيرًا إلى أنه تمّ اعتماد اللون الأصفر حديثًا بدلًا من الأبيض، بعد تلقي شكاوى من المواطنين بشأن ضعف انعكاس اللون الأبيض ليلًا، في حين تعتمد بعض الدول اللون الأحمر للغرض ذاته.
وأضاف أن السترات التي يرتديها العاملون تكون عادةً باللون البرتقالي أو الفسفوري، نظرًا لقوة انعكاسه في الليل، مشيرًا إلى أن هذا التوجّه في استخدام الألوان يُعد توجّهًا هندسيًا عالميًا يُطبّق في تصميم البوابات والشوارع لتحسين الرؤية وضمان السلامة في مختلف الظروف.
خبير عسكري: “ألوان البوابات أداة نفسية ورمزية للهيمنة والسيطرة”
في هذا السياق، تواصل فريق المرصد مع الخبير العسكري الأردني اللواء محمد الصمادي، الذي أوضح أن استخدام الألوان على الحواجز والبوابات الإسرائيلية لا يمكن النظر إليه كإجراء تنظيمي بحت، بل يدخل ضمن سياسات مدروسة تهدف إلى التأثير النفسي على الفلسطينيين.
وأضاف قائلاً: “إن اختيار ألوان مرتبطة بالخطر والتحذير، مثل الأحمر والبرتقالي والأصفر، ليس عشوائيًا، بل يعكس بُعدًا استراتيجيًا واضحًا؛ إذ يساعد الجنود على قراءة المشهد بسرعة، وفي الوقت نفسه يرسّخ شعورًا دائمًا بالضغط والتوتر لدى الفلسطينيين”.
وفيما يتعلق بالبوابات الحديدية المنتشرة على الطرق في الضفة الغربية، يرى الصمادي أن المسألة تتجاوز مجرد طلاء سطحي؛ فوجود ألوان متباينة على هذه البوابات والمتاريس يشير إلى وظيفة رمزية ونفسية أكثر من كونها اختيارًا شكليًا. فالألوان تسهّل على الجنود والمستوطنين التمييز بين الحواجز، واتخاذ قرارات فورية بشأن الإغلاق أو السماح بالمرور، ما يبسّط الإجراءات ويقلّل من احتمالات الخطأ في الميدان.
لكن التأثير لا يقتصر على الجانب العملي؛ إذ يمكن النظر إلى هذه الألوان كجزء من الحرب النفسية. فاللون الأحمر أو البرتقالي أو الأصفر، المرتبط عادةً بالتحذير والخطر، يرفع مستوى القلق لدى الفلسطينيين، ويترك، مع تكرار المشاهدة، أثرًا نفسيًا عميقًا ينعكس على السلوك الفردي والجماعي.
وقد يؤدي ذلك إلى تغييرات في الحياة اليومية، مثل تجنّب مناطق معينة أو تغيير طرق التنقّل، ما يترك تأثيرًا مباشرًا على قطاعات مثل التعليم، والعمل، والاقتصاد، ويعزّز من شعور فقدان الأمان.
ويؤكد الصمادي أن الأبعاد الرمزية للألوان تتجاوز وظيفتها العملية، إذ تترسّخ في الذاكرة الجمعية كأداة للهيمنة والسيطرة، ولا تختلف كثيرًا عن تجارب استعمارية سابقة، مثل استخدام النازية أو أنظمة الفصل العنصري للألوان والرموز في إدارة الصراع والسيطرة على السكان.
ويضيف أن معظم البوابات التي يستخدمها الاحتلال في الضفة تكون مطلية باللون البرتقالي أو الأصفر، وهي ألوان لافتة يمكن رؤيتها من مسافات بعيدة، سواء من قبل الجنود أو المدنيين أو المستوطنين. ويشير إلى أن هذه البوابات، سواء الثابتة أو المتنقلة، تُعدّ جزءًا من منظومة التحكم والإغلاق التي يستخدمها الاحتلال لتنظيم حركة الجيش والمستوطنين، فضلًا عن عزل الفلسطينيين.
أما بشأن ألوان أخرى، مثل الأزرق أو الأخضر أو الأسود، فيوضح الصمادي أنه لا يوجد دليل علمي على ارتباطها بدلالات عسكرية واضحة، وقد تكون مجرّد ألوان عادية، بخلاف تلك التحذيرية المستخدمة بكثافة. ومع ذلك، تبقى الألوان عنصرًا بصريًا يُضاعف الأثر النفسي، وهو ما يتقاطع مع تجارب استعمارية أخرى في الجزائر، وجنوب أفريقيا، وكينيا، حيث استُخدمت الألوان والرموز كأدوات للهيمنة.
مختصة في علم النفس: “البوابات الحديدية الملوّنة أدوات ضغط نفسي على الفلسطينيين”
تواصل فريق المرصد مع المختصة في علم النفس، الدكتورة جولتان حجازي، للحديث عن الآثار النفسية والاجتماعية للبوابات والحواجز المنتشرة في الضفة الغربية، ودلالات الألوان المستخدمة فيها.
وأوضحت حجازي أن البوابات والحواجز تولّد شعورًا دائمًا بالتهديد والخطر، إذ تُمارَس عبرها إجراءات تفتيش واعتقال وإذلال تُذكّر الفلسطينيين بشكل مستمر بوجود الاحتلال، وتجعلهم يعيشون في حالة من التوتر والقلق والخوف، ما يؤدي إلى انتشار اضطرابات نفسية، مثل الاكتئاب، والقلق، واضطراب ما بعد الصدمة، إلى جانب أعراض جسدية كالصداع ومتلازمة القولون العصبي.
كما بيّنت أن الإذلال المتكرر يؤدي إلى فقدان الكرامة وتدنّي احترام الذات، في حين يسهم الحصار الناتج عن البوابات في تقييد فرص العمل والتعليم والعلاقات الاجتماعية، ويُضعف الثقة بالمؤسسات الوطنية.
وفي ما يتعلّق بالألوان، أوضحت حجازي أن اللونين الأصفر والبرتقالي يُستخدمان لشدّ الانتباه وإثارة التوتر، ويحملان دلالات سلبية مثل الخطر والقهر. أما اللون الأخضر، فرغم ارتباطه عادةً بالطمأنينة، قد يُستغل لأغراض سياسية، بينما يعكس الأزرق السلطة والاستقرار الظاهري، فيما يرمز الأسود إلى القوة والحداد والقمع.
وأكّدت أن تأثير البوابات يختلف باختلاف السياق؛ فبينما تعبّر في البيئات الطبيعية عن التنظيم والخصوصية، تتحوّل في السياق الاحتلالي إلى أدوات للسيطرة والإذلال تثير مشاعر الخوف والغضب. كما يمكن توظيف الألوان ضمن أدوات الحرب النفسية لإثارة التوتر وفرض الهيمنة، لما لها من تأثير مباشر على المشاعر والإدراك والسلوك الجمعي.
وأضافت أن الألوان المرتبطة بالقمع قد تتحوّل، مع مرور الوقت، إلى رموز متجذّرة في الذاكرة الجمعية الفلسطينية، تُذكّر بالحواجز والحصار، وتغدو جزءًا من الهوية الوطنية، كما تنعكس في الفن والأدب والمقاومة. واختتمت حجازي بأن تراكم هذه الدلالات التاريخية يجعل الألوان تتحوّل إلى رموز ثقافية وسياسية تعبّر عن الذاكرة والصمود.
الآثار المترتبة على الادعاء
إن تداول الادعاء المتعلق بدلالات ألوان البوابات في الضفة الغربية يُسهم في ترسيخ تصوراتٍ مغلوطة حول منظومة السيطرة الإسرائيلية، إذ يُوهم بوجود نظام أمني منظم يقوم على رموز لونية محددة، بينما لا يوجد أي دليل رسمي على ذلك.
ويؤدي هذا الادعاء إلى خلق ارتباكٍ لدى المواطنين، ويعزز الشعور بالخوف والتهديد النفسي، كما يُحوّل النقاش العام من جوهر القضية المتمثل في القيود العسكرية على حرية الحركة إلى جدلٍ رمزي غير قائم على الحقائق.
بوابات الاحتلال في الضفة الغربية تتزايد وتُغلق بشكل متكرر
بحسب تقرير “تحديث الحركة والوصول لشهر أيار/مايو 2025“، الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، تم تركيب 29 بوابة جديدة في الضفة الغربية، سواء كإغلاقات قائمة بذاتها أو مضافة إلى نقاط تفتيش جزئية.
وبذلك، يرتفع العدد الإجمالي للبوابات والقيود على الشوارع إلى 288 بوابة، بينها 205 بوابات قائمة بذاتها، و83 بوابة مدمجة مع نقاط تفتيش جزئية.
وأوضحت الوثيقة أن نحو 60% من هذه البوابات (أي 172 من أصل 288) تُغلق بشكل متكرر، ما يعمّق من القيود المفروضة على حركة الفلسطينيين اليومية.
كما وثّق التحديث الإنساني لعام 2025 الصادر عن “أوتشا” أنه خلال النصف الأول من شهر أيلول/سبتمبر، تركيب 27 إغلاقًا جديدًا في الضفة الغربية، من بينها 18 بوابة على الطرق.
| خلاصة التحقق |
| أثبت تدقيق المرصد الفلسطيني “تحقّق” أن الألوان المستخدمة على البوابات الحديدية في الضفة الغربية لا تخضع لأي تصنيف عسكري أو لوجستي رسمي، ولم يُعثر على دليل موثّق يدعم وجود دلالات محددة لها، وفق ما نص الادعاء.
وقد أظهرت المتابعة الميدانية تنوع الألوان دون وجود نمط ثابت، بما في ذلك وجود بوابة باللون الرمادي على مدخل قرية بيت دجن، وهو ما يضعف صحة الادعاءات المتداولة. |
| مصادر التحقق | مصادر الادعاء |
| عبد القادر عبد الحليم – مراسل التلفزيون العربي في القدس.
الدكتورة جولتان حجازي – المختصة في علم النفس. اللواء محمد الصمادي – الخبير العسكري الأردني. شاهدة عيان عربية – من بلدة “كفر قرع” جنوب شرق حيفا . صحفيين ميدانيين من الضفة الغربية. |














