
| الادعاء |
| تصريح نُسب إلى الأسير الإسرائيلي تل شوهام لقناة “فوكس نيوز”، مفاده: “الذين كانوا يحرسونني كانوا يحفرون الأنفاق في الليل… كأنهم من عالمٍ وزمانٍ مختلفين”، واصفًا رجالًا يحفرون الأرض بإيمانٍ لا يلين ويشبهون الأساطير التي تُصنع منها الحرية. |
تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحاً نُسب إلى الأسير الإسرائيلي تل شوهام، زُعم فيه أنه قال لقناة “فوكس نيوز”: “الذين كانوا يحرسونني كانوا يحفرون الأنفاق في الليل… كأنهم من عالمٍ وزمانٍ مختلفين”، واصفًا رجالًا يحفرون الأرض بإيمانٍ لا يلين، ويشبهون الأساطير التي تُصنع منها الحرية.

تحقّق المرصد الفلسطيني “تحقق” من صحة التصريح المتداول، من خلال البحث في المصادر المفتوحة باستخدام تقنيات البحث الرقمي، بما في ذلك مراجعة محتوى قناة “فوكس نيوز“، وتبيّن أن جانباً من التصريح غير صحيحة، وتمت إضافته إلى التصريح الأصلي.
إذ تحدث شوهام في مقابلته للقناة قائلاً إن “حماس لم تتوقف عن حفر الأنفاق ليوم واحد”، وأن الحراس الذين كانوا يحتجزونه كانوا من حفّاري الأنفاق، لكنه لم يستخدم أي تعبير من قبيل: “كأنهم من عالم وزمان مختلفين”، أو “يحفرون الأرض بإيمان لا يلين”، أو “خرج جسداً وبقيت روحه هناك.”
وفي السياق ذاته، تحدّث تل شوهام عن تجربته خلال فترة أسره، موضحًا أن حياته كانت مليئة بالمعاناة والصعوبات، حيث قضى ثمانية أشهر ونصف في نفق تحت الأرض، وخمسة أشهر أخرى محتجزاً في منازل مختلفة داخل غزة، وقد تعرّض “للتقييد والتجويع بشكل مستمر:.
وأشار إلى أنه ركّز على الحفاظ على تماسكه الإنساني وعدم الاستسلام للخوف أو اليأس، رغم سوء المعاملة والجوع والتهديد بالموت، كما ذكر أن سماعه بخبر سلامة زوجته وأطفاله بعد 50 يومًا من أسره، منحه دفعة نفسية لمواصلة الصمود، قبل أن يُفرَج عنه ضمن صفقة تبادل أسرى بعد 505 أيام من الاحتجاز.
ما يعني أن تل شوهام لم يستخدم أي تعبير مجازي أو أدبي في وصفه لآسيريه أو تجربته في الأسر، بل اقتصر حديثه على سرد تجربته الواقعية وظروف أسره.
الآثار المترتبة على الادعاء
يؤدي تداول هذا الادعاء إلى تشويه الفهم العام لتصريحات الأسير الإسرائيلي تل شوهام، من خلال إضفاء طابع أدبي أو مجازي على حديثه، وهو ما لم يحدث فعليًا. إن نسبة مثل هذه العبارات له تخلق سردية غير دقيقة قد تُستغل لتقديم صورة مضللة عن موقفه من الجهة الآسرة، مما يؤثر على المحتوى الإخباري الموضوعي والثقة في المعلومات المتداولة.
كما أن تداول هذا النوع من الادعاءات دون تحقق يُسهم في نشر معلومات مضللة قد تُستغل سياسيًا أو عاطفيًا، ويؤثر على توازن التغطية الإعلامية ويُضلل الرأي العام.
يأتي تداول الادعاء بالتزامن مع استمرار عملية تبادل الجثث بين الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية، حيث أُعلنت الفصائل الفلسطينية تسليمها عدداً من الجثث والمفقودين الإسرائيليين للجانب الإسرائيلي عبر الوساطات الدولية، حيث سلمت حركة “حماس” 16 جثة من بين من كانت إسرائيل تطالب باستعادتهم، بينما ما تزال جثث أخرى مفقودة في مناطق غزاها الضربات الإسرائيلية.
وفي ما يُعدّ المرحلة الأولى من الاتفاق، فقد التزمت الفصائل الفلسطينية – من ضمنها حماس – بتسليم الأسرى الأحياء إلى إسرائيل كجزء من المبادلة المتفق عليه، وبموجب هذه المرحلة، تم الإفراج عن نحو 20 أسيرًا إسرائيليًا أحياء، مقابل إطلاق إسرائيل ما يقارب 2,000 سجين فلسطيني، بالإضافة إلى تسليم عدد من الجثث. وقد شكّل هذا الإجراء خطوة افتتاحية في إطار تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، تمهيدًا للانتقال إلى مراحل لاحقة تشمل إعادة باقي المفقودين والمحتجزين.
| خلاصة التحقق |
| كشف تدقيق مرصد “تحقّق” أن التصريح المنسوب إلى تل شوهام محرف، فقد تحدث في مقابلة مع “فوكس نيوز” عن أن حماس لم تتوقف عن حفر الأنفاق، وأن الحراس كانوا حفّاري أنفاق، لكنه لم يستخدم أي تعابير أدبية أو مجازية في وصفهم، إذ ركّز شوهام في حديثه عن ظروف احتجازه في نفق ثم في منازل مختلفة في القطاع. |
| مصادر التحقق | مصادر الادعاء |
| قناة فوكس نيوز – مقابلة الأسير الاسرائيلي تل شوهام |

