تربية إعلامية
“تحقق” يوضح آثار نشر وتداول فيديو يوثق ضرب طفل وتعنيفه
تداولت صفحات اجتماعية ومستخدمون في موقع فيسبوك، مقطع فيديو يوثق تعرض طفل في إحدى مدارس مديرية بيرزيت للضرب بالعصا من قبل أحد المعلمين، وظهر الطفل في المقطع المتداول يبكي ويطلب من المعلم التوقف عن تعنيفه.
يوضح مرصد تحقق آثار نشر وتداول مقطع الفيديو في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يعد مخالفًا لأخلاقيات النشر والممارسات الفضلى، لما فيه من انتهاك لخصوصية الطفل وكرامته الإنسانية، الذي يؤثر على الطفل ويسبب أذى نفسي له.
وهو ما أكده مسؤول برنامج التعليم في مؤسسة إنقاذ الطفل ماهر عبد الله للمرصد، بقوله: “يجب مراعاة عدم وجود أي تدخلات تسبب ضرر آخر للطفل بعد التعنيف الذي تعرض له، حيث أن نشر الفيديو يُعرض الطفل لمشاكل أخرى، مثل الوصمة الاجتماعية في محيطه، وقد يعرضه للتنمر والسخرية من أقرانه”.
وأشار عبد الله إلى أن تداول الفيديو ينشر صورة سلبية عن العملية التعليمية في المدارس، وهو ما قد يؤثر على بقية الأطفال، سواء الملتحقين بالمدارس أو الذين لم يلتحقوا بها بعد، ويولد لديهم خوفًا من التعليم والمشاركة في الصفوف، وهو ما يؤثر على مستوى قابلية الأطفال للذهاب للمدارس، إضافة إلى تأثيره على مستواهم التعليمي.
أما فيما يتعلق بتصوير الفيديو فقد نوه عبد الله إلى أن توثيق الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال مهم وضروري، وذلك لاستخدامه في الشكاوي وعرضه على الجهات الرسمية؛ لكن نشره غير صحيح أبدًا.
كما أضاف أن التعليم في المدارس في السنوات الأخيرة في تطور مستمر، ومن غير المنصف أن تُعمم هذه الصورة عن المدارس؛ نظراً لكونها حالات فردية.
وأكد عبد الله أن تحويل الحادثة لقضية رأي عام ونشر أي صورة للأطفال يجب ألا يتم دون أخذ موافقة مسبقة من الطفل وعائلته قبل اتخاذ إجراء النشر، وهذه من أساسيات حماية الطفل وخصوصيته في كل حالة نؤكد على ضرورتها.